
النجمة السعودية العربية أسيل عمران نجمة أكتوبر من "هي".. حين يصبح الاختيار قوة!
في هذا الزمن الذي يغص بالنجوم، تظهر النجمة أسيل عمران كنبض هادئ يقودنا إلى جوهر ما نبحث عنه: الصدق، والطمأنينة، واليقين بأن الحب أكبر من عنوان عابر. ليست فقط نجمة تتلألأ على الشاشات، بل هي روح تصنع حضورها بالعمل لا بالضجيج؛ وتوازن بين العقل والعاطفة، فهي ترى أن الاختيار قوة، والراحة النفسية انتصار لا يساوم عليه..
أسيل الصديقة الغالية التي عرفتها والجمهور فنانة متعددة المواهب، هي اليوم أكثر نضجا وهدوءا، تزرع الوفاء حيث يشتدّ الخذلان، وتؤمن بأن العطاء هو الطريق الأقصر إلى الوفاء.. في حديثها تتبدّى امرأة تعيد تعريف الحب: لا تحصره بين شخصين، بل تراه نورا يمتد إلى العائلة والأصدقاء وكل البسمات حتى بسمات الطريق. ولهذا تريد شريكا لحياتها بمعايير من الكرم الإنساني والطموح الأخلاقي قبل أي شيء؛ فمن تعب على بناء سعادته لا يسمح لأحد بأن يسلبها منه.
بقدر ما أضاءت الشاشة بأدوارها، أضاءت هذه النجمة الراقية الشفافة قلوبا عبر أعمال إنسانية ممتدة مع مفوضية اللاجئين، مؤكدة أن الفن حين يلامس الألم يتحول إلى طاقة إيجابية من العطاء. وبين نجاح يزدهر على المسرح والسينما، وصوت يهمس في الكواليس: القيمة قبل الشهرة، والسكينة قبل التصفيق. في هذا الحوار الموسع، أقدم لكم الغالية أسيل ليس فقط كما تعرفها القلوب الوفية: "شابة جميلة طيبة"، بل نجمة لا تُقهر، وإنسانة شفافة اختارت أن تحيا بالأمل والحبّ والوفاء، تمضي بثبات نحو القادم الأجمل. وحاولت قدر إمكاني أن أضيء مساحات من تجربتها ورحلتها الممتدة على مدى أكثر من خمسة عشر عاما، وأكتب فصلا يليق بمن لا تنكسر أمام العواصف، بل تحوّلها إلى أبواب تُفتح على انتصار جديد.

فستان وقفازات من "أونوري" Onori
حذاء من "فندي" Fendi
كيف تصفين التغييرات في شخصيتك الفنية والإنسانية خلال رحلتك الممتدة على مدى خمسة عشر عاما؟ وما أكثر لحظة تشعرين بأنها شكّلت نقطة تحوّل في مسيرتك؟
فنّيا، أستطيع القول إنني أصبحت أكثر نضجا. في بداياتي، كنت أتأثّر كثيرا عندما أفقد فرصة عمل أو مشروعا، أما اليوم، فصرت أعرف كيف أختار بعناية، أقول "لا" أكثر مما أقول "نعم". وأنا أثق بأن كل فرصة تضيع تقابلها أخرى تأتي في الوقت والمكان المناسبين، لأنها ببساطة الفرصة المكتوبة لي.
أما على الصعيد الإنساني، فقد كنت في الماضي أكثر اندفاعا، وما زال فيّ شيء من تلك الحماسة، لكنها اليوم ممزوجة بالعقل. في السابق، كانت العاطفة تغلبني في قراراتي، أما الآن، فأوازن بين المنطق والمشاعر.
هناك الكثير من اللحظات التي شكلت نقاط تحوّل في حياتي، وكل مرحلة مررت بها كانت تحمل معها دروسا وتجارب، أثرت فيّ بشكل كبير. ومع مرور الوقت، ومع النضج والتغييرات على الصعيد الشخصي، انعكس ذلك تلقائيا بإيجابية على مسيرتي الفنية والعملية، وليس العكس.
ما الأعمال التي تعتبرينها نقاط تحوّل حقيقية في مسيرتك؟
"أكون أو لا" كان من أبرز المحطات في مسيرتي؛ على الرغم من أنه كان ثاني مسلسل أشارك فيه، شكّل نقطة تحوّل حقيقية بالنسبة إلي، لأن المخرج "علي العلي"، إلى جانب القصة وطريقة الإخراج والأداء، أبرزوا "أسيل" الممثلة بصورة معينة. وفي الآونة الأخيرة، أشعر بأن فيلم "ضي" من أقرب الأعمال إلى قلبي، وقد أبرز أيضا جزءا من شخصيتي كممثلة لم يكن الجمهور قد رآه من قبل.

فستان وقفازات من "أونوري" Onori
حذاء من "فندي" Fendi
مع كثرة الأعمال والاهتمامات، كيف تختارين أعمالك؟ وما المعايير التي لا تتنازلين عنها؟
أنا محظوظة بوجود فريق رائع من حولي يساعدني في قراءة ودراسة كل المشاريع التي تُعرض عليّ، وهو ما يمنحني مساحة أكبر للتركيز على الاختيار الصحيح. هناك الكثير من المعايير التي لا أتنازل عنها، أهمها أن يكون اختياري نابعا من قلبي وعقلي معا. فأنا أؤمن بأن أي عمل أو مشروع أقدِم عليه يجب أن يكون نابعا من الشغف والحب، لأن ذلك هو ما يصنع الفرق الحقيقي في النتيجة.
الصدى النقدي والجماهيري الذي حظي به دورك في فيلم "ضي" تضمّن إشادة كبيرة بأدائك وحتى بلفظك للّهجة الصعيدية. كيف كانت رحلتك الإنسانية مع شخصية "صابرين"، معلّمة الموسيقى؟
أحتاج إلى ساعات لأتحدث عن فيلم "ضي"، لأنه بالنسبة لي من أروع التجارب الفنية والإنسانية. وما يميزه أنه مليء بالمشاعر الصادقة، وبالإنسانية، وبالحب، وبالأمل وهي تماما القيم التي نفتقدها كثيرا في هذا الوقت. كما أن حالة الترابط والحب بين فريق العمل خلف الكاميرا انعكست بوضوح على مشاهد الفيلم وإحساس المشاهد أثناء متابعته. أما بالنسبة لرسائل الفيلم، فأستطيع أن أقول إن الأمل والحب هما جوهره الأساسي، وهما ما أتمنى أن يلامسا قلوب الناس. وعلى المستوى الفني، تعلّمت الكثير، وعلى المستوى الإنساني كانت تجربة ثرية أثرتني من خلال احتكاكي بممثلين من جنسيات مختلفة.
أحببت ردود فعل الجمهور كثيرا، وأعتقد أن ما جعل الأداء والإحساس يصلان بهذا الشكل هو مجموعة من العوامل، أهمها حرص فريق العمل على أن يظهر الفيلم للعالم بهذه النتيجة. وعلى رأسهم المخرج الأستاذ "كريم الشناوي"، الـــذي منـــحــنــــا الـــوقــــت الكــــافي للتـــحــضــيــــر، ســـواء للـــهــجـة أو للشخصية، كما أتاح لنا مساحة للتقارب والتفاعل بيننا كممثلين قبل التصوير. أؤمن بأن هذا التحضير العميق هو ما جـــعـــل النــتـيــجــة تظهر اليوم بهذا الشكل الجميل على الشاشة.

طقم مؤلف من قميص وسروال من "موسكينو" Moschino لدى "هارفي نيكولز" Harvey Nichols
الفيلم الذي رصد رحلة طفل يعاني من مرض الألبينو، أثار الكثير من التعاطف والتفكير. هل تعتبرين أن من صميم دور السينما تسليط الضوء على من لا صوت لهم؟
أؤمن بأن من أهم أدوار السينما أن تسلّط الضوء على القضايا التي لا تحظى بنقاش كافٍ أو لا يلتفت إليها الكثيرون، وأن تعطي صوتا لمن لا صوت لهم. لكن في الوقت نفسه، أرى أن للسينما أدوارا كثيرة أخرى، فهي مثلا قادرة على الجمع حين تفرّق الحروب، وعلى بثّ مشاعر الحب في زمن تمتلئ فيه الأخبار بالتوتر والانقسام، وتغيب فيه لغة التواصل على منصات التواصل نفسها. أحب الأفلام التي تترك أثرا، مثل "ضي"، أي التي تجعلنا بعد المشاهدة نفكر في حياتنا، في قراراتنا، في طريقة نظرتنا للأشياء، وربما في أسلوب نرغب في تغييره. أحب السينما المؤثرة، وفيلم "ضي" بالنسبة إلي أحد أجمل الأمثلة عليها.
