
أوّل حوار حصري لـ"هي" مع فينسنت رينيس الرئيس التنفيذي لدار FRED: الشرق الأوسط جزء محوري من رؤيتنا
حوار: Mai Badr
يعرف "فينسنت رينيس" Vincent Reynes الرئيس التنفيذي لدار FRED، منطقة الشرق الأوسط جيدا، ليس فقط بحكم خبرته الإقليمية السابقة، بل أيضا بعد إقامته لسنوات في الخليج، حيث لمس عن قرب القيم الثقافية التي تلتقي مع فلسفة الدار الفرنسية: من دفء العلاقات إلى تقدير الفرح والتفاؤل. كانت لي فرصة إجراء أوّل حوار حصري مع "رينيس" في منطقة الشرق الأوسط منذ تعيينه رئيسا تنفيذيا لدار FRED، بمناسبة افتتاح أوّل متجر لها في المملكة العربية السعودية، وذلك في مركز "سوليتير مول" الفاخر. ويأتي الكشف عن هذا العنوان الرابع لها في المنطقة، في وقت تستعد خلاله FRED للاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيسها على يد "فريد صامويل" الذي وضع في ثمانينيات القرن الماضي حجر الأساس لعلاقة طويلة الأمد مع منطقة الشرق الأوسط، وكان مولعا بجمال الريفييرا الفرنسية، واختار من بحرها وشمسها مصدر إلهام دائما. فأصبحت داره معروفة بلقب "صائغ الشمس المشرقة"، ليس فقط لبريق أحجارها، بل أيضا لطاقتها المضيئة وشغفها المشعّ بالحياة.
عن رؤية الدار في المنطقة، ومتجرها الجديد في الرياض، حيث يسافر بنا خيالنا إلى دفء شواطئ الريفييرا الفرنسية وهدوئها، ومجموعة Force ١٠ Rise التي تعيد تصوّر أيقونة عابرة للزمن ترمز إلى الشجاعة والعزيمة والحرّية بلمسة أنثوية جريئة، يحدّثنا "فينسنت رينيس"، مؤمنا دائما بأن المجوهرات يجب أن تكون جدّية في تصنيعها، ولكن قريبة من الناس بحضورها في حياتهم، ومشبعة قبل كل شيء بنور الشمس.

يمثل هذا المتجر الجديد في "سوليتير" أول متجر لعلامة FRED في المملكة العربية السعودية والرابع لها في المنطقة. ما أهمية هذه الخطوة في استراتيجية الدار الإقليمية؟ ولماذا الآن؟
بداية، لدى FRED تاريخ طويل مع منطقة الخليج. "فريد صامويل" أسّس علاقات ممتازة مع عملائه الآتين من مختلف أنحاء الخليج، خصوصا عندما كان موجودا في الريفييرا الفرنسية. فقدّم لهم ابتكاراته، ومن بين أبرز هذه الإبداعات تاج يضم "القمر الأزرق"، وهو حجر صفير مذهل بوزن 275 قيراطا، صُمم خصيصا لأحد العملاء الإقليميين. في ذلك الوقت، لم تكن لدينا متاجر في الخليج، لكن العلاقة بين الصائغ والعميل كانت أهم بكثير من القرب الجغرافي.
الأمر الثاني المهم جدا بالنسبة لنا هو التحوّل الذي شهدته المنطقة: في السابق كان معظم العملاء يشترون من أوروبا، أما اليوم، فبفضل كل الجهد الذي نبذله في سبيل التحسين والارتقاء بمستوى الخدمة وتجربة العميل، أصبح الزبائن يشترون أكثر من متاجرنا في دبي، ومدينة الكويت، وحديثا في السعودية. وهو أمر مهم لأنه يخلق ارتباطا أقوى بين العميل والعلامة التجارية، من الناحية الإبداعية.
السوق السعودية ضخمة، فتضم نحو 40 إلى 45 مليون نسمة، وتتميّز بوجود عملاء راقين، إضافة إلى طبقة متوسطة في تطور مستمر. ولهذا السبب، كان من الطبيعي أن نرسّخ وجودنا هنا. بدأنا من دبي عام 2021، واليوم نحن في السعودية. ولا أنسى أن منطقة الشرق الأوسط، والخليج خصوصا، منطقة أحبها للغاية، لأنني أقمت فيها أيضا، ولا يمكنني أن أتصوّر توسّع الدار من دون وجود قوي في الخليج. اكتشفت هنا شعبا ذا ثقافة رائعة وقيما شخصية رائعة. هناك روابط كثيرة تجمع بين قيم FRED وقيم الناس هنا، خصوصا قيمة العائلة التي نقدّرها كثيرا في FRED.
