المصممة السعودية هالة المدني تقدّم تفاصيل مجموعة “اللاما”

المصممة السعودية هالة المدني تقدّم عبر "هي" تفاصيل مجموعة "اللاما": لمسة فرح تنبض في كل تصميم

عائشة شربيني
26 سبتمبر 2025

بشغفها بالتفاصيل وحبها للحرف اليدوي، تكشف المصممة السعودية هالة المدني، صاحبة علامة Le Halo، عن مجموعتها الجديدة “اللاما”. مجموعة مختلفة تستلهم هذا الحيوان المميز برموزه وألوانه الطبيعية، لتترجمه في تصاميم تنبض بالبهجة والدفء.

بين خبرتها في التطريز منذ طفولتها، وتجربتها مع الحرفيين السعوديين، ودراستها في واحد من أهم معاهد الموضة في باريس، تبني هالة المدني هوية خاصة لـ Le Halo تُعبّر عن الأصالة والارتباط العاطفي بالقطعة. وفي هذا الحوار تروي هالة لـ “هي”، تتحدث هالة المدني عن مصدر إلهامها، قصص التصاميم، ورؤيتها لمستقبل العلامة بعد مجموعة “اللاما”.

ما الذي ألهمك لتقديم مجموعة اللاما، ولماذا اخترتِ أن تكون اللاما العنصر المركزي في التصاميم؟

اللاما حيوان فخم، جميل ولطيف. يتميّز صوفه بكونه من أنعم وأغلى الأصواف في العالم، فيما تعكس ألوانه الطبيعية بدرجات البني والأسود دفئًا وهيبة خاصة. يعيش في الجبال، ويتغذى على الجزر والزيتون؛ تفاصيل بسيطة لكنها تحمل نقاءً وبهجة. وهذا بالضبط ما يعكسه Le Halo: فخامة متفرّدة، ألوان أنثوية، ولمسة فرح تنبض في كل تصميم.

إطلالة كتان من Le Halo، مجموعة اللاما
إطلالة كتان من Le Halo، مجموعة اللاما

اللاما رمز غير مألوف في الموضة. ماذا يعني لكِ شخصيًا، وكيف يترجم هذا الرمز هوية Le Halo في هذه المجموعة؟

اللاما بالنسبة لي رمز للثبات والبهجة، والأجمل أنه لا يستطيع العيش بمفرده، بل يحتاج دائمًا إلى رفقته. هذا المعنى هو ما يعكس هوية العلامة؛ فنحن نؤمن أن الأناقة الحقيقية تُبنى على الروابط، الحب، والمجتمع.

ولهذا تتكرر في تصاميمنا دائمًا لامتان جنبًا إلى جنب، كرمز للرفقة والفرح، ولتجسيد فلسفة ترى أن الجمال يكتمل حين يُشارك مع الآخرين.

أما هوية العلامة نفسها، فهي تقوم على ثلاث قيم جوهرية: الأصالة والإنسانية والجمال النادر الذي يرافق من يرتديه أينما كان.

مجموعة اللاما تتميز بالتطريز اليدوي الدقيق. كيف ترين هذا التطريز كجسر يربط بين التراث السعودي والجماليات العالمية المعاصرة؟

التطريز بالنسبة لي شغف قديم؛ فمنذ أن كنت في التاسعة تعلّمت من جدتي، وكنت أستمتع بحصص التطريز في المدرسة على عكس كثير من الطالبات. واليوم أراه فنًا نادرًا وثمينًا. وعندما ندمج الحرفة السعودية الأصيلة مع الأقمشة الفاخرة والتصاميم الحديثة، نصنع جسرًا أنيقًا يصل الماضي بالمستقبل، ويمنح كل قطعة قيمة جمالية واستثمارية في آن واحد.

عباية كتان من Le Halo، مجموعة اللاما (1)
عباية كتان من Le Halo، مجموعة اللاما

صُنعت هذه المجموعة بفخر في السعودية. كيف كانت تجربة التعاون مع الحرفيين المحليين على هذا المشروع؟

كانت تجربة ملهمة للغاية؛ فالعمل مع الحرفيين المحليين منح كل قطعة بصمة روحية فريدة لا يمكن أن تخرج من أي مصنع. شعرت بفخر كبير لأننا من قلب السعودية استطعنا إنتاج أزياء تضاهي بجودتها دور الأزياء العالمية، لكن بلمسة محلية أصيلة تمنحها قيمة أعمق وتميزًا أكبر.

