
في قلب مهرجان كان.. شوبارد تحتفي بفن صناعة الساعات في أمسية راقية
تأسّست دار شوبارد عام 1860 على يد لويس-أوليس شوبارد، وسرعان ما أصبحت مرجعاً في صناعة الساعات الدقيقة، وعام 1963 دخلت الدار مرحلة جديدة من النمو جمعت بين الإبداع العائلي والإدارة المتخصصة، واليوم تحت قيادة كارولين شوفوليه تواصل شوبارد تألّقها في عالم المجوهرات والساعات الفاخرة، محافظة على طابعها العائلي وشغفها الحرفي في كل قطعة تحمل اسمها.
شوبارد ومهرجان كان

ومنذ عام 1998 ترتبط شوبارد بعلاقة فريدة بمهرجان كان السينمائي، حيث لم تكتف الدار برعاية الحدث بل أضفت عليه بريقاً خاصاً، فقد أعادت كارولين شوفوليه تصميم جائزة السعفة الذهبية بأسلوب أنيق يعكس روح الدار، مستخدمة الذهب الأخلاقي الذي تجسّد فيه القيم التي تؤمن بها شوبارد، كما يمكن أيضاً ملاحظة حضور شوبارد اللامع على السجادة الحمراء من خلال مجوهراتها الفاخرة التي تزيّن إطلالة أبرز نجمات السينما، في احتفال سنوي يجمع بين الفن والترف والحرفية في أبهى صورها.
فن صناعة الساعات لدى شوبارد

تحمل صناعة الساعات في دار شوبارد توقيعاً خاصاً يميزها في عالم الساعات الفخمة، حيث يلتقي الإرث العريق مع الابتكار المعاصر ضمن مشاغل الدار في مدينة فلورييه السويسرية، ومنذ أن أسّس كارل-فريدريش شوفوليه مشغل L.U.C في أواخر التسعينيات، باتت شوبارد من الدور القليلة التي تتقن جميع مراحل صناعة الساعة داخلياً، بدءاً من تطوير الحركة مروراً بالتصنيع والتشطيب ووصولاً إلى التركيب اليدوي النهائي، ويُعد هذا النهج المتكامل دليلاً على التزام الدار بالجودة المطلقة والتفرّد التقني.
تقنيات متقدمة بلمسة إنسانية

وبينما تُستخدم أحدث التقنيات في تطوير آليات الدار المعقدة مثل التوربيون الطائر والتقويم الدائم، فإن اللمسة اليدوية تبقى حجر الأساس في كل قطعة، فالحرفيون في شوبارد لا يكتفون بالدقة الميكانيكية بل ينحتون مكونات الحركة، ويزيّنونها بزخارف Côtes de Genève أو تشطيبات يدوية دقيقة، مما يضفي على كل ساعة بُعداً فنياً أشبه بلوحة مصغّرة، ويمكن أيضاً ملاحظة مدى الاحترام الذي توليه الدار لفن الترصيع، حيث تُدمج الأحجار الكريمة بأسلوب يوازي في دقته صناعة الحركات الميكانيكية ذاتها.
الاستدامة تلتقي بالتفوق التقني

وما يميّز شوبارد أيضاً هو التزامها بالاستدامة حيث تعتمد منذ عام 2018 على الذهب الأخلاقي 100% في جميع ساعاتها ومجوهراتها، وهذا التوجه ينسجم مع الفلسفة التي تتبعها الدار والتي تضع القيم الإنسانية والحرفية في صلب رؤيتها، وبينما تنجح شوبارد في مواكبة تحديات العصر فإنها تواصل الحفاظ على روحها الأصيلة التي تحتفي بالصبر والدقة والإبداع الخالص.
تكريم لفناني دار شوبارد خلال مهرجان كان السينمائي

في مساء الأربعاء 21 مايو 2025 اتّجهت الأنظار إلى سطح دار شوبارد المطلّ على شارع الكروازيت المتلألئ في مدينة كان، حيث خُصصت الأمسية لتكريم التميّز في عالم صناعة الساعات الراقية، وبينما أخذت الأجواء طابع الورشة الحرفية رحّبت كارولين وكارل-فريدريش شوفوليه الرئيسان المشاركان للدار، بالمدعوين في لقاء استثنائي يُعنى بجوهر الحِرَفية، حيث قدّم الصحفي وخبير الساعات الشهير وي كوه جلسة حوارية شارك فيها ضيوف الدار ضمن حملة "لقاء مع الحرفيين" التي أطلقتها شوبارد عام 2020، وها هي تعود لتتألق من جديد وسط أجواء المهرجان السينمائي العريق.
وتُسلّط هذه المبادرة الضوء على المواهب الفريدة التي تقف وراء إبداعات الدار في عالم الساعات، حيث تمت إستضافة أحد الحرفيين الماهرين من مشاغل شوبارد في قلب الفعالية، ليقدّم أمام الحاضرين عرضاً مباشراً يترجم الإرث العريق للدار في الصناعة اليدوية.

وقد شكّلت مشاركة جولين وهي صانعة ساعات شابة انضمت إلى شوبارد في عام 2018 بعد فترة تدريب متخصصة داخل الدار لحظة محورية في الأمسية، حيث استعرضت ببراعة شغفها العميق ودقتها المتناهية، وهو ما أسَر الحضور وجذب أنظارهم إلى التفاصيل التي تُصنع منها كل قطعة استثنائية.
ومع توالي اللحظات تَعمّق الحاضرون في أسرار آليات التقويم الدائم ومراحل تطور عرض أطوار القمر حيث يمكن التعرّف عن كثب على الدقة المتناهية التي تميّز فن صناعة الساعات الراقية، كما شكّلت هذه الأمسية منصة مثالية للكشف عن أحدث إبداعات الدار لهذا العام، مثل ساعة L.U.C Flying T Twin Perpetual وL.U.C Lunar One، واللتين تجسدان التوازن المذهل بين الابتكار التقني والجماليات الراقية.

ولم يكن ختام الأمسية أقل أناقة من بدايتها حيث توجّه الضيوف إلى عشاء راقٍ تألّق بأجواء حميمة وخيارات مأكولات إيطالية كلاسيكية قدّمها مطعم شيبرياني.
وقد ازدانت السهرة بحضور شخصيات مرموقة من سفراء الدار ومحبّيها، مثل السائق الأسطوري جاكي إيكس وزوجته خديجة نين والسفير زانغ لينغه، إلى جانب أسماء لامعة كالنجم بول بوغبا وزوجته زولاي، وكارولينا كوركوفا وويليام أبادي، ومارسيلو وكلاريس فييرا، وهوانغ جيو وجيمس فرانكو مع إيزابيل باكزاد، مما أضفى على الأمسية طابعاً عالمياً مشبعاً بالرقي.

أما على صعيد الموسيقى، فقد أضفى فريق Knights Club لمسة موسيقية دافئة من خلال معزوفاتهم الصوتية حيث هيمنت الألحان العذبة على الأجواء، قبل أن يُختتم الحدث بإيقاعات حيوية قدّمها دي جي كروز لتبقى الأمسية خالدة في ذاكرة الحضور، تحت نجوم مدينة كان المتلألئة.