
منسق أزياء المشاهير ومصمم الأزياء Ugo Mozie يكتب لـ"هي": كيف تشكل الموضة نغمة هذا العصر؟
لطالما ارتبطت الموضة بالموسيقى، لكن العلاقة بينهما اليوم أصبحت أقوى وأكثر إبداعا من أي وقت مضى. في هذا العصر البصري، باتت إطلالة الفنان لا تقل أهمية عن صوته، وأصبحت الموضة وسيلة لسرد القصص، وأداة تعبّر عن هوية الفنان قبل أن يعتلي المسرح أو يطلق أول نغمة.
بالنسبة لي، تنسيق الإطلالة يتجاوز مجرد اختيار الأزياء، فهو عملية بناء لهوية بصرية متكاملة. هذه الهوية تلعب دورا محوريا في تواصل الجمهور مع الفنان. ما يرتديه الفنان يعكس قناعاته، وثقافته، وشخصيته، ويمكن لإطلالة قوية أن تكون أيقونية بقدر أغنية ناجحة، تترسخ في الذاكرة وتمنح تجربة الاستماع بعدا بصريا أكثر عمقا وتأثيرا.
استلهمت من مسيرة فنانين استخدموا الموضة منصة للتعبير والتغيير الثقافي، من أسلوب فيلا كوتي الثوري في عالم Afrobeat، إلى الإطلالات الخالدة لمايكل جاكسون، وصولا إلى "بيونسيه" التي سخّرت الموضة لتكريم الإرث وتمكين الهوية. هؤلاء الفنانين لم يتبعوا الصيحات، بل صنعوها، وجعلوا من أسلوبهم جزءا لا يتجزأ من إرثهم الفني. هذا هو النهج الذي أتّبعه في عملي، إذ أبدأ بفهم عميق للفنان، وقصته، ورؤيته، وتطلعاته، ثم أُعد لوحة إلهام تُجسّد روحه وتوجهه. أعطي الأولوية للأصالة، ثم أبتكر إطلالة ذات طابع مميز، سواء كانت لحفل، أو جلسة تصوير، أو مناسبة عالمية، لأن الإطلالة بالنسبة إلي ليست مظهرا فقط، بل رسالة متكاملة.
برأيي، لم يعد دور منسق الإطلالات يقتصر على اختيار الأزياء، بل أصبح مسؤولا عن بناء هوية بصرية كاملة. ومع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يتوسع هذا الدور ليشمل الإخراج الإبداعي، وبناء العلامات الشخصية، وسرد القصص البصرية. ولمواكبة هذا التغيير، يجب على المنسق أن يفكر خارج الأطر التقليدية، ويقدم تجربة متكاملة تتجاوز المظهر. ما أراه اليوم مثيرا هو عودة واضحة إلى الأصالة، فقد أصبح الفنان يتبعد عن الصيحات المؤقتة، ويعود إلى التعبير الحقيقي عن ذاته من خلال تصاميم مخصصة، مرجعيات ثقافية، وتركيز متزايد على الحِرفية والمعنى بدلا من الضجة والتقليد.
من الأماكن التي شعرت فيها بهذه الطاقة الإبداعية المتجددة كانت المملكة العربية السعودية خلال زيارتي في مايو 2025، لمست شغفا حقيقيا بالنمو، والابتكار، ودعم الفنانين والمبدعين. إنه أشبه بولادة ثقافية عالمية جديدة، حيث تلتقي الجذور بالتجديد، والتقاليد بالابتكار. وأؤمن بشدة بأن الربط بين السعودية، وإفريقيا، ومناطق أخرى من العالم من خلال الموضة يمكن أن يخلق قصصا جديدة وملهمة لها تأثير عالمي حقيقي.
نحن نعيش عصرا تتداخل فيه الموضة، والموسيقى، والهوية بشكل لم نشهده من قبل، وكمبدعين ومنسقي إطلالات، لدينا مسؤولية كبيرة، ليس فقط في كيف يبدو الناس، بل في كيفية سرد القصص من خلال الأسلوب.