خاص لـ"هي": علامة الحقائب MESH–MESH…حكاية شقيقتين من القاهرة إلى عالم Emily in Paris
في مشهد تتقاطع فيه الموضة مع التكنولوجيا، تبرز علامة MESH–MESH المصرية كأحد الأسماء التي تعيد تعريف مفهوم الإكسسوارات المعاصرة. تعتمد العلامة على الطباعة ثلاثية الأبعاد بوصفها لغة تصميم كاملة، لا أداة إنتاج فحسب، لتقدم حقائب نحتية تحمل في تفاصيلها سردًا بصريًا.
بالرغم من أن العلامة تأسست في عام 2024 على يد الأختين فاطمة وشيماء العلاوي، استطاعت Mesh–Mesh أن تخطف الأنظار وتلفت عدسات السجادة الحمراء، لتصبح خيارًا لعدد من النجمات، من بينهن شوق الهادي وياسمينا العبد وتوانا الجوهري ويسرا اللوزي والعديد من الأسماء اللامعه، وصولًا إلى ليلي كولينز في مسلسل Emily in Paris.
في هذا الحوار، تخوض "هي" نقاشًا خاصًا مع فاطمة العلاوي، الشريكة المؤسسة لعلامة MESH–MESH، حول البدايات الأولى للعلامة، وفلسفتها التي تمزج بين الحِرفة الرقمية والسرد الفني، وصولًا إلى لحظة الظهور العالمي في مسلسل Emily in Paris، وما تحمله هذه المحطة من دلالات على مستقبل الموضة والتكنولوجيا في المنطقة.

تفتتح فاطمة الشريكة المؤسسة للعلامة حديثها لـ"هي" قائلة: "وُلدت MESH–MESH كمساحة للتعبير عن الذات. هي تجربة شخصية نعبر من خلالها عن رؤيتنا للعالم، ونختبر فيها الأشكال والخامات والألوان بحرية، مستفيدين من الإمكانيات التي تتيحها الطباعة ثلاثية الأبعاد".
لكن الرؤية لا تتوقف عند حدود التجربة الذاتية. تضيف فاطمة: "عندما نفكر في MESH–MESH كوسيلة للتعبير، نفكر بالقدر نفسه في عملائنا. نريد أن تمنحهم تصاميمنا مساحة ليعبّروا عن جانبهم الفني، الجريء، وحتى المرح. الحقيبة هنا ليست قطعة تُحمل، بل امتداد للشخصية".
هذا التفاعل المتبادل، كما تصفه، هو جوهر العلامة: "هذا الحوار بيننا وبين من يختار تصاميمنا يخلق ارتباطًا حقيقيًا، وهو ما يمنحنا الدافع للاستمرار في دفع حدود الإبداع".
الحِرفة الرقمية… والسرد العاطفي
منذ انطلاقتها، حرصت MESH–MESH على أن تحمل كل قطعة قصة خاصة. توضح فاطمة: "كان حلمنا منذ البداية أن تكون التصاميم حاملة لسردها الخاص. نراها دعوات مفتوحة لاكتشاف حكايات مستوحاة من التراث والفن، تُترجم عبر أشكال نحتية وأنماط دقيقة".
وتتابع متوقفة عند إحدى أبرز قطع العلامة: "حقيبة Alhambra، مثلًا، استُلهمت من قصر الحمراء في غرناطة، وستظل دائمًا بالنسبة لنا رمزًا للسفر، ولتجربة أماكن جديدة، وللانفتاح على عوالم مختلفة".

أما حقيبة Sarab، فجاءت برؤية أكثر تجريدًا. تقول فاطمة: "استوحينا شكلها الخارجي من الكثبان الرملية والصحراء، لكن الدافع الحقيقي كان سؤالًا تصميميًا: ماذا لو غيّرنا عنصرًا واحدًا فقط من التصميم التقليدي للحقيبة؟ من هنا جاءت فكرة الفصل بين الداخل والخارج".
