أيقونات إستخدمن الأزياء كوسيلة للتعبير عن الذات

أيقونات إستخدمن الأزياء كوسيلة للتعبير عن الذات

مجلة هي

إعداد: HEBA NOUMAN

التعبير الثقافي في عالم الموضة آسر بالفعل.

تتّخذ الملابس شكلا تصبح من خلاله صفحة بيضاء لسرد قصة، وإظهار هوية، وتكريم تراث، فتستطيع أن تكون وسيلة قوية للتعبير عن الذات والاحتفاء بثقافة الفرد. وعلى مرّ السنين، برزت أيقونات عديدات استخدمن خلفياتهن الثقافية ومعتقداتهن وأفكارهن من أجل نسج خيوط أساليبهن الفريدة في تنسيق الأزياء وارتدائها، وإضفاء لمساتهن الخاصة على إطلالاتهن.

من الأيقونات العالميات اللواتي فعلن ذلك بالضبط، الســــــوبرمودل "إيمان" IMAN. حين أفكّر بها، أتذكّر مشاركتها في أحد الفيديوهات الموسيقية للمغني "مايكل جاكسون"، وهي ترتدي إطلالـــــــــــــــــــة مســــــــــــتوحاة من "نفرتيتي". وكلما شاهدتُ الفيديو، ورأيتها مهيبة وملوكية في زيّها الإفريقي، انبهرتُ بها. لطالما كانت "إيمان" بحد ذاتها قوة ثقافية رائدة بفضل إطلالتها ومكانتها في عالم الموضة، متمسكة دائما بجذورها الإفريقية وعنيدة في احتفائها بأسلوبها وجمالها. وكانت "إيمان" المولودة في الصومال، والتي ترعرعت ودرست بين السعودية ومصر، إحدى أولى العارضــــــــــــات السمراوات اللواتي سرن على خشبات العروض، لافتة أنظار العالم طبعا بقامتها الطويلة الممشوقة وملامحها الأخاذة، ولكن أيضا بأناقتها وتعبيرها الملهم بلغة الأزياء.

"إيمان"IMAN
"إيمان"IMAN
"إيمان"IMAN
"إيمان"IMAN

وإذا ضغطنا على زر التقديم السريع وعدنا إلى الحاضر، فسنكتشف أن منطقة الشرق الأوسط تشهد صعود أيقونة موضة من أرضها نحو النجومية العالمية. تمثّل "إليانا" ELYANNA جذورها في كل جانب من جوانب فنّها، بما في ذلك إطلالتها. فقد نراها في شال مطرّز أو إكسسوار رأس مزيّن بالنقود المعدنية، وهو ما يعكس فورا أصولها الفلسطينية في تعبير صار من النادر أن نراه. أهمية إرثها الفلسطيني-التشيليّ بالنسبة إليها واضحة، ولا سيما من خلال أنغامها الفريدة الدامجة بين الألحان العربية والأمريكية اللاتينية والغربية. صارت أول فنانة تؤدي مجموعة أغنيات كاملة باللغة العربية في مهرجان "كوتشيلا" الشهير، وما زالت تجازف في موسيقاها كما في أزيائها، بانية جسورا بين الثقافات ومتعمقة في موضوعات مثل تجارب العيش في الاغتراب والحب والصمود. غادرت المسرح رافعة كوفية فلسطينية، في احتفاء صريح وشجاع بهويتها. وتريد للموسيقى العربية أن تصبح عالمية، وترغب في أن تكون حرّة بطريقة أدائها وبإطلالات أزيائها. وأنا على ثقة بأنها ستطلق صيحات، وتحدد اتجاهات في عالم الموضة والفن لسنين وسنين؛ قد يتطلب الأمر بعض الوقت، ولكنه مشوّق!

"إليانا"ELYANNA
"إليانا"ELYANNA
"إليانا"ELYANNA
"إليانا"ELYANNA
"إليانا"ELYANNA
"إليانا"ELYANNA

من منّا لا تعرف أيقونة الموضة "ريهانا" RIHANNA وإطلالتها الجريئة التي ينصهر فيها مزيج ثقافات متعددة، ويتزين بلمسة مدينية عصرية اعتمدتها المغنية البربادوسية في طريق نجاحها ووصولها إلى مكانة أسطورية في عالم الفن الشعبي. أسلوب أزيائها انتقائي، ودائم التطور، ومميز بتعددية حرّة تُلهم أبناء الجيل الجديد. هذا الأسلوب القوي والواثق يشمل أشياء كثيرة ومتنوعة: من القطع المستوحاة من أزياء الشارع إلى التصاميم الفاخرة الراقية. في حياتها اليومية، نراها ترتدي قمصان التي-شيرت مع قماش الدنيم والملابس الرياضية المريحة والفاخرة؛ فيما تختار للسجادة الحمراء إطلالات جريئة وبارزة ومطعّمة دائما بمفاجأة عصرية. وفي الكثير من الأحيان، نرى "ريهانا" تكمل إطلالاتها المسائية بإكسسوارات غريبة، مثل قبعة البيسبول- وهي خطوة لا أحد غيرها ينجح فيها. في انعكاس لأناقتها وقيمها ومعتقداتها الشخصية، تبقى هوية "ريهانا" المرتبطة بالتمكين النسائي والشمولية والثقة الذاتية تعبيرا منعشا يؤثر في شباب العصر، ويتوافق مع ما يجب أن تمثله أيقونة الموضة الحديثة. لا تركّز "ريهانا" فقط على الصيحات والتيارات الآنية في تفسيرها لأسلوب أزيائها، بل تظل قوة فريدة تؤثر برؤيتها على مستقبل الموضة.

"ريهانا"RIHANNA
"ريهانا"RIHANNA
"ريهانا"RIHANNA
"ريهانا"RIHANNA

ولا يمكنني أن أختم دون التحدّث عن أيقونة أزياء بريطانية حقيقية ألهمت الكثيرين، وظهرت بشكل كبير حين كنت طالبة تتخصص في مجال الأزياء في لندن. صارت "فيفيين ويستوود" VIVIENNE WESTWOOD أحد قادة عصر البانك البريطاني في السبعينيات، حين تعاونت مع بوتيك "مالكوم مكلارين" من أجل تصميم أزياء حدّدت إطلالة "البانