"تيفاني أند كو" تبني جسرًا بين مجموعات المجوهرات والساعات الراقية... حوار لـ"هي" مع "نيكولا بو" نائب رئيس قسم الساعات في الدار
تفتح دار "تيفاني أند كو" .TIFFANY & CO فصلا جديدا في تاريخها الساعاتي، تعيد فيه صياغة إرثها العريق بأسلوب معاصر يعكس روح الابتكار ونظرتها إلى المستقبل.
تحت إشراف "نيكولا بو" NICHOLAS BEAU نائب رئيس قسم الساعات TIFFANY HORLOGERIE، تعيد الدار تعريف حضورها في هذا المجال العريق، مستندة إلى أكثر من قرن ونصف من الحرفية والإبداع. وقد جاء ترشيح إبداعات الدار هذا العام ضمن "جائزة جنيف الكبرى للساعات الراقية"، عن ساعتي BIRD ON A ROCK LEGACY TANZANITE وBIRD ON A ROCK A FLYING TOURBILLON AZURE BLOSSOM، تأكيدا على نجاح استراتيجيتها الجديدة وحضورها المتنامي في عالم الساعات الراقية.

يشير "نيكولا بو" في بداية الحوار إلى إرث الدار العريق في صناعة الساعات، فيقول: "انضممت إلى "تيفاني" في أغسطس عام 2021 بالتزامن مع استحواذ مجموعة "إل في إم إتش" على الدار. بدأت بدراسة الأرشيف لأفهم جوهر العلامة، فاكتشفت أن "تيفاني" كانت تملك واحدة من أكبر شركات صناعة الساعات في جنيف عام 1874. قدمت ساعات فاخرة حتى أواخر السبعينيات من القرن العشرين". وعلى الرغم من استمرارها في إنتاج بعض الساعات، لم تكن تلك الإبداعات في صميم نشاطها الرئيس لعقود طويلة. لكن مع دخولها تحت مظلة المجموعة الجديدة، أرادت الدار أن تستعيد مكانتها بوعي معاصر. يوضح "بو" هذه الاستراتيجية بقوله: "أطلقنا ما أسميه بالعودة إلى المستقبل، وكأن "تيفاني" لم تتوقف يوما عن صناعة الساعات الراقية. جوهر العلامة هو التطلع إلى الأمام والابتكار المستمر، وليس إعادة تكرار الماضي. هنا ألفت إلى أن التفكير المتقدم جزء من هُويتنا، فحتى في الماضي وفي القرن التاسع عشر، حينما كانت ساعات الجيب ضخمة وذكورية كانت "تيفاني" تصنع ساعات صغيرة مرصعة بالماس للمرأة".

اكتــــشــــف "بو" أكثـــــر مـــــن 300 ساعة في أرشـــيف الدار، من ساعات الجيب والمعصم وحتى ساعات الطــــاولــــــة. فاتـــــخـــذ من هذا المخــــــــزون التاريخي منطلقا للبناء على إرث "تيفاني" للساعات وإعادة صياغته بمنظور جديد. يقول: "نحن لا نحاول إحياء الماضي، بل نستوحي من مجوهراتنا وإرثنا الطويل وخبرتنا في الأحجار الكريمة والماس، لنصنع جسرا دائما بين مجموعات المجوهرات والساعات الراقية".
ومن هذا الجسر ولدت ساعة HARDWEAR، التي تعبّر بوضوح عن فلسفة "تيفاني" الجديدة. يقول: "استوحيناها من سوار هاردوير. تتألق علبتها الوسادية الشكل بقياس 24.5 مم بتصميم يحتفي بماسة "تيفاني" الصفراء الأسطورية. ويغطي الميناء كريستال ياقوتي مقطّع بوجوه متعددة تحاكي شكل وبريق هذه الماسة، فيما يعكس ظهر العلبة الضوء بتقطيعات هندسية آسرة".
وهكذا تطل الساعة بعدة نسخ من الفولاذ، والذهب الوردي، والذهب الأصفر، فيأتي بعضها مرصعا بالماس وبعضها بتصميم معدني نقي يعكس روح السوار الأصلية. يضيف: "تعد هذه الساعة خلاصة لاستراتيجيتنا، وهذا ما يمكن تطبيقه على موديلات أخرى".


أطلقت الدار هذا العام خمس مجموعات جديدة، من بينها BIRD ON A ROCK التي تعيد تخيل البروش الشهير من تصميم "جان شلومبرجيه". يصفها قائلا: "عملنا على التصميم من جميع الجوانب، أي الشكل والمواد والحركة والروح. أردنا أن نعكس روح البروش المرحة والخيالية في الساعة، فطورنا تقنية تجعل حجر باغيت يدور حول الميناء بحركة تعتمد على الجاذبية فقط". ثم جاءت ساعة BIRD ON A ROCK FLYING TOURBILLON التي تحرر عصفور "تيفاني" على مينائها، حيث تم تطوير الحركة مع مصنع متخصص لتسمح للطائر بالتحليق فوق آلية التوربيون الطائر. جاء الإصدار الأول مرصعا بحجر فيروز نادر من منجم "سليبينغ بيوتي" المغلق منذ أكثر من 10 سنوات.
فيما يعد الإصدار الجديد أكثر ندرة، فيتوفر في 10 قطع فقط، فيطل بميناء مطلي بالمينا ومعشق بأزهار مرسومة باليد وتفاصيل مرصعة بالماس وتاج مرصع بماسة وفق تقنية "تيفاني سيتينغ".


من الذهب الملتوي كالحبال، استوحيت منها ملامح ساعة ROPE

تجمع ساعة ROPE بين إرث المجوهرات في الدار، ولا سيما أعمال "شلومبرجيه"، والتزامها بمبادئ الاستدامة. فهي مستوحاة من تصاميم الحلي التي تتزين بموتيف الذهب الملتوي كالحبال، وتعمل بآلية كوارتز تضم خلايا كهروضوئية مدمجة داخل الميناء. يقول: "طورنا حركة مصغّرة تعمل بالطاقة الشمسية، وتسمح لنا باستخدام مواد ثمينة مثل عرق اللؤلؤ في الميناء، بخلاف هذا النوع من الساعات الذي يتطلب فتحات صغيرة. وربما تكون ROPE إحدى أولى ساعات المجوهرات التي تضم حركة شمسية". يمكن شحن الساعة خلال دقيقتين فقط تحت الضوء، لتعمل يوما كاملا، أو لثمانية أشهر عند شحنها بالكامل.
ضمن هذا التوجه المتكامل، أعادت الدار تصميم مجموعة ATLAS التي تحمل رمزية خاصة في تاريخ "تيفاني". يقول: "لهذه الساعة مكانة خاصة جدا في "تيفاني"، فهي تظهر كساعة ضخمة على واجهات معظم متاجرنا حول العالم. احتفظنا بالمجموعة بسبب أهميتها، لكننا أجرينا لها تحديثا كاملا، لتتسم بروح عصرية من دون أن تفقد هُويتها". أعيد تصميم الأرقام الرومانية لتحفر داخل الميناء بأسلوب أكثر دقة، وأضيف تاج جديد بحافة زرقاء أنيقة، إلى جانب أحجار ماسية أكبر حجما. وتقدم المجموعة بحركات أوتوماتيكية بقياسين 38 و34مم، إضافة إلى نسخة أصغر تعمل بالطاقة الشمسية استمرارا لنهج الابتكار والاستدامة. ومن بين أحدث إبداعات الدار أيضا ساعة ETERNITY التي تحتفي بالماس، حجر "تيفاني" الأيقوني. يشير: "استوحيناها من إعلان قديم لـ"تيفاني" في خمسينيات القرن الماضي يظهر علامة استفهام مصوغة بأحجار ماس بتقطيعات مختلفة".

يقول "نيكولا بو": "احتفلنا العام الماضي بمرور 150 عاما على وجودنا في جنيف، وهو تاريخ نعتز ونحتفي به بتقديم تصاميم جديدة". وقد شكل استحواذ "تيفاني" في مزاد بلندن على ساعة تاريخية، أهديت عام 1912 إلى قبطان سفينة "كارباتيا" التي أنقذت ركاب التايتانيك، تذكيرا بمكانة الدار وريادتها في صناعة الساعات منذ بدايات القرن العشرين".
واليوم تواصل "تيفاني" تعزيز إرثها عبر بناء جسر حي بين مجموعاتها من المجوهرات وصناعة الساعات. ومع ترشيحها في "جائزة جنيف الكبرى للساعات الفاخرة"، تؤكد الدار مكانتها بين الأسماء الرائدة في عالم الساعات الراقية. ويختتم "بو" الحوار قائلا: "في النهاية، تبقى التفاصيل الدقيقة هي ما يصنع الفارق في كل ساعة من ساعات تيفاني".