خاص "هي": ماذا اختارت ياسمين الشثـري مؤسسة "كلي" CLÉ تفضيلاتها من الساعات الفاخرة؟
داخل عالم الترف والأناقة نجد سحرا مميزا في القطع التي تتخطى بقيمتها جمالية المظهر، فتحمل قصصا نابعة من روابط بشرية. بالنسبة إلي، إن الساعات والمجوهرات أكثر من مجرّد إكسسوارات؛ إنها صفحات في ألبوم قصاصات، فتمثّل كل منها لحظة حميمة من لحظات حياتي.
خياري الأول ساعة من "بولغري"، فأعود إلى تقاليد الطفولة، حين كان انتقاء ساعة أشبه بطقس من "طقوس العبور". ما زلت أتذكّر حماسي لدى الاختيار من بين منتجات دور كبرى، ولهفتي كلما كنت أنا ووالدتي في الطريق إلى البوتيكات، وهي عادة كنت أقدّرها وأحبّها من أعماق قلبي.
ولن أنسى اللحظة التي وقعت فيها عيناي للمرة الأولى على ساعة أحد زملائي في المدرسة: "أوديمار بيغيه رويال أوك سكيليتون بربتشوال كالندر" AUDEMARS PIGUET ROYAL OAK SKELETON PERPETUAL CALENDAR. كان حبّا من النظرة الأولى، وبداية انبهاري بعالم الساعات.
في زيارة إلى متجر "براغنيل" في لندن، وبينما كنت أملأ طلبا للحصول على ساعة من "باتيك فيليب" غير مدرجة في الكاتالوغ، أخرج المدير المساعد قطعة مميزة للغاية من الخزنة: ساعة "كارتييه كراش لندن إديشن" CARTIER CRASH LONDON EDITION. لم أكن أعرف الكثير عن "كراش" وقتها، فشدّتني قصتها وتأثّرتُ بالوقت والجهد اللذين تطلّبهما الحصول على هذه الساعة للعميل الذي طلبها. وبعد بضع سنوات، حظيت بفرصة الحصول على ساعة "كراش" من أحد عملائي الأعزاء، وكان الشعور الذي انتابني مختلفا جدا عن شعوري لدى شراء ساعات حديثة، وكأنني امتلكتُ كنزا دفينا.
سررت بالترحيب بصانع الساعات الأسطوري المستقل "لودوفيك بالوارد" كواحدة من أوائل العلامات التجارية التي انضمت إلى CLÉ. أسرتني ساعته UPSIDE DOWN بتصميمها الغريب وروح CARPE DIEM، وسرعان ما صعدت إلى أعلى قائمة الأشياء التي يجب أن اقتنيها. .. الجمع بين الحرفية الدقيقة والعاطفة العميقة يميزها حقًا كقطعة مميزة!
من أكثر ما أحبّه في هذا القطاع، هو الناس الذين نتعرّف إليهم والعلاقات التي نبنيها معهم. عملية شراء الساعة شخصية جدا، ولا سيما حين تريدين ساعة مخصصة، لذلك فإن الخيارين الخامس والسادس يمثّلان امتياز الجلوس مع العملاء مباشرة لتصميم قطع حصرية لهم وفق تصوّرهم.
أما القطعة السابعة، فترمز إلى تجربة محزنة عشتها في مطار برشلونة حين سُرقت ساعة أهدتني إياها والدتي. لم تؤلمني خسارة شيء باهظ الثمن، بل شعرتُ بأنني أخسر جزءا من نفسي، ورابطا يجمعني بماضيّ. لبعض الأشياء قيمة أكبر بكثير من قيمتها المادّية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالدعم بين الأصدقاء المقربين. كان من دواعي سروري أن أتلقى "كولوكيوم بروجكت 1" KOLLOKIUM PROJEKT 1، وهو ابتكار فريد تم إصداره في 99 قطعة فقط، وصُنع من أجل "الأصدقاء والعائلة" على أيدي صديقيّ العزيزين "مانويل إمش" (الرئيس التنفيذي لدار "لويس إرارد") و"عمرو سندي" المعروف باسم THE HOROPHILE.
انطوت رحلتي في صناعة الساعات على الاكتشاف والتحول والتطوّر. واهتمامي بالعلامات المستقلة والناشئة وصل إلى أوجه عندما تعرّفتُ إلى أعمال "سيلفان بيرنرون". ذكّرتني ساعة "ميراج" MIRAGE الجريئة بحبّي العميق لهذا المجال. فأرى أن المهارات التصميمية والتقنية التي تجسّدها هذه الساعة هي تكريم للشغف والفضول الثابتين اللذين ما زلتُ أحتضنهما في مسيرتي المهنية.
مع كل التقلبات، يبقى شيء واحد صحيحا، وهو أن هذه القطع ليست مجرد إكسسوارات، بل هي رموز تذكّرنا بمن نحن وأين كنّا. كل واحدة منها تحكي قصة، وأنا ممتنة للرحلة التي رافقتني فيها.