لفت الأنظار أيضا دورك في مسلسل "لام شمسية"، وكان ذلك تعاونك الثاني مع المخرج "كريم الشناوي". هل هو من شجعك على خوض هذا الدور؟ وهل يمكن أن ننتظر تعاونا آخر بينكما قريبا؟
إذا سألتني عن "كريم الشناوي"، فسأقول إنني أتمنى العمل معه دائما. أنا من أشدّ المعجبات بأسلوبه في الإخراج، وأقدّره كثيرا كإنسان أيضا. الكثيرون لا يعلمون أننا بدأنا العمل معا في فيلم "ضي"، ثم جاء بعده مسلسل "لام شمسية" ليكون تعاوننا الثاني. وقد يجمعنا عمل ثالث قريبا.. لا أحد يعلم!
هل تواصلين العمل مع مؤسسات مثل اليونيسف أو الأمم المتحدة أو غيرها من المبادرات الإنسانية؟ وما أبرز تجاربك فيها؟
طبعا، ما زلت أعمل منذ أكثر من خمس سنوات مع مفوضية اللاجئين، وهذا العمل يعني لي الكثير، ويسعدني جدا على الصعيد الشخصي. أن أكون قادرة على إيصال أصوات اللاجئين واستخدام منصات التواصل الاجتماعي لمشاركة قصصهم مع الناس ومحاولة المساهمة في تحسين حياتهم هو أمر أعتبره نعمة من الله الذي منحني القدرة على التأثير الإيجابي وإحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين.

ماذا يعني لك أن تكوني نجمة غلاف عدد أكتوبر بصفتك صديقة وممثلة لـ"تيفاني" في الشرق الأوسط؟ كيف ترين هذه المسؤولية؟
سعيدة جدا بكوني نجمة غلاف عدد أكتوبر لمجلة لطالما كانت داعمة لي خلال مسيرتي، ومع تيفاني أيضا بصفتي ممثلتها في الشرق الأوسط. هذا التكريم يعني لي الكثير، لأنه لا يمثل فقط لحظة فخر، بل أيضا مسؤولية كبيرة تدفعني للاستمرار في الاجتهاد، وتحقيق المزيد من النجاحات، والمضي قدما بخطوات مدروسة وثابتة نحو المستقبل.
كيف بدأت علاقتك مع "تيفاني"؟ وما الذي جذبك لتكوني وجهها في المنطقة؟
علاقتي بـ"تيفاني" بدأت بعشقي، مثل أي فتاة، لتلك العلبة الزرقاء الشهيرة، ولحبي الكبير لفيلم Breakfast at Tiffany’s. بالنـسبــــة إلي، تمــثـــل "تيـفاني" الثـــقــــة والـــقـــوة الناعمة والأنوثة المؤثرة، وهذا ما يجعلني فخورة وسعيدة جدا بتمثيلها في الشرق الأوسط.

فستان من "كوريج" Courrèges
باعتبار أن عدد أكتوبر غالبا يُخصّص للتوعية بسرطان الثدي، ما الرسالة التي ترغبين أن توجّهيها لمن تعاني من هذا المرض؟
بصراحة، لطالما رأيت نساء مصابات يحاربن هذا المرض بكل قوة وأمل، وهذا ما يجعلني أشعر بأنني أقل قوة من أن أوجّه إليهن رسالة. فهنّ من يستحققن أن نُنصت إليهن، وهن المثال الحقيقي للشجاعة والتماسك والإصرار. رسائلهن الملهمة هي ما يجب أن يصل إلى كل امرأة لتتعلم منهن معنى القوة والأمل.
هل لديك تجارب شخصية أو قصص قريبة عانيتِ منها أو رأيتِها أثرت فيك بشأن هذا المرض؟
نعم، هناك بالفعل نساء من معارفي الشخصيين، رأيتهن يصارعن هذا المرض بكل شجاعة وإصرار، وقد أثّر فيّ ذلك كثيرا. مشاهدتهن وهن يواجهن الألم بقوة جعلتني أعيد النظر في الكثير من الأمور، وأستصغر التوافه التي كنت أعتبرها صعوبات في حياتي، فهي لا تقارن بما يعشنه من معاناة وأمل في الوقت نفسه.
على صعيد التوعية الصحية والعافية، هل هناك حملات تدعمينها الآن أو تنوين إطلاقها؟
أدعم كل ما يتعلق بالتوعية الصحية والنفسية، سواء من خلال المشاركة في الحملات أو عبر استخدام منصات التواصل الاجتماعي لتشجيع الناس على الاهتمام بهذا الجانب المهم من حياتهم. لا أنوي في الوقت الحالي إطلاق حملة خاصة بي، لكنني أحرص دائما على استغلال كل منبر أتيح لي للحديث عن الصحة والعافية، وخاصة أنني مررت بتجارب شخصية في هذا المجال قد يستفيد منها الآخرون، ليتفادوا الأخطاء التي وقعت فيها.
