خاص "هي": مصممة المجوهرات السعودية ريم السفاف.. حيث يُعاد تشكيل الزمن، قطعةً من ذهب
في زمنٍ تتسارع فيه الموضة ويُقاس فيه الجمال بالتَجدّد، تصبح القدرة على التوقّف، التأمّل، وإعادة الاكتشاف هي الفخامة الحقيقية. داخل عالم المجوهرات الراقية، يتشكّل تيار هادئ لكنه عميق، يعيد تعريف القيمة من خلال الذاكرة، والمعنى، واحترام المواد النبيلة التي عبرت الزمن.
إعادة إحياء الذهب القديم، الأحجار العتيقة، والقطع المتوارثة ليست مهارة شائعة، بل حرفة دقيقة تتطلّب معرفة علمية، حسًّا بصريًا عاليًا، واحترامًا عميقًا لقيمة القطعة العاطفية قبل المادية. وهنا يتجلّى دور المصممة كعالِمة أحجار بقدر ما هي فنانة، تقرأ الحجر، تفهم طاقته، وتمنحه لغة معاصرة دون أن تمحو ماضيه.
حين تصبح الاستدامة فعلًا إبداعيًا

وفي عالمٍ يميل إلى الاستهلاك السريع، تقدّم المصممة السعودية ريم السفاف رؤية مختلفة للمجوهرات؛ رؤية تُقدّر الزمن، وتحترم المادة، وتمنح الذكريات فرصة جديدة للحياة. قطعها لا تُولد من الصفر، بل من قصص سابقة تُعاد صياغتها بحسّ معاصر، لتصبح مجوهرات تُرتدى اليوم وتُورَّث غدًا. إنها تجربة تذكّرنا بأن الفخامة الحقيقية لا تكمن في اللمعان وحده، بل في المعنى، وفي اليد التي تعرف كيف تُنصت لما كان… وتحوّله إلى ما سيكون.
في هذا الحوار الحصري مع مجلة "هي"، تفتح ريم السفاف نافذة على عالمها الخاص، وتشاركنا رؤيتها حول إعادة تصميم المجوهرات العتيقة، العلاقة العاطفية مع القطع المتوارثة، ودور الاستدامة في تشكيل مستقبل علامتها وهويتها الإبداعية.
ما الذي ألهم شغفك بإعادة إحياء المجوهرات القديمة ومنحها حياة جديدة؟
لأنني أحب جداً المجوهرات القديمة وأُقدّر القيمة المصنعية والمعنوية للقطع عند الزبون فأنا أعتبر هذا التحدي هدية جميلة لهم، تجعلهم وتجعلني أشعر بالسعادة عندما يستطيعوا استعمال هذه القطع التي تعني لهم الكثير.
ما أبرز التحديات التي تواجهيها عند تحويل قطعة ذات قيمة عاطفية أو إرث عائلي إلى تصميم جديد؟
ألا نغير في القطعة الأصلية كثيراً، وأن تكون قابلة للتعديل ثم أن نصل للتصميم المناسب للزبون.

كيف تختارين العناصر أو المواد العتيقة التي تدمجينها في تصميماتك الحديثة؟
ممكن أن تكون أحجار قصاتها قديمة، أو أستعمل طرق تركيب قديمة أو حتى أدمج بعض التصاميم حسب القطع والذي أراه مناسب لها.
تتميز أعمالك بدمج الذهب والأحجار الكريمة مع الألماس، ما الذي يوجّه أسلوبك عند مزج هذه المواد؟
خبرتي في علوم الألماس والأحجار الكريمة أوسعت مداركي لكل أنواع الأحجار الجميلة، وأحببت الألوان وأردت إظهارها بطريقتي، فأسلوبي ممكن يبدأ من الحجر نفسه في تصميم القطع، أو الفكرة ممكن أن تأتي وأبحث لها على أحجار مناسبة ملونة أو من الألماس فقط.

العديد من قطعك تُصمّم حسب الطلب أو تكون فريدة من نوعها. كيف يؤثر هذا النهج الشخصي على رؤيتك الإبداعية؟
هذا يساعدني تماماً في الاستمرار في إطلاق قطع وتصاميم جديدة لأرى ما يعجب الزبائن، ما يناسبهم وما يبحثون عنه دائما.
أسلوبك يمزج بين الطابع العتيق والفخامة الحديثة. كيف تحافظين على هذا التوازن مع الحفاظ على فرادة كل قطعة؟
أعتقد كوني لا أكرر قطعي إلا بألوان مختلفة وبقطع محدودة إن حصل، واستعمالي لألوان أو أحجار ليست مألوفة كثيراً، ولكن بتصاميم تناسب أذواق وأعمار مختلفة (حتى قطع رجالية) هذا يعطيني مجالاً كبيراً للتخيل الدائم والابتكار، وتجربة أفكار جديدة.

مع ازدياد الاهتمام العالمي بالمجوهرات المستدامة ذات المعنى، كيف ترين تأثير منهجك في إعادة توظيف القطع القديمة على مستقبل علامتك؟
أتمنى أن اساعد في زيادة الوعي على هذه الفكرة لأنها ليست فقط تدعم الاستدامة، بل تديم السعادة والذكريات الجميلة، والكثير من الناس لا يخطر على بالهم أنهم يستطيعون إعادة تصميم واستعمال قطعهم المتوارثة، مما سيفتح قسماً جديداً ممتعاً في علامة ريم السفاف.
في عالم ريم السفّاف، لا تُعدّ المجوهرات قطعًا قابلة للاستهلاك، بل إرثًا ممتدًا عبر الزمن. كل قطعة تصبح وعاءً للذاكرة، تحمل همسات الماضي وتتقدّم بثقة نحو الحاضر. ومع استمرار المجوهرات المستدامة في إعادة تعريف مفهوم الفخامة عالميًا، تقف أعمال ريم كتذكير بأن أقوى التصاميم ليست دائمًا تلك المستخرجة حديثًا أو المصنوعة من الصفر، بل تلك التي وُلدت من جديد بعناية ووعي.