وتشرح: "منحنا الداخل الشكل المستطيل الكلاسيكي، في مقابل خارج انسيابي ومستقبلي. بدا الداخل وكأنه يطفو في قلب الحقيبة كسراب، في إشارة إلى التباين بين ما كانت عليه الحقائب، وما نتصورها أن تكون عليه مستقبلًا".
ومع ذلك، تؤكد فاطمة أن القصة لا تُفرض على المتلقي: "الأهم بالنسبة لنا ليس فقط القصص التي نحب أن نرويها، بل المساحة التي نتركها للتفسير. نحب أن يخبرنا عملاؤنا كيف قرأوا التصميم، وكيف جعلهم يشعرون. هذا التشارك في المعنى هو أكثر ما يجعل تجربتنا مُجزية".
من الأخوات في القاهرة إلى Emily in Paris
محطة مفصلية في مسيرة MESH–MESH تمثّلت في اختيار حقيبة Alhambra Ruby للظهور على ليلي كولينز بشخصية إيميلي كوبر في الموسم الخامس من Emily in Paris. عن هذا الظهور تقول فاطمة: "تنسيق الأزياء في المسلسل معروف بجرأته وقدرته على صناعة لحظات لا تُنسى. كنا من المعجبين بعمل مارلين فيتوسي وشون راغونو وفريقهما".
وتضيف: "والتزامهم بدعم المواهب الجديدة هو ما شجّعنا على التواصل معهم مباشرة. كان شرفًا كبيرًا أن يتم اختيارنا في مرحلة مبكرة من رحلتنا. هذه اللحظة ستبقى محفورة في ذاكرة العلامة كمحطة ملهمة، تدفعنا للاستمرار".
أما اختيار حقيبة Alhambra بلون Ruby، فله دلالته الخاصة. توضح فاطمة: "عندما عرضنا مجموعاتنا، تركنا للفريق حرية الاختيار، وكنا مستعدين حتى لتطوير ألوان خاصة. حين تم تأكيد Alhambra Ruby".
وتختم: "شعرنا بأن الاختيار مثالي. فهذه الحقيبة ترمز للسفر والتجارب الجديدة، وهو ما ينسجم تمامًا مع رحلة إيميلي في هذا الموسم. هذا التلاقي بين قصة التصميم، ولونه، وحب الشخصية للتعبير الجريء عن ذاتها، هو ما جعل هذا الظهور ذا معنى عميق بالنسبة لنا".
الاستدامة كخيار تصميمي
إلى جانب البعد الجمالي، تعتمد MESH–MESH نموذج إنتاج واعٍ. تقول فاطمة: "الطباعة ثلاثية الأبعاد غيّرت قواعد اللعبة بالنسبة لنا. نحن نعمل بنموذج مخزون محدود، وعند نفاد القطع ننتج حسب الطلب. هذا يقلل من الهدر، ويجعلنا واعين بكل قطعة نطرحها، وهو أمر أساسي لعلامة في بداياتها".
ما بعد اللحظة
بعد هذا الظهور العالمي، تستعد العلامة لمرحلة جديدة. تقول فاطمة: "كوننا علامة لم يتجاوز عمرها عامًا واحدًا، نأمل أن تسهم هذه اللحظة في توسيع دائرة الوعي بنا، وتعميق تواصلنا مع محبي الأسلوب الجريء في المنطقة".
وتكشف عن الخطوات القادمة: "أطلقنا ألوانًا جديدة من تصاميمنا الأولى بالتزامن مع عرض الحلقة، كما نستعد للكشف عن تصميم جديد مطلع العام المقبل. هذا العمل يمثل تطورًا مهمًا لنا؛ إذ ننتقل لأول مرة إلى خامة مرنة تناسب الاستخدام اليومي. استلهمنا هذا التصميم من التاريخ المصري القديم، في محاولة لإعادة تقديمه عبر مزج عناصره مع تقنيات الموضة المستقبلية. إنها رحلة قريبة من قلوبنا، ونتطلع لمشاركتها قريبًا".
جميع الصور تم مشاركتها من قبل العلامة