المتجر مستوحى من أجواء الريفييرا الفرنسية. كيف نجحتم في نقل هذه الأجواء المشمسة والمسترخية إلى مدينة مثل الرياض؟
في الواقع أن الرياض مدينة مريحة، وفي جوّها هدوء خاص على الرغم من زحمتها وطاقتها. استخدمنا عناصر تصميم تربط بين الريفييرا والثقافة المحلية من خلال الديكور، مثل النمط الشبكي المعدني الذي يذكّر بنافذة بيت عربي قديم. نجد أيضا عناصر مثل الشمس والغروب والبحر، وحتى السجادة تحاكي الرمل. نحن نتشارك ثقافة متوسطية الروح في جوهرها، ومن هنا جاءت هذه الروابط. المتجر في "سوليتير" يعكس تماما قيمنا وهويتنا، ونشعر بأنه قريب من ذوق الزبائن المحليين في الوقت نفسه.
تعرف المنطقة عن كثب، ولا سيما لأنك قدت سابقا دار "بولغري" في الشرق الأوسط وآسيا. ما الذي حملته هذه التجربة إلى رؤيتك لدار FRED في المنطقة؟
أجد دائما في هذه المنطقة توازنا جميلا بين وجه رسمي وآخر غير رسمي. هناك طابع رسمي نابع من العادات والتقاليد، لكن عندما تقترب من الناس، تكتشف الدفء والحميمية والروح العائلية، وهذا بالضبط ما تجسده FRED. نحن نصنع المجوهرات بجدّية، لكن لا نبالغ في أخذ أنفسنا على محمل الجد. نحن دار الفرح والسعادة والشمس، ومعروفون بلقب "صائغ الشمس المشرقة". وهو شيء يميّزنا بقوة عن الدور الأخرى، خصوصا في قطاع المجوهرات، حيث معظم الدور العريقة الأخرى رسمية وأقلّ انفتاحا. أما نحن، فبنينا علامة تقوم بكل ما تقوم به بجدّية وموثوقية، ولكنها في الوقت نفسه سهلة الوصول. حين تدخلين متجرا من متاجر FRED تدخلين إلى أحضان عائلة، فالأجواء مألوفة ومريحة وقريبة. حتى إن الاسم نفسه "فريد" هو اسم شخص، وليس اسم عائلة، وكأنك تزورين صديقا. ولأننا نؤمن بإمكانية صنع المجوهرات بجدّية من دون أن تبدو رسمية طوال الوقت، نعشق القطع اليومية والمتعددة الاستخدامات، كما نرى مثلا في خاتم تضعينه في السهرة كما في ساعات العمل، فيبدو أنيقا في الحالتين. وكيف ننسى أيضا أسلوب "تكديس" الخواتم ووضع عدّة تصاميم منها في الإطلالة الواحدة.
هل سنـــــرى مفـــهـــوم التــنــســـيـــــق والتـــكـــديـــــس ينـــعـــكــــس في مجموعاتكم المستقبلية؟
بالتأكيد. لا أريد أن أكشف الكثير، لكن نعمل على إطلاق تصاميم جديدة أكثر قابلية للتكديس. هذا أسلوب نحبه ونطوّره حاليا.
مجموعة Force 10 Rise تعيد تفسير أيقونة من أيقونات الدار بأسلوب أنثوي مختلف. كيف تعكس هذه المجموعة هوية FRED وتتوجّه إلى الجيل الجديد من عشاق المجوهرات؟
تتحدث هذه المجموعة عن أيقونة رائعة، هي Force 10 المستوحاة من فكرة حبل ومشبك. من النادر أن تملك دار مجوهرات عريقة تصميما بهذه المكانة الأيقونية، ونحن نعتزّ به كثيرا. ولأننا نريد لهذه الأيقونة أن تبقى حيّة وتزدهر في السنوات الآتية، رأينا أنه من المهم أن نضيف إليها بعدا جديدا، ومن هنا أتت فكرة Force 10 Rise التي تحتفظ بالرمزين الأساسيين طبعا، أي الحبل والمشبك، لكن بأسلوب أكثر أنوثة وقابلية للتكديس. يمكن للزبون الاستمتاع باعتماد قطع هذه المجموعة الجديدة بشكل يومي، وإتمامها بقطع أخرى متنوعة.
لدينا خمسة موديلات بنوعين من الذهب، وسنضيف المزيد إليها. أطلقنا المجموعة في منتصف مارس، وقد حققت نجاحا كبيرا حتى الآن. ومن اللافت أن تصميم Force 10 سيحتفل قريبا بعيده الستّين، ولكنه ما زال يبدو عصريا للغاية.
