تحالف الإبداع بين شوميه ومتاحف قطر يُثمر عن تاج يُجسّد التراث القطري بروح عصرية
تستعد الدوحة خلال أكتوبر 2025، وتحديدًا ضمن فعاليات قطر تبدع، لاستقبال الحدث المنتظر: الكشف عن "تاج ملاذ الحبارى" في مركز M7، في احتفاء يجمع بين التراث القطري الأصيل وفن المجوهرات الراقية. هذا التاج المميز يحمل بصمة المصممة عائشة العطية، التي أنجزت تصميمه لصالح دار شوميه بتكليف من مجوهرات الفردان ومتاحف قطر، ضمن مبادرة خاصة أطلقتها سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني.

تُعرب دار شوميه، بالتعاون مع متاحف قطر وM7، عن فخرها بإعلان فوز عائشة العطية في مشروع التاج الحصري، الذي تولّت مجوهرات الفردان تنفيذه لمتاحف قطر. وقد استُلهم هذا المشروع من إرث معرض شوميه والطبيعة للمجوهرات الفاخرة الذي أُقيم في الدوحة عام 2024، وجاءت المبادرة لتدعو المصممين والفنانين في الشرق الأوسط إلى ابتكار تيجان فريدة تمزج بين موروثهم الثقافي وشغف دار شوميه بعالم الطبيعة.
وتؤكد هذه الشراكة بين M7 وشوميه التزام المؤسستين بتشجيع المواهب الصاعدة، وتعزيز الصلة بين الإبداع المعاصر والهوية الثقافية، مع تسليط الضوء على براعة فنون المجوهرات التقليدية وإرث شوميه العريق في تصميم التيجان، وكيف تجدد الدار أسلوبها الفني في هذه القطعة الرمزية عبر العصور.
استلهامًا من معرض شوميه والطبيعة الذي أبرز العلاقة التاريخية بين الدار والعالم الطبيعي وتفاعلها مع الثقافات المتنوعة، أطلقت M7، بمبادرة من سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، مشروعًا يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الفنانين والمصممين الإقليميين لإعادة تقديم التاج – رمز التراث والقوة – من منظورهم الثقافي والفني الخاص، مع الحفاظ على جوهر تقليد شوميه في تمجيد الطبيعة.
وبتكليف من مجوهرات الفردان ومتاحف قطر، انطلقت المبادرة بدعوة مفتوحة شملت مصممي المجوهرات، والمعماريين، ومصممي المنتجات، والفنانين المتخصصين في الفنون التطبيقية والزخرفية من مختلف أنحاء المنطقة، حيث تلقّت أكثر من ثمانين مشاركة. ومن بين المتقدمين، تم اختيار 11 مصممًا للانضمام إلى ورشة تدريبية حصرية بإشراف أولغا كورسيني، مديرة الاستوديو الإبداعي في دار شوميه، داخل M7.
وفي أعقاب هذه الورشة، تم اختيار ثلاث متأهلات نهائيات، حظين بفرصة استثنائية لزيارة المقر التاريخي لشوميه في ساحة فاندوم بباريس. على مدى يومين، تعرفت المتأهلات على استوديو التصميم وفن رسم الغواش، كما زرن مشغل المجوهرات الراقية للقاء الحرفيين بإشراف بينوا فيرهول، رئيس المشغل، الذي تولى متابعة تنفيذ التاج الفائز.
جاء تصميم عائشة العطية، الفائز بلقب المشروع، بعنوان "تاج ملاذ الحبارى"، ليجسّد انسجامًا بديعًا بين التراث القطري والطبيعة، ويعكس هوية المصممة الثقافية والفنية. استلهمت العطية تصميمها من جمال الطبيعة القطرية وسحر اللؤلؤ وتراث البلاد العريق. تبدأ قصة التاج من نبات العوسج المرن الذي ينمو في الصحراء القاسية، بثماره التي تُشبه اللؤلؤ وأزهاره البيضاء والأرجوانية المعروفة بخصائصها العلاجية.
تتشابك فروع العوسج لتشكل البنية المعقدة للتاج، في إشارة إلى استخدام هذه النبتة تقليديًا في صناعة مغازل التطريز. كما يحتفي التصميم بفن الصيد بالصقور في قطر، حيث يستحضر صورة طائر الحبارى وهو يجد ملاذًا بين أغصان الأشجار خلال موسم الصيد.
ويُزيَّن التاج بلآلئ طبيعية من الخليج العربي، تقديرًا لتاريخ شوميه العريق مع اللؤلؤ، ولتقاليد الغوص وصيد اللؤلؤ التي اشتهرت بها قطر، والتي تواصل عائلة الفردان العريقة الحفاظ عليها منذ عقود، مستلهمة شغف مؤسسها حسين الفردان باللؤلؤ النادر.
استغرق تنفيذ "تاج ملاذ الحبارى" أكثر من 850 ساعة عمل داخل مشغل دار شوميه في قلب باريس، وتحديدًا في مقرها التاريخي في 12 ساحة فاندوم. ومن المقرر أن يُكشف عن التاج رسميًا أمام الجمهور ضمن معرض قطر تبدع في خريف عام 2025، ليكون هذا الحدث علامة فارقة في المسيرة الإبداعية للمصممة عائشة العطية، وإنجازًا فنيًا يعيد تعريف العلاقة بين التراث القطري والفخامة المعاصرة.