
باريس عاصمة الموضة العالمية.. متصدرة بين الماضي الحاضر والمستقبل!
فرنسا والموضة، باريس مهد عالم الأزياء، منها إنتلقت أهم الصيحات والثورات في هذا العالم الواسع والشاسع، وتعتبر هي القلب النابض لصناعة الأزياء في العالم كله. إحتضنت باريس، الكثير من دور الأزياء العالمية، منها الفرنسي ومنها العالمي، ومن هذه العاصمة، إنتلقت أهم الصيحات، وإنتشرت أهم الثورات في عالم الموضة والأزياء، وإستطاعت حتى يومنا هذا أن تبقى متصدرة اللائحة بجدراة، متفوقة على ميلان، نيويورك ولندن. لماذا فرنسا؟ ولماذا بالتحديد باريس؟! ما الذي يميّز هذه العاصمة عن العواسم الأخرى؟ ومن هي أشهر دور أزياء عالمية فرنسية الأصل، كانت لها بصمتها في مجال صناعة الأزياء في العالم؟ أسئلة كثيرة، نستعرض سوياً إجاباتها في هذا النص، المرفق بالكثير من المعلومات والتفاصيل، التي تعرفنا أكثر على دور فرنسا، في مجال صناعة الموضة والأزياء، بالإضافة طبعاً إلى أهم دور الأزياء الفرنسية العرية والأيقونية، التي كانت لهذا بصمتها في هذا المجال، تابعيها معنا.

باريس تحتل الصدارة.. أسباب متنوعة
تعتبر باريس عاصمة الموضة العالمية، ليس لأنها فقط تحوي أكثر وأبرز دور أزياء في العالم، بل لأنها تاريخياً متفوقة في هذا المجال، وسباقة فيه. باريس، أو فرنسا، شكلت نقطة إنطلاقة تاريخية مهمة في مجال صناعة الموضة والأزياء، في أوروبا وكل العالم، والأسباب وراء هذه الأهمية متنوعة، منها فنية، منها إجتماعية ومنها أيضاً سياسية.
أولاً، باريس فرضت نفسها، كعاصمة ومركز للموضة في كل أنحاء العالم، منذ القرن السابع عشر، خاصة في عهد الملك لويس الـرابع عشر، الملقب بملك الشمس. الفخامة والترف كانت عنوان هذه الحقبة، حينها بدأ الضوء يتسلط على قصر فرساي العظيم، وأصبح مركزاً للأناقة، الفخامة والذوق الرفيع. لذا تعتبر الملابس حينها، وسيلة مهمة للتعبير عن السلطة، المكانة، والطبقة الإجتماعية. في هذه المرحلة، بدأت فرنسا تصدر الأقمشة الفخمة والفاخرة مثل الدانتيل إلى باقي دول العالم، وخصوصاً أوروبا، ومن هنا بدأت الحكاية.
ثانياً، في القرن التاسع عشر، شهدت باريس نشوء وإنتشار أول مفهوم لدار أزياء في العالم، والفضل يعود إلى مصمم أزياء إنجليزي وهو تشارلز فريديرك وورث، الذيقام بتأسيس أول دار أزياء في العالم في باريس عام 1858. ومن هنا إنتشر مفهمة المصمم، ومفهوم العلامة التجارية، وحتى الخصوصية في هذا المجال الفني الواسع. طبعاً هذه الإنطلاقة، من بعدها بدأت هذه الصناعة تنتشر أكثر وأكثر، وبدأت دور الأزياء العالمية تبرز، شرارة هذا المجال إشتعلت من باريس إلى العالم.
ثالثاً، في أوائل القرن العشرين، برزت فرنسا وخصوصاً باريس كعاصمة للإبداع العالمي، في مجال صناعة الأزياء والموضة في العالم. وطبعاً الأسماء الأيقونية ما زالت لامعة حتى اليوم أبرزها طبعاً كوكو شانيل المصممة الأيقونية المبدعة، التي أحدثت ثورة خيالية في هذا المجال. إبتكارات فرنسية، وإبداعات لافتة، حققتها كوكو شانيال، وطبعاً كريستيان ديور، وغيرهمم طبعاً.
بالإضافة طبعاً إلى أسباب عديدة لا تعد ولا تحصى، منها المعارض العالمية التي تقام في كل سنة في باريس، وأسابيع الموضة الخاصة بالأزياء الجاهزة والفاخرة التي تقام حصرياً في باريس، كما طبعاً وجود وتمركز أهم المدارس والمعاهد الفنية المتخصصة في مجال صناعة الأزياء، وأيضاًلا يمكننا أن ننسى الذوق الباريسي الخاص، وهو أسلوب يجمع بين البساطة، الأناقة، والعفوية معاً. وأخيراً، الإقتصاد الفرنسي القوي، الذي يستند على هذا المجال، وبدوره هذا المجال يستند عليه، حيث تمثل دور أزياء فرنسا اليوم جزءًا كبيرًا من اقتصادها.

دور أزياء عالمية فرنسية متصدرة!
طبعاً إذا أردنا التحدث عن أبرز دور الأزياء العالمية الفرنسية، لن نتوقف، لأنها كثيرة لا يمكننا حصرها أو تعدادها في هذا النص. ولكن يمكننا بجولة سريعة، أن نستذكر سوياً أبرز الدور الفرنسية العالمية، التي كانت لها بصمتها في مجال صناعة الموضة العالمية، وهي اليوم، تحتل الصدارة بجدارة، وتفوق، لا ينافسها عليه أحد.
شانيل، CHANEL، عالم الأناقة الخالدة، هذه الدار الأيقونية أسستها المصممة المبدعة كوكو شانيل عام 1910. كوكو شانيل، كانت تتمتع بفكر جديد كليًا، وهذا كان واضحاً من خلال الثورة النسائية التي أحدثتها في عالم تصميم الأزياء النسائية، وتحرير المرأة من الكثير من التصاميم التي كانت مفروضة عليها. هي من أطلقت فستان Little Black Dress، الذي أصبح رمزًا للأناقة البسيطة حينها ويعتبر حتى يومنا هذا من التصاميم الكلاسيكية الخالدة. كما أنها صممت ملابس مريحة ومحررة للنساء، تعكس القوة الإستقلالية وحتى السلطة.
هيرميس، Hermes، التأسيس عام 1837، كدار لصناعة السروج والمنتجات الجلدية أولاً، لذا هي حتى يومنا هذا تشتهر بفخامة الجلود المعتمدة بصناعاتها. ثم تطورت هذه العلامة التجارية رويداً رويداً، لتصبح واحدة من أهم وأرقى دور الأزياء في العالم. هذه الدار رغم كل التطورات في مجال صناعة الأزياء في العالم، ما زالت تحافظ على الطابع الحرفي العائلي لها. صناعة الأزياء من ملابس وأكسسوارات، بفخامة عالية وحرفية ودقة لا ينافيها عليها أحد، تشتهر اليوم بحقائبها كثيراً، التي تعد من أفضل الإستثمارات في عالم الموضة والأزياء، وأيضاً الأغلى سعراً على الإطلاق.
ديور، Dior، تأسست عام 1946، وتغير معها مشهد الموضة والأزياء تمامًا خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، فظهرت معها التنانير الواسعة، الخصر المحدد أو الضيق، فبرزت بكثرة التصاميم الأنثوية الجذابة، المليئة بالغلامور والدراما. توجهات جريئة، إعتمدتها هذه الدار على يد المؤسس المبدع كريستيان ديور، وهي حتى يومنا هذا تحافظ على هذا الإرث الثقيل، الذي حملته المبدعة ماريا غراتسيا كوري.
لويس فويتون، Louis Vuitton، في البداية كانت تعنى بصناعة الحقائب الفاخرة وذلك في منتصف القرن التاسع عشر، خصوصاً حقائب السفر، ومع الوقت، أصبحت هذه الدار من أهم وأبرز دور الأزياء العالمية في صناعة الأكسسوارات والملابس.
إيف سان لوران، Yves Saint Laurent، الذي بدأ مسيرته في دار ديور، أسس داره الخاصة عام 1961، وهو يعتبر أو يشتهر بأنه المصمم الأول الذي إستطاع من كسر الحواجز بين الذكر والأنثى في عملية تصميم الأزياء وخصوصاً الملابس، فقد أول بدلة رسمية للنساء، وتميّز أيضاً بدمجه للثقافات العالمية في تصاميم جريئة ومبتكرة.
جيفنشي، Givenchy، أسسها أوبير دو جيفينشي، في عام 1952. هذه الدار المميّزة، جمعت بين الرقي والبساطة، الفخامة والعصرية، فيها إبتكرت أزياء خالدة تجمع بين الخطوط الكلاسيكية الرسمية، والعصرية في التصميم. حتى يومنا هذا، تعتبر هذه الدار، من أهم دور الأزياء العالمية، التي تجمع بين التصاميم الكلاسيكية، مع متابعة دقيقة لأهم وأبرز صيحات الموضة العالمية.
بالمان، سيلين، لافين، وغيرها الكثير والكثير من دور الأزياء الفرنسية، التي تحتل اليوم الصدارة في مجال صناعة الأزياء العالمية، وتعتبر مجموعاتها من أكثر المجموعات إنتظاراً في كل موسم من من كل سنة.





بين الأمس واليوم.. المستقبل مشرق
كما ذكرنا سابقاً، فرنسا لها مكانتها الخاصة في عالم الموضة والأزياء في العالم، وهي في الماضي كما اليوم، تحتل الصدارة في هذا المجال وفي هذه الصناعة. تتميّز فرنسا حتى يومنا هذا عن باقي الدول، مثلاً لها اليوم هي فقط الحق الحصري في إقامة أسبوع الموضة الخاص بالأزياء الراقية، لعوامل عديدة، وقواعد كثيرة، لذا مكانتها في هذا المجال ما والت إستثنائية لا ينافسها عليها أحد.
دراسة الأزياء وتصميمها، من فنون مدارس ومعاهد، أغلبها اليوم يقع في فرنسا، حتى الشهادة التعليمية والخبرات المكتسبة، إذا كانت من فرنسا، يكون لها مذاق آخر، وقيمة أكبر. بين الماضي واليوم، والإستمرارية في العطاء، والحفاظ المستمر على هذا الإرث، يثبت لنا يوم بعد يوم، أن هذا التصدر في المستقبل على الأقل القريب، سيبقى محافظاً على مكانته، ولن يتبدل قطعاً.