"فاليري صامويل" المديرة الإبداعية وحفيدة المؤسس، تضيف إلى هوية الدار بعدا عائليا فريدا. ما أهمية هذا الإرث في توجيه علامة FRED اليوم؟
إن المجوهرات مرتبطة ارتباطا جوهريا بالإرث. أول هدية ثمينة نتلقّاها من الأهل غالبا ما تكون ساعة أو قطعة مجوهرات، وهي هدايا نحافظ عليها لمدى الحياة ونبقيها محفورة في قلوبنا، لأنها تحتفل في الكثير من الأحيان بمناسبات مميزة. من هنا تأتي أهمية الإرث والتوريث. لا يمكن أن تنجح الدار من دون فهم ماضيها وأخذه بعين الاعتبار، وطبعا تجديده. يجب أن ننظر إلى الماضي ونحمله إلى المستقبل، فنبني عليه مسار الغد. والعائلة جزء أساسي من هذا الإرث، فخلف هذه الدار رجل استثنائي، السيد "فريد صامويل"، الذي عاش حياة ملهمة تمسّك خلالها بقيم رائعة ورؤية واضحة.
نحن لا نبيع مجرّد قطع موسمية، بل نبيع مجوهرات تبقى مدى الحياة. ودوري كمدير تنفيذي هو أن أجد الرابط بين تاريخ الدار وحاضرها ومستقبلها؛ وإن وجدت الاستمرارية المنطقية بينها، تضمحل الحدود أمام طموحاتنا.
لننــتـــقــل إلى المــجــوهـــــرات الـراقـيــــة. ما جــديــــدكم في هـــــذا المجال؟ وكيف تجمعون المجوهرات الراقية برؤيتكم العصرية وبالحرّية المغروسة في هويتكم؟
نــحــن نـــركّـــز كثيــــرا على المجـــوهــــرات المتـــوســطـــة والمتوسطة المائلة إلى الراقية. هذا مجال مهم نعمل على تطويره. أما المجوهرات الراقية، فهي ليست جديدة علينا، وتاج "القمر الأزرق" خير دليل. لكن "فاليري" أعادت تطوير هذا القسم بنـــجــاح خــــلال السنوات الأربــــع أو الـــخـــمــــس الماضيـــــة. هناك مجموعة Monsieur Fred Inner Light المستوحاة من شخصــيــــة الــمـــؤســـــس، ثم Monsieur Fred Ideal Light التي أطلقناها قبل عام، وسنحضرها إلى دبي في نهاية العام الحالي. ويجب على كل قطعة في هذه المجموعات أن تمثّل دائما جوهر العلامة: الضوء، واللون.
وسنواصل تقديم تشكيلة واسعة بأسعار تبدأ من أقل من 2000 يورو وتصل إلى أرقام أعلى بكثير، وهو ما يجعلها مناسبة للأجيال الشابة كي تشجّعهم على المجيء إلى متاجرنا من دون قلق أو تردد أو خجل.
لطالما ارتبط اسم FRED بعالم السينما والنجوم.
لدينا قصص عديدة مع السينما والنجوم. كلنا نعرف قصة "جوليا روبرتس" في فيلم "بريتي وومن"، التي نلمس فيها أيضا كيف أن المجوهرات ترافق أهم لحظات الحياة وأجمل قصص الحب. وهناك أيضا علاقة جميلة مع "غريس كيلي" وأمير موناكو، إذ بنى "فريد صامويل" صداقة وثيقة مع العائلة، وصمم لهم الكثير من القطع.
ما رؤيتكم الطويلة الأمد لدار FRED في الشرق الأوسط؟ وكيف تخططون لتعزيز العلاقة مع المرأة العربية؟
سنحتفل العام المقبل بمرور تسعين عاما على تأسيس FRED، ومهمّتي الكبرى، بصفتي رئيسها التنفيذي، أن أضمن بقاء هذه الدار قائمة بعد 90 سنة من الآن. وهذه ليست فقط مهمّتي، بل أيضا أمنيتي والسبب الرئيس الذي جعلني أرغب في أن أكون الرئيس التنفيذي للدار. الشرق الأوسط جزء محوري من هذه الرؤية، فلطالما كانت المنطقة مهمّة جدا بالنسبة لنا، بعملائها الذواقة والناضجين والمهتمّين بأدق التفاصيل. وإذا نجحنا في الشرق الأوسط، فسننجح في أي مكان آخر. نخطط مثلا للعمل مع فنانين ومصممين من المنطقة، تكريما لثقافتها، فنجمع الحمض النووي لعلامتنا بعناصر محلّية الروح، وذلك طبعا وفق نهج منطقي ومتماسك وهادف.