
حين تلتقي العدسة بالأناقة: قراءات استباقية في إطلالات “نجمات السينما” في مهرجان كان
في مساءٍ يفيض بالنجومية وومضات الكاميرا، وتحت سماء الريفييرا الفرنسية، يقف مهرجان كان السينمائي كأحد أرفع المسارح العالمية التي تتقاطع فيها الصورة مع السرد، والسينما مع الموضة، والمرأة مع رؤيتها لذاتها. وفي حفل Women in Cinema الذي يُقام على هامش المهرجان هذا العام، تحتفي المبادرة بسبع نساء صنعن بصمتهنّ في صناعة الأفلام، من بينهن أربع ممثلات يتوزّعن جغرافيًا بين السعودية ومصر وسريلانكا وتايلاند: إلهام علي، أمينة خليل، جاكلين فرنانديز، و إنجفا واراها.
يُعتبر هذا الحضور النسائي تكريمًا لمسيرة فنية ولحظة تُستعاد فيها الأناقة كامتداد للصوت والصورة، وكأن الفستان هنا يروي ما تعجز الكاميرا عن التقاطه. ومن هنا نقوم بقراءة استباقية في إطلالات هؤلاء النجمات، بين ما عهدناه من أسلوبهنّ على السجادة الحمراء، وما نتمنى أن نراهن فيه في هذه اللحظة المتألقة.
نرسم لكل واحدة منهنّ خط أناقة شخصية، بملامحها وجرأتها وحنينها للأصل أو للمجاز، ثم نُكملها بلمسة خيالية: ما الذي نودّ أن نراها ترتديه في مهرجان هو بحدّ ذاته منصة للبيان البصري؟ ما بين الواقع والتمنّي، بين التوقّع والرغبة، نكتب هذا النص كعرض أزياء ذهني يسبق العدسات، لكنه لا يقل عنها وهجًا.
توقّعاتنا لإطلالة إلهام علي في مهرجان كان 2025
نجمة غلاف عدد مايو من مجلة “هي”، وسيدة الدراما السعودية بلا منازع، إلهام علي ممثلة سعودية ناجحة وشخصية بصرية تعرف تمامًا كيف تُعبّر عن هويتها على السجادة الحمراء. تميل إلى الاختيارات الأنيقة والمحتشمة، لكن بخطوط حادّة وصور ظلية فاخرة توحي بحضور قوي يفرض نفسه دون صخب. تفضل التوجّه الخالد في الموضة، لكنها لا تخشى المغامرة واستكشاف حدود القصّات والنقشات والأساليب، ما يمنح إطلالاتها طابعًا فريدًا يجمع بين الوقار والابتكار.




اختارت إلهام في محطّات مفصلية من مسيرتها تصاميم من أسماء سعودية لامعة مثل عدنان أكبر، هُنيدة الصيرفي، وإيمان العجلان، ما يجعلنا نتوقّع استمرار هذا التوجّه في مهرجان كان 2025، ربما من خلال إطلالة خاصّة من هُنيدة الصيرفي بفستان يُحاكي بنية المعطف الطويل، بتطريزات تراثية ودلالات ثقافية تروي شيئًا من روح المكان الذي أتت منه.




إطلالة نودّ رؤيتها:
نتخيّل إلهام علي في إطلالة دراماتيكية وشاعرية من آشي ستوديو، بتصميم منحوت بلون عاجي أو أسود يبرز حضورها بقوة وهدوء. قصّة انسيابية بتفاصيل دقيقة تمنحها جاذبية مهيبة، وإطلالة تُحاكي لحظة سينمائية مكتملة، تحفظها عدسات كان كإحدى أجمل صور المهرجان.


توقّعاتنا لإطلالة أمينة خليل في مهرجان كان 2025:
من المرجّح أن تواصل أمينة خليل وفاءها لأسلوبها الأنيق باختيار فستان كوتور يحمل هندسة أحد المصممين العرب الذين كثيرًا ما خُتمت إطلالاتها بتوقيعهم منذ أعوام، مثل إيلي صعب، حمدة الفهيم، رامي قاضي، أو زهير مراد. تميل أمينة إلى احتضان أسلوب ذي هوية ازدواجية بين الكلاسيكية والتفاصيل الاستثنائية، الألوان الهادئة والتطريزات الفاخرة، والقصّات التي تعانق الجسد دون مبالغة، ما يجعلنا نتوقّع إطلالة رومانسية وكلاسيكية من جورج حبيقة.






إطلالة نودّ رؤيتها:
في لحظة تحتفي بالمرأة في السينما، نتخيّل أمينة خليل تُجسّد دور البطلة الغامضة في فستان من كريكور جابوتيان، حيث تلتقي الشاعرية بالحرفية، أو تتّجه نحو طيف أكثر أنوثة صريحة ورومانسية درامية من تمارا رالف، بصورة ظلية نحتية ولون أخضر متلألئ يُضيء السجادة الحمراء بهدوء لا يخلو من الحضور.



توقّعاتنا لإطلالة جاكلين فرنانديز في مهرجان كان 2025
منذ إطلالتها الأولى في مهرجان كان عام 2015، وحتى عودتها اللافتة في 2024، أثبتت جاكلين فرنانديز أنها عاشقة للمشهد، وسيدة تعرف تمامًا كيف تترك أثرًا بصريًا أينما حلّت. أسلوبها على السجادة الحمراء دائمًا ما يميل إلى الجاذبية والحسية، بخيارات تُبرز القوام وتُجاري منحنيات الجسد بكل جرأة وأناقة.

تنجذب إلى التصاميم البراقة، القصّات المنحوتة، والأقمشة التي تعكس الضوء وتلتقط الحركة، ما يجعلنا نتوقّع رؤيتها هذا العام في فستان من Dolce & Gabbana بتفاصيل درامية رومانسية، أو من Oscar de la Renta بقصّة تُجسّد الترف الأنثوي.



إطلالة نودّ رؤيتها:
نتمنّى أن تخطو جاكلين نحو لحظة مختلفة بصريًا، من خلال إطلالة هيكلية من Gaurav Gupta. فستان يُعيد رسم الجسد بخطوط مستقبلية، وتكوينٍ نحتـي يشبه النسيج الملتف حول الحركة ذاتها. لون معدني كالفيروزي الداكن أو الفضي المتوهّج سيكون كافيًا لخلق إطلالة تُترجم حضورها بأسلوب أكثر نضجًا وجرأة فنية.


توقّعاتنا لإطلالة إنجفا واراها في مهرجان كان 2025
بملامحها الهادئة وحضورها الجذاب، تحمل إنجفا واراها أسلوبًا أنثويًا راقيًا لا يحتاج إلى مبالغة كي يلفت الأنظار. تميل في اختياراتها إلى التصاميم الانسيابية التي تعانق الجسد برقة، والألوان الحالمة مثل الأبيض، الوردي الخافت، أو الأزرق الضبابي، مع لمسات شفافة وتطريزات دقيقة تُضفي طابعًا شاعريًا على إطلالاتها.


وبناءً على ذائقتها البصرية، نتوقّع رؤيتها في فستان ناعم من طوني ورد أو Giambattista Valli، بتصميم يُجسّد الرقة المترفة، وبتفاصيل حالمة.



إطلالة نودّ رؤيتها:
نودّ أن تفاجئنا إنجفا بلحظة بصرية أكثر مفاجأة وعمقًا، من خلال إطلالة فنية من Viktor & Rolf أو Schiaparelli، بفستان يحمل بُعدًا مفاهيميًا مدهشًا دون أن يخرج من إطار الفخامة. تصميم ذو بُنية واضحة أو حركة نحتية خفيفة، بلون حيادي، يُعيد رسم حضورها ويترك في ذاكرة المهرجان أثرًا غير متوقّع.