كيف تحافظين على صحة بشرتك وشعرك وسط ضغوط التصوير والعمل؟
من يعرفني عن قرب يدرك كم أنا مهووسة بالعناية بصحة البشرة والشعر. فبعيدا عن أجواء التصوير والعمل، أحاول قدر الإمكان الاستغناء عن الماكياج، لكن في المقابل أعشق منتجات العناية بالبشرة، ولا أستغني عنها في روتيني اليومي. كما أنني أؤمن بأن المظهر الخارجي هو انعكاس مباشر للصحة الداخلية، لذلك أحرص دائما على الاهتمام بصحتي الجسدية والنفسية، لأنها أساس الإشراق الحقيقي.
ما الروتين اليومي الذي لا تتخلّين عنه للعناية بجمالك؟ وهل هناك منتجات (ماكياج، عناية بالبشرة) لا تغادر حقيبتك؟
كما ذكرت سابقا، لا أستغني أبدا عن منتجات العناية بالبشرة، فهي جزء أساسي من روتيني اليومي، وأهم منتج بالنسبة لي هو واقي الشمس، فلا يمكن أن يمرّ يوم من دونه. أما في حقيبتي، فلا تفارقني بعض الأساسيات مثل البخاخ الملطف والمرطب للوجه، إضافة إلى كريم مرطب لليدين، فهما يمنحانني انتعاشا سريعا، ويحافظان على نضارة البشرة طوال اليوم.

فستان من "نون باي نور" Noon By Noor
كيف تديرين التوازن بين الماكياج والإطلالة الطبيعية؟ وهل تميلين أكثر إلى الجمال البسيط أم الماكياج المسرحي العالي؟
أميـــل دائـــمـــا إلى المـــاكيــــاج البــسـيــــط الـــذي يبرز الملامح ولا يخفيها، ولكن بحكم طبيعة عملي أتقــبـــل مختـــلــف أنماط الماكياج بحسب المشروع أو الشخصية التي أقدمها، سواء في المسلسل أو الفيلم.
لنتحدث عن الصحة العامة: هل تمارسين الرياضة؟ وما نوع النشاط الذي تفضّلين؟
طبعا، أعشق الرياضة وأمارسها بانتظام، فهي جزء أساسي من روتيني اليومي. أما بالنسبة للنشاطات الأخرى، فأنا أستـمتع كثيرا بالقراءة ومتابعة السينما، فهما يمنحانني المتعة والإلهام في الوقت نفسه.
كيف تتعاملين مع الضغوط النفسية والجسدية (العمل، السفر، ضغط الإنتاج)، وخاصة أنك ذكرت أنك تعانين من مرض مناعي منذ سنوات؟
أنا محظوظة بامتلاكي عائلة رائعة وداعمة، ففي كل مرة أشعــــــر بضــــغـــــوط العــــمـــــل، يكفــيـــــــني أن أجتمع بهم حتى تخف كل الضــغــــوط من حــــــــولي. كـــمـــا أنــنــــــــي أمتــــــلك دائــــــرة أصــــدقــــــاء صغيرة لكنها مميزة، تساعدني على الفصل بين العمل والاستــــمـتـــــاع بحــيــــاتي الشخصية. أؤمـــــن بأن من المهم جدا أن تكون للفنان حياة خاصة مريحة وبعيدة عن الأضواء ومواقع التواصل الاجتماعي، فهي ما تمنحنا التوازن الحقيقي.

فستان من "نون باي نور" Noon By Noor
بما أنك كشفتِ مؤخرا عن معاناتك مع هذا المرض.. كيف أثر هذا في حياتك اليومية؟ وما التعديلات التي أجريتها على نمط حياتك؟
في بداية تشخيصي، وكوني كنت أجهل أي معلومات عن هذا المرض، سيطر عليّ الخوف، لكن بمجرد البحث واستشارة المختصين وأخذ العلاج اللازم، أيقنت أن الخوف كان نتيجة الجهل. ومع الوقت، استطعت أن أفهم طبيعة المرض، وكيف أتعامل معه. وأهم ما تعلمته هو أن أغيّر بعض العادات البسيطة في حياتي، وأن أعتني بنفسي أكثر، وأضع مشاعري وراحتي أولوية. أدركت أن هذا ليس أنانية كما كنت أظن سابقا، بل هو جزء أساسي من التوازن والصحة النفسية والجسدية.
كثيرون يتساءلون: لماذا لم ترتبطي بعد؟ هل ترين أن الزواج قد لا يكون الطريق الأفضل للجميع؟
أنا أؤمن بأن الزواج قسمة ونصيب، وهو اختيار شخصي تماما. من حق كل إنسان أن يقرر ما إذا كان يريد الزواج أم لا، لأنه الأدرى بقدراته ورغباته في الحياة. غير الطبيعي هو أن يُنظر إلى الزواج كأنه واجب اجتماعي يجب على الجميع تنفيذه، حتى لو كان مجرد مظهر أمام المجتمع.
ما مواصفات رجل أحلامك؟
بصراحة، لا أفكر في الموضوع بهذه الطريقة، وليس لدي مواصفات محددة بقدر ما لدي معايير لا يمكن أن أتنازل عنها. أهمها أن يكون الشخص كريما وعاطفيا، وليس فقط ماديا، وأن يكون صاحب طموح لئلا أشعر بأني أحلّق في طريق أحلامي وحدي. أريد أن أكون بصحبة شخص يرتقي بي دائما إلى الأفضل ويضيف إلى حياتي معنى وقيمة، خصوصا بعد أن عملت جاهدة لكسب كل ما لدي، ولا أريد أن ينتهي بي الأمر مع شخص يسلب مني ما تعبت على بنائه، وأولها سعادتي وراحتي النفسية.
من النضج إلى القيم إلى المزاج، ما الصفات التي لا تتنازلين عنها؟
قد أكون أجبت عن هذا السؤال في إجابتي السابقة، لكن يمكنني القول إنني لا يمكن أن أتنازل عن راحتي وسعادتي النفسية والجسدية من أجل المظهر العام أمام المجتمع أو خوفا من القيل والقال. فسلامي الداخلي وصحتي أهم من أي صورة يُراد رسمها للمرأة والزواج في المجتمع.
كيف تنظرين إلى الحب في زمننا الحالي؟ وهل تعتقدين أن مفهوم الحب تغير؟
دعني أجب عن الشق الثاني من السؤال أولا، لأنه يقودني إلى رؤيتي للحب في زمننا الحالي. فأنا أرى أن الناس هم من تغيروا، فحصروا غالبا مفهوم الحب بين شخصين، في الوقت الذي يحيط فيه الحب بنا من جميع الجهات. ما أجمل حب العائلة، والإخوة، والأصدقاء، أو حتى الأشخاص الذين لا نعرفهم وقد نصادفهم في الطريق بابتسامة خاطفة تملأ يومنا حبا.
هناك أيضا تفاصيل صغيرة في حياتنا اليومية قد لا نوليها اهتماما، لكنها مؤثرة جدا في مشاعرنا، وتمنحنا راحة وحبا من نوع مختلف، من دون أن ندرك ذلك، لأننا مبرمجون غالبا على مفهوم الحب الرومانسي بين طرفين. وهذا يجعل الكثيرين يبحثون عن هذه العلاقة ليستمدوا الحب منها، وعندما يغيب هذا النوع من العلاقة، يشعرون كأن الحب غاب عن حياتهم بالكامل.

كنزة من "سيمخاي" Simkhai
إذا نظرت إلى السنوات الماضية، ما أكثر قرار شعرت بأنه صائب لكن صعب اتخاذه؟
أصعب وأجمل قرار اتخذته في حياتي هو التخلي عن كل ما يؤذيني مهما كان مدى تعلقي به. في البداية كان الأمر صعبا جدا، لكن الآن أشعر براحة وسكينة لا حدود لها.
ما الخوف الأكبر الذي تغلبتِ عليه في حياتك؟
تغلبت على الكثير من المخاوف التي لم أكن أتوقع أن أمتلك الشجاعة للتغلب عليها يوما. أستطيع أن أقول إنني تغلبت على الخوف من الفشل، والخوف من التخلي، والخوف من نظرة الناس وأحكامهم.
هل هناك رسالة معينة تودّين أن تتركيها؟
سأقول ما أذكّر به نفسي كل يوم: أينما كنتِ، وأيا كان مجال عملك، سواء خارج المنزل أو داخله كربة المنزل، تذكري دائما أنك قادرة على كل شيء، وأنك أقوى مما تتخيّلين. لا حدود لأحلامك وطموحك، وقيمتك الحقيقية تكمن في نظرتك لنفسك، وليس في كلمة أو حكم مطلق من أي إنسان.