بيلا حديد في مهرجان كان السينمائي

قواعد جديدة في مهرجان كان السينمائي 2025... وداعًا للفساتين الجريئة على السجادة الحمراء

نادين منيّر

قبل ساعات من انطلاق فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي، لم يكن الضيوف وحدهم في دائرة الضوء، بل لفتت "قواعد اللباس الجديدة" الأنظار أيضًا. فقد أعلن المنظمون عن حظر رسمي للفساتين العارية أو الجريئة، إلى جانب الفساتين ذات القصّات الضخمة أو ذيول طويلة، تحت عنوان "الاحتشام والكفاءة".

القرار المفاجئ، والذي صدر قبل 24 ساعة فقط من بدء المهرجان، أربك العديد من خبراء الأزياء والمنسقين الذين باتوا مطالبين بإعادة النظر في إطلالات النجمات، والتخلّي عن الفساتين الشفافة التي أصبحت من أبرز سمات السجادة الحمراء في السنوات الأخيرة.

بيلا حديد بفستان من "سكياباريلي" عام 2021
بيلا حديد بفستان من "سكياباريلي" عام 2021

قواعد أكثر صرامة في وجه الموضة الجريئة

إذاً فقد حظّر منظمو مهرجان كان السينمائي أنواع عدة من الفساتين رسميًا على السجادة الحمراء حرصًا على "اللياقة" و"الفعالية". وبات على رواد المهرجان الآن الامتناع عن ارتداء الفساتين الضخمة، والفساتين ذات الذيل الطويل، والفساتين التي تُظهر العُري بأي شكل من الأشكال، وفقًا لإرشادات جديدة. يأتي كل هذا في ظل استمرار هيمنة موضة الفساتين الشفافة على السجادة الحمراء، ومنصات عروض الأزياء.

تُعد هذه الخطوة استمرارًا لتاريخ مهرجان كان الحافل بالقيود المثيرة للجدل، لا سيما فيما يتعلق بلباس النساء. فقبل أعوام، أثارت قواعد اللباس الخاصة بالأحذية موجة اعتراض كبيرة، بعدما فُرض على الضيفات ارتداء الكعب العالي. وقد شكّلت لحظة صعود "جوليا روبرتس" السجادة الحمراء حافية القدمين عام 2016 نقطة تحوّل رمزية في هذا السياق، تبعتها احتجاجات مشابهة من "كريستين ستيوارت" التي خلعت حذاءها ذي الكعب العالي من كريستيان لوبوتان على السجادة الحمراء في حادثةٍ شهيرة عام 2018، وفي عام 2023، حذت كيت بلانشيت حذوها بخلع حذائها ذي الكعب العالي تضامنًا مع حقوق المرأة الإيرانية.

لحظة صعود "جوليا روبرتس" السجادة الحمراء حافية القدمين عام 2016
لحظة صعود "جوليا روبرتس" السجادة الحمراء حافية القدمين عام 2016

بين الأناقة والتعبير الشخصي

من "صوفيا لورين" و"كيم نوفاك" في خمسينيات القرن الماضي إلى إطلالات "نعومي كامبل"، "كيندال جينر"، "إيرينا شايك"، وصولًا إلى "بيلا حديد" التي ارتدت العام الماضي فستانًا شفافًا من "سان لوران"، وفي عام 2021 فستانًا أسود عاري الصدر من "سكياباريلي" مع قلادة ذهبية غطت صدرها.

لكن مع القواعد الجديدة، يبدو أن مهرجان كان يُعيد رسم حدود ما يُسمح به على مدرج Montée des Marches، مُرجّحًا كفّة الاحتشام على حساب التعبير الجريء.

صورة التقطت في مايو 1964 للممثلة الإيطالية صوفيا لورين خلال مهرجان كان السينمائي
صورة التقطت في مايو 1964 للممثلة الإيطالية صوفيا لورين خلال مهرجان كان السينمائي
كيندال جينر، بيلا حديد، نعومي كامبل، إيرينا شايك
كيندال جينر، بيلا حديد، نعومي كامبل، إيرينا شايك

هل يتغيّر وجه الموضة في كان؟

مع انطلاق الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، ألقت أحدث قواعد السجادة الحمراء بظلالها على صورته الساحرة تاريخيًا. مع تولي "جولييت بيونش" Juliette Bionche رئاسة لجنة التحكيم وعودة "لوران لافيت" Laurent Lafitte كمقدّم، يُبشر مهرجان هذا العام بتميز سينمائي، ولكن على الحضور التفكير مليًا قبل ارتداء أزياء مثيرة. فبموجب قواعد الأزياء الجديدة، حتى ألمع نجوم المهرجان يُواجهون خطر الرفض.

رغم بقاء اللمسة الفرنسية التي تشتهر بها السجادة الحمراء حاضرة، إلا أن هذه التوجيهات تطرح تساؤلات عميقة حول حرية التعبير في الموضة، ودور المهرجانات في إعادة صياغة المعايير الجمالية. فهل تتقبّل النجمات هذا التغيير؟ أم نشهد لحظات تحدٍّ جديدة تُعيد إشعال الجدل؟

ما هو مؤكد أن مهرجان كان 2025 لن يكون كسابقيه، ليس فقط من ناحية الأفلام، بل أيضًا في ما يخص التحوّلات الجمالية والمعايير الأخلاقية التي ترسم حدود الأناقة المعاصرة.