سيسيلي موريس بين الإرث والإبداع: حوار حول مجموعتها الأولى لـ David Morris
في قلب دبي، داخل بوتيك ديفيد موريس المتلألئ، تجلس هي في مقابلة حصرية مع سيسيلي موريس، الجيل الثالث من العائلة البريطانية العريقة في عالم المجوهرات. مجموعتها الأولى Triolette تمثل خطوة جديدة وجريئة للدار؛ مجموعة تحتفي بالحدس، والطبقات، والأسلوب الشخصي، ومصاغة بالكامل من الذهب الأصفر.
باستلهامها من صندوق مجوهراتها الخاص ومن طريقتها اليومية في تنسيق قطعها، تقدم سيسيلي رؤية معاصرة لدارٍ تمتد جذورها لعقود من الحرفية الرفيعة. ومع دخول الإمارات والسعودية مرحلة جديدة من التعبير الشخصي في عالم المجوهرات الفاخرة، تأتي رؤيتها في الوقت المناسب تماماً، جامعةً بين الأصالة وروح الجيل الجديد من عاشقات الاقتناء.

بصفتكِ الجيل الثالث من عائلة موريس، كيف وجدتِ هويتكِ الإبداعية داخل دار تتميز بإرث عميق وحرفية متوارثة؟
اكتشفت هويتي الإبداعية حين قررت أن أترك حدسي يقودني، بدلاً من محاولة تكرار ما قدمه من قبلي. نشأت داخل الدار وأتلقى دون وعي الدروس حول الحرفية، وشغف التفاصيل، وحب الأحجار. وعندما بدأت تصميم مجموعتي الأولى، كان عليّ أن أبدأ من عالمي الشخصي: قطع المجوهرات التي أرتديها يومياً وكيف أُنسّقها بطريقتي الطبيعية. ومن هناك انطلقت لأصنع توازناً بين إرث العائلة وصوتي الإبداعي الخاص.
مجموعة Triolette تستند إلى أسلوبكِ الشخصي في ارتداء المجوهرات بشكل متراكم ومتعدد الطبقات. ماذا أردتِ أن تعكس هذه المجموعة عن المرأة العصرية؟
أردت أن تعبّر Triolette عن المرأة التي تتزين لنفسها. المرأة التي تدمج القطع كما يحلو لها، دون قواعد أو حدود. النساء اليوم يملكن ثقة طبيعية في أسلوبهن، لذا حرصت أن تكون القطع قابلة للتنسيق اليومي بطريقة مرنة وحرة.
الذهب الأصفر عنصر أساسي في ذوقكِ وفي المجموعة. ما الذي يجذبكِ إليه، وما الذي يعنيه لكِ عاطفياً وجمالياً؟
أخبرتني صديقة مقرّبة منذ سنوات أن الذهب الأصفر هو الأنسب لي، كما أكّد لي تحليل الألوان ذلك لاحقاً. أحب دفئه وسهولة ارتدائه؛ فهو يبدو طبيعياً وقريباً إلى الروح. يعكس مزيجاً من الكلاسيكية والحداثة، وهذا تماماً ما أردته للمجموعة.

ذكرتِ أنكِ استخدمتِ أذنكِ كـ"لوحة تصميم"، وأنكِ استشرتِ جدتكِ في البداية. كيف أثّرت هذه اللحظات الشخصية على المجموعة؟
كوننا عائلة تدير الدار حتى اليوم، جعل العمل على مجموعتي الخاصة تجربة شديدة الخصوصية. استلهمت كثيراً من تجربتي الشخصية، ومن حديثي الأول مع جدتي. استخدام أذني كنموذج فعلي ساعدني في ابتكار قطع واقعية وقابلة للارتداء، وكان ذلك وفياً تماماً لأسلوبي.
تتمحور Triolette حول ثلاثة أشكال هندسية: البيضاوي، والمربع، والسداسي. ما الذي جذبكِ لهذه الأشكال، وكيف شكّلت الهوية البصرية للمجموعة؟
لكل شكل شخصية مختلفة: البيضاوي أكثر نعومة ورومانسية، المربع نظيف ومعاصر، أما السداسي فيحمل طابعاً معمارياً واضحاً. معاً شكّلوا إيقاعاً بصرياً متكرراً ومتناسقاً، وكانوا الأساس الذي بُنيت عليه المجموعة بأكملها.
ديفيد موريس معروف بالأحجار الاستثنائية والحرفية البريطانية الفاخرة. كيف توازنين بين هذه الرموز التراثية وبين رغبتكِ في إدخال روح شبابية أكثر عفوية؟
الإرث هو الأساس الذي لا يتغيّر: الحرفية، الجودة، الدقة. دوري هو إدخال روح أكثر بساطة ومرونة—قطع تعكس هوية الدار لكن يمكن ارتداؤها بسهولة كل يوم. هذا ما يبحث عنه الجيل الجديد: الفخامة التي تصبح جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية.

أنتِ أيضاً مسؤولة عن الحملات والصور والهوية البصرية للدار. كيف أثّرت خلفيتكِ في التصوير على رؤيتكِ للتصميم؟
التصوير جعلني أركز على التفاصيل الصغيرة، وعلى كيفية ظهور القطعة على الجسد وتفاعلها مع الضوء والحركة. بالنسبة لي، التصميم هو عملية بصرية بالكامل. وبما أنني أعمل أيضاً على الحملات، فإن السرد البصري يصبح امتداداً للتصميم نفسه.
تصميم مجموعة كاملة لأول مرة يعني الغوص في تفاصيل تقنية دقيقة. ما الجانب الذي وسّع رؤيتكِ كمصممة؟
اضطررتُ لدراسة كل تفصيلة: وزن الذهب، نوعية الترصيع، آليات إغلاق الأقراط. هذه العملية منحتني تقديراً عميقاً لما يتطلّبه تصميم المجوهرات من رؤية شاملة ومعرفة تقنية دقيقة.
الشرق الأوسط من أهم أسواق ديفيد موريس. كيف تلهمكِ المرأة في الإمارات والسعودية، خصوصاً في أسلوب التكديس والتنسيق؟
المرأة في الشرق الأوسط تتمتع بذوق قوي وثقة كبيرة في طريقة ارتدائها للمجوهرات. هي جريئة وأنيقة في الوقت نفسه، وهذا يتناغم تماماً مع روح Triolette التي تعتمد على التكديس والطبقات والتنسيق الشخصي.
مع انتقالكِ من وراء الكواليس إلى مقدمة الإبداع، ما الدور الذي تتمنين أن يلعبه جيلكِ في مستقبل دار ديفيد موريس؟
قدّم جدي ووالدي إرثاً عظيماً، وتصميم مجموعتي الأولى كان لحظة مؤثرة جداً بالنسبة لي. أتمنى أن يستمر جيلي في الحفاظ على الحرفية الاستثنائية، وتوسيع حضور الدار عالمياً، دون أن نفقد روحها التي تتميز بها.