عزّة فهمي وابنتاها فاطمة وأمينة

خاص "هي": عزّة فهمي وابنتاها فاطمة وأمينة يكرّمن التاريخ المصري في قلب لندن

نادين الحاج
14 أغسطس 2025

حوار: Nadine El Hage

منذ بداية الرحلة، أخذت دار "عزّة فهمي" على عاتقها مهمّة صون التراث من خلال إبداع مجوهرات عصرية فاخرة تركّز على السرد الثقافي الغنيّ والحرفية اليدوية التقليدية. وعلى طول الطريق، حلّقت برسالتها نحو العالم، حاملة قصّتها إلى جمهور عربي وعالمي، بقيادة رئيسة الدار ومديرتها الإبداعية "عزّة فهمي". واليوم، تمضي ابنتاها، "فاطمة غالي"، الرئيسة التنفيذية، و"أمينة غالي"، المصممة الرئيسة، في هذا المسار بحسّ معاصر ورؤية تمتدّ عبر الثقافات. التقينا الأم وابنتيها، ثلاث نساء رائدات، بعد أن احتفلن بوصول مجوهرات مستوحاة من آلاف السنين من التاريخ والحضارات والثقافات إلى أحد أرقى عناوين التسوّق في العالم: "بيرلينغتون أركيد" في حي مايفير بمدينة لندن. فكان لنا معهن هذا الحوار عن فلسفة تصميم المتجر كامتداد لهُوية العلامة، ورؤيتهن في ابتكار مجوهرات تحافظ على جذورها الثقافية وتخاطب الأذواق العالمية في آن معا.

عزّة فهمي وابنتاها فاطمة وأمينة
عزّة فهمي وابنتاها فاطمة وأمينة

على تجربة البيع بالتجزئة أن تتجاوز اليوم حدود المنتج. كيــــف عمـــلــتـــم على إنـــشـــاء مساحــــة تروي قصة "عزّة فهمي"؟

 "فاطمة غالي": الأجواء التي تصوّرناها للمتجر هي تلك التي تتيح للعملاء التوغّل في عالم "عزّة فهمي" بكل تفاصيله؛ أردنا لكل تفصيل أن يعكس شخصيتنا وقيمنا ومسيرتنا الفنيّة، في بيئة دافئة وملهمة. تتجلّى هذه الهُوية في بوتيكنا في السعودية، وأخيرا في بوتيك لندن الجديد الذي يشكّل تحيّة حيّة إلى التعبير الفني والتراث. ونعتزم تطوير هذا المفهوم المعماري وتكييفه في كل مواقع "عزّة فهمي" المستقبلية، فيتحوّل كل متجر إلى امتداد حيّ لروح العلامة وسردها الإبداعي.

تصميم البوتيك غنيّ بالرموز والدلالات. هل يمكن أن تطلعينا على أبرز مصادر الإلهام وراء ديكوره؟

 "أميـــنة غالــــي": تصميم بوتيـكاتــنــــا الجــــديــــدة هو احتفاء بالتاريخ والهُوية، تنبع منه روح تراث العلامة الثقافي. بدعم من Universal، تعاونّا مع مواهب لافتة في المنطقة لتحقيق هذه الرؤية، مثل "رندة فهمي" التي جسّدت روح مصر القديمة في ثريّا مستوحاة من زهرة اللوتس ونبتة البــــردي، وستــــارة نحــــاسيــــة بـــزخـــــارف مملوكية، و"هدى" و"ماريا" من Bokja مع سجّادة جدارية مستلهمة من أعمدة المعابد القديمة وزخارفها. كذلك أدرجنا كتبا وصورا وأعمالا فنية تعكس ملامح منزل "عزّة فهمي" الخاص. هذا الدمج الدقيق بين العناصر الشخصية، والإشارات التاريخية، والأناقة المعاصرة، يدعو الزوّار للدخول في عالم "عزّة فهمي"، ليس لاختبار الحلي وحسب، بل للاطّلاع أيضا على التراث والفن والقيم الكامنة خلفها.