أنهيتِ مؤخرًا برنامج الممارسات المتقدمة للاستدامة "Advanced Sustainability Practices" في باريس. كيف أعاد هذا البرنامج تشكيل رؤيتك للاستدامة، وكيف انعكس عمليًا في Le Halo؟

البرنامج كان مقدَّم من المعهد الفرنسي للأزياء "Institut Français de la Mode, IFM Paris"، واحدة من أرقى المؤسسات العالمية في تعليم الموضة. التجربة كانت نقطة تحول بالنسبة لي: فهمت أن الاستدامة ليست مجرد خامة أو شعار، بل سلسلة توريد كاملة تبدأ بالفكرة وتنتهي عند المستهلك. حتى العميل له دور أساسي، قد يقتني قطعة “مستدامة” لكنه لا يقدّرها بالشكل الصحيح. بالنسبة لي، الاستدامة اليوم تعني تصميم قطعة نادرة تُقتنى وتُحَب لسنوات طويلة، قطعة تحمل معنى وتعيش معك.

عباية كتان من Le Halo، مجموعة اللاما
عباية كتان من Le Halo، مجموعة اللاما

كيف تتجسد مبادئ الاستدامة في مجموعة اللاما؟

من خلال اختيار خامات طبيعية فاخرة، وتطريز يدوي متقن يضيف قيمة بصرية وحسية خالدة. تطريز لامة واحدة يستغرق نحو أربع ساعات ونصف، وأبسط قطعة تحتوي على لامتين، أي ما يقارب عشر ساعات من العمل اليدوي المتواصل. هذا الجهد الاستثنائي المبذول في كل تفصيلة يجعل القطعة نادرة وثمينة، لا يقدّر قيمتها إلا أصحاب الذوق الرفيع.

ما هي القطعة الأقرب إلى قلبك من هذه المجموعة، ولماذا تحمل لكِ قيمة خاصة؟

أقرب قطعة إلى قلبي هي Amour de Llama المصنوعة من الكتان الطبيعي. تحمل في تصميمها رمز اللاما الذي يجسّد فلسفة المجموعة، وتجمع بين العملية والأناقة في آنٍ واحد. يمكن ارتداؤها صباحًا أو مساءً فقط بتغيير الإكسسوارات، كما أنها مثالية للسفر والمناسبات اليومية. بالنسبة لي، هذه القطعة أيقونة صغيرة: مريحة، فاخرة، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام، فهي تلفت الأنظار وتثير الإعجاب أينما وُجدت.

كما نوفّر خدمة تغيير اللون لتلبية مختلف الأذواق؛ فاللون الأسود مثلًا يمنحها طابعًا أكثر فخامة في المساء، مع المحافظة على خفتها وعمليتها في الأجواء الحارة.

عبايتان كتان من Le Halo، مجموعة اللاما
عبايتان كتان من Le Halo، مجموعة اللاما

ما أبرز التحديات التي واجهتك أثناء تطوير هذه المجموعة، وكيف تغلبتِ عليها؟

أكبر تحدٍّ واجهته كان عامل الوقت، فالتطريز اليدوي عملية دقيقة وتتطلب الكثير من الصبر. لكنني مؤمنة أن هذا الجهد هو ما يمنح القطعة قيمتها الاستثنائية. اخترت أن أواجه التحدي بالثبات، وأن أوضح للعملاء أن كل غرزة هي استثمار في الجمال، وكل ساعة عمل تضيف معنى يرفع من قيمة القطعة ويجعلها أكثر فرادة وتميزًا.

ما تطلعاتك القادمة لـ Le Halo بعد مجموعة اللاما؟

أطمح أن أرى Le Halo تمضي بخطوات ثابتة من مدينة الخُبر إلى العالمية. نحن نؤمن أن لدينا ما هو فريد لنقدمه: مزيج من الحرفية السعودية، الفخامة الإيطالية، والقصص الإنسانية. رؤيتي أن تصبح Le Halo أيقونة سعودية عالمية للموضة الراقية، تحمل رسالتها بوعي وأناقة لا تزول.

كارديغان كتان بني من Le Halo، مجموعة اللاما
كارديغان كتان بني من Le Halo، مجموعة اللاما

وكما تعلمت من تجربتي مع المعهد الفرنسي للأزياء "Institut Français de la Mode, IFM Paris"، فإن المستقبل للموضة الواعية: قطع استثنائية تحمل قيمة حقيقية وتعيش مع العميلة لسنوات طويلة..