
فهد الجميعة لـ"هي": وجود 1886 في باريس يؤكد أن الهوية السعودية قادرة على المنافسة عالميًا
ضمن واحدة من الخطوات الطموحة في مسيرة الموضة السعودية المعاصرة، تفتتح علامة 1886 متجرًا مؤقتًا في غاليري لافاييت Galeries Lafayette Homme بالعاصمة الفرنسية. مقدمة تجربة بمجموعة خاصة تمتد من منتصف يونيو إلى بداية سبتمبر، تصوغ فيها حضورها العالمي بصوت ثقافي واضح.

في هذه المناسبة المميزة، يكشف الشريك المؤسس فهد الجميعة بشكل خاص لـ"هي" كواليس الظهور الأول للعلامة في باريس، والرؤية التي تقود العلامة إلى ما هو أبعد من الجغرافيا، والتحديات التي رافقت افتتاح المتجر المؤقت pop-up، وكيف تسعى 1886 لإعادة تعريف الموضة السعودية على الساحة العالمية بأسلوب معاصر وجريء.
1886 توقيت محسوب لانطلاقة عالمية
فكرة التوسع الدولي لم تكن لحظة مفاجئة، بل ثمرة تفكير طويل انتظر التوقيت المناسب: "الفكرة كانت تدور في أذهاننا منذ فترة طويلة، لكننا كنا ننتظر اللحظة المناسبة — بعد أن بنينا قاعدة قوية في السعودية من خلال افتتاح متاجرنا الرئيسية في الرياض، وجدة، والعلا، وأبها، وغيرها من مدن المملكة."
ويكمل الحديث قائلاً: "شعرنا أن الوقت قد حان لنأخذ 1886 خارج حدودنا الجغرافية ونقدم العلامة لجمهور عالمي. الهدف لم يكن مجرد توسع، بل أيضًا إبراز مدى تطور الموضة السعودية والمستوى العالي من الإبداع والجودة الذي يمكن لمنطقتنا أن تقدمه".
موقع يحمل رمزية وثقل عالمي
اختيار العلامة إلى عاصمة الموضة باريس جاء خياراً مدروساً حيث يوضح الجميعة: "باريس تُعتبر عاصمة الموضة في العالم والمرجع الأساسي للمشهد العالمي، وفي السنوات الأخيرة، أصبح أسبوع الموضة في باريس الحدث الأبرز والأكثر تأثيرًا عالميًا، وكل الأعين تترقب ما يحدث هناك".
ويتابع قائلاً: "غاليري لافاييت هو المتجر الأشهر والأكثر زيارة في باريس، حيث يستقبل أكثر من 37 مليون زائر سنويًا، ولا شك أن سمعته، وكثافة الزوار، وأهميته الثقافية جعلت منه الموقع المثالي لتقديم 1886 لجمهور دولي بطريقة قوية وموثوقة".

مساحة تنقل روح العلامة كما هي
لم يكن الهدف عرض قطع العلامة، بل نقل هوية العلامة بشكل ملموس في التصميم والتجربة، يقول فهد: "التحضير بدأ مبكرًا جدًا. أجرينا زيارات متعددة للموقع للتأكد من توافقه مع هوية 1886. أردنا أن تعكس المساحة نفس الجمالية التي نستخدمها في متاجرنا بالسعودية، من اختيار الألوان إلى طريقة عرض القطع."
يكمل الحديث قائلاً:" حتى تجربة الزوار كانت أولوية. قمنا باختيار الفريق بعناية، ومرّوا بعدة مراحل من التدريب، بدءًا من الجولات التعريفية، إلى تعلم قصة العلامة، مصادر الإلهام، تفاصيل الأقمشة، وطريقة التفاعل مع الزوار. أخذ ذلك جهدًا كبيرًا ووقتًا، لكن أردنا أن نضمن أن كل من يزور المتجر سيخرج بتجربة أصيلة تعكس عالم 1886 بالكامل".
تحديات التنفيذ بين العواصم
إطلاق متجر مؤقت في باريس تطلّب تنسيقًا معقدًا وعملًا عبر عدة أطراف يوضح الجميعة: "واجهنا تحديات متعددة من التنسيق مع المصممين والمقاولين، إلى التوظيف، والمبيعات، والتخزين، واللوجستيات. إدارة كل هذه التفاصيل، بالإضافة إلى الجانب المالي، في قارة أخرى لم تكن سهلة."
ويكمل الحديث قائلاً: "لكن ولحسن الحظ، وبدعم من هيئة الأزياء السعودية، تمكنا من تجاوز الكثير من هذه العقبات. قدموا لنا دعمًا ملموسًا، وربطونا بخبراء ساعدونا في التوسع الدولي بشكل فعّال واحترافي".

تطور محسوب لا يمسّ الروح الأصلية
منذ التأسيس، تسير 1886 وفق معادلة دقيقة بين التطور والتمسّك بالهوية يقول فهد: "الحمد لله، العلامة لا تزال تحمل نفس الروح التي بدأت بها، لكن في عالم الموضة، يجب أن تتطور باستمرار."
ويضيف: "التكيف مع السوق ومع التغيّرات ضرورة، لكننا نحرص دائمًا على أن يكون هذا التطور دون أن يمسّ جوهرنا، أساس العلامة راسخ في من نحن، ومن أين جئنا. هذه الروح تستمر في توجيه كل مجموعة جديدة نطلقها".
صوت سعودي بلغة عالمية
الرسالة الأهم من الظهور في باريس تتجاوز فكرة البيع، يختتم الجميعة: "ما أريده فعلًا هو أن يغادر الزائر وهو يحمل فهمًا أعمق لهوية 1886 والثقافة التي تمثلها. يشرفنا أن نعرّف العالم على الثقافة السعودية من خلال الموضة، خصوصًا مع قطع حصرية في هذه المجموعة مستوحاة مباشرة من السعودية".
ويختم قائلاً: "هذا الظهور في باريس هو رسالة واضحة للسوق الأوروبي: لدينا قاعدة عملاء قوية ووفية، وعلامات من منطقتنا قادرة على الوقوف بثقة على المسرح العالمي. إنها لحظة احتفال، وفي نفس الوقت، إعلان."