بصـــفــتـــك المصــمــمـــة الـــرئيـــســـة، كيــف تـــطــــوّر خطـــابــك التصميمي عبر السنوات، ولا سيما في ظل التوجّه المتزايد نحو جمهور عالمي؟

 "أمينة غالي": على مرّ السنين، وجدنا سُبلا جديدة للتواصل مع الناس ونشر حكايتنا في العالم، من دون أن نتنازل يوما عن هُويّتنا. وقد وفّرت لنا منصات مثل وسائل التواصل الاجتماعي فرصة تسليط الضوء على الحرفية الكامنة خلف كل قطعة، وعلى التراث الغني الذي يلهمها. في دار "عزّة فهمي"، تنطلق كل فكرة من الاحتفاء بالتراث والحفاظ على الحرف التقليدية. ومع توسّع جمهورنا، أصبحنا أكثر التزاما بتجسيد روح ثقافتنا بلغة تصميم تحافظ على أصالتها، وتبقى في الوقت نفسه قريبة وسهلة الوصول. وهذا يعني الاستمرار في إعادة ابتكار العناصر التراثية من خلال صيغ معاصرة، ومواد جديدة، وفرص تعاون إبداعية تعزز هذه الرحلة. نحن نرى في الابتكار وسيلة لحماية التراث، لا لمنافسته.

كيف تضمنــيـــن أن يـــروي كل تصــمــيــــم حكاية فريدة، مع الحـــفـــاظ على جاذبيته العالمية؟

"أمينة غالي": كل تصميم نـبــتـــكره يــــروي حــــكاية غنيّة، مـســتــوحـــاة من تأثــيـــرات تـــاريــخـيــــة كالـــفـــن الفرعوني والفن الإسلامي، ومن تراث إنساني واسع النطاق. جزء من دورنا يتمثّل في تثقيف الجمهور حول التراث المتجذّر التصاميم، ومساعدتهم على التفاعل معه أينما كانوا. صحيح أن تحقيق التوازن بين الأصالة والتنوع الذوقيّ قد يشكّل تحدّيا، لكنه ضروري لصياغة قطع تحمل معنى، وتتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.

بعد الافتتاح في الرياض والتوسّع في لندن، ما الفصل التالي في مسيرة العلامة؟

 "فاطمة غالي": نركّز في المرحلة الحالية على تعزيز حضورنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث نلمس تزايدا في تقدير الزبون لفرادتنا في الجمع بين الحرفية والسرد الثقافي. نهدف إلى بناء علاقات أكثر قربا مع عملائنا من خلال خدمات شخـــصيـــــة، وفعــــالــيــــات حصــــريـــة، وتجارب غامرة تجسّد روح العلامة. نرغب في إيصال جوهر "عزّة فهمي" إلى أوسع شريحة ممكنة، وإتاحة فرصة التعرّف عن كثب إلى تراثنا وفنّنا.

يمثّل بوتيك لندن محطة جديدة في مسيرتكم الرائدة في عالم المجوهرات. كيف تشعرين حين تلمسين كيف يواصل إرثك الازدهار على الساحة العالمية؟ وماذا يعني لك هذا الحدث على الصعيد الشخصي؟

"عزّة فهمي": إن رؤية الاحتفاء بتصاميمنا المستوحاة من التراث في مختلف أنحاء العالم هي من أكثر محطّات مسيرتي إرضاء. فكل توسّع جديد يذكّرني بأن حكاياتنا وحرفيتنا قادرتان على الوصول إلى ما هو أبعد من مصر.

أتمنّى أن تواصل العلامة تجسيد الأصالة والإبداع، وأن تلهم الناس للتواصل مع الثقافة من خلال التصميم. أما في المرحلة المقبلة، فأركّز جهودي على العطاء من خلال "مؤسسة عزّة فهمي" ومدرسة التصميم، لرعاية المواهب الشابّة واستطلاع آفاق جديدة للإبداع.