هل ينقذ غرور غادة عبد الرازق حكاية حياة ؟

هي – أسماء وهبة عندما شاهدنا إطلالة الفنانة غادة عبد الرازق مع الزميل نيشان في برنامج "أنا والعسل" ظننا أنها تمسك السماء بيديها. إطلالة نجمة واثقة من نفسها، تتحدث بمقدار كفيل باستبقاء المشاهد ليتابعها من البداية حتى النهاية. تحدثت طويلا عن نجاح مسلسل "مع سبق الإصرار" الذي عرض العام الماضي، متوقعة لا بل متأكدة أن النجاح سيكون أيضا حليف مسلسلها هذا العام "حكاية حياة". بين هذه الثقة بالنفس وموهبة غادة عبد الرازق التي لا غبار عليها، يبدو أن مسلسل "حكاية حياة" لن ينال نفس النجاح الذي حظي به سالفه في العام الماضي، خصوصا أن غادة استعانت بنفس زملائها الذين شاركوها بطولة "مع "سبق الإصرار"، في محاولة لاستكمال النجاح الذي بدأته معهم. لكن مع انتصاف حلقات المسلسل، تبين أن غادة عبد الرازق لم تأتي بجديد! سبق وأن شاهدنا قصة مسلسل "حكاية حياة" في آخر تركي بعنوان "أين ابنتي"، الذي يتناول في قسم منه قصة سيدة تتآمر عليها عائلتها فتضعها في مستشفى الأمراض العقلية من أجل الإستيلاء على ثروتها. هذه هي باختصار قصة "حكاية حياة" التي على أساسها نسجت الأحداث المليئة بالشر المطلق الذي قد لا يكون موجودا في الواقع! الجميع يريد أن يؤذي "حياة" التي تلعب دورها غادة عبد الرازق. الجميع يريد تعذيبها واستغلالها. حكاية سبق أن شاهدناها كثيرا في المسلسلات والأفلام المصرية. أيضا لم تمارس غادة في "حكاية حياة" حالة التحدي التمثيلي الذي فعلته في "مع سبق الإصرار"، فغاب عنصر المفاجأة الجاذب للمشاهد، الذي لم يبق أمامه سوى غادة عبد الرازق نفسها ورصيدها عند الناس. ليس ذلك فقط بل جاء ديكور العمل خارجا عن المنطق، وكأن البيوت والمكاتب تقبع في عالم إفتراضي لا يجد ترجمة له في الواقع. وعلى صعيد زملاء غادة في العمل،: لم توفق الفنانة روجينا في دورها هذا العام كما فعلت في "مع سبق الإصرار"، الذي تفوقت فيه على نفسها. ولا نعرف سبب إنفعالها وصراخها طوال الوقت في "حكاية حياة"! ربما استعملت الصوت العالي لترسيخ حالة الإشمئزاز من الأخت الخائنة لشقيقتها والتي تدفع بها إلى مستشفى "المجانين" ثم تتزوج من زوجها وتربي ابنها. كذلك قدم الفنان طارق لطفي دورا عاديا، رغم تغيير التركيبة الإنسانية من الزوج الشرس في مسلسل "مع سبق الإصرار" إلى الطبيب المخلص الطيب في "حكاية حياة". لكن هناك حضور جيد يمكن أن يستثمر في أعمال لاحقة للفنان خالد سليم الذي يعيد اكتشاف نفسه كممثل هذا العام في أكثر من عمل مرتكزا على وسامته وحضوره. وبالطبع قدم خالد سليم في المسلسل دور زوج غادة عبد الرازق، التي كعادتها تستعين بالبطل الوسيم الحبيب والزوج في كل أعمالها بدءا من باسم ياخور، أحمد السعدني، ماجد المصري وصولا إلى خالد سليم! هناك إشكالية في حبكة مسلسل "حكاية حياة"، حيث لم ترسم الشخصيات بشكل واقعي، فهي لا تعرف الوسطية بل تذهب إلى الحد الأقصى إما الطيبة أو الشر! لكن قدم المخرج محمد سامي صورة جميلة على الرغم من عدم واقعيتها. وأجاد استعمال الغرافيكس في تتر الملسلسل الذي يمكن أن يكون الأفضل بين كل مسلسلات هذا العام. انتظر الجمهور من غادة عبد الرازق عملاً أفضل من "مع سبق الإصرار". لكن يبدو أنها أخفقت هذا العام. ولم تبحث عن موضوع جيد يضع عملها في المراتب الأولى. فهل أصابها غرور النجاح أم ماذا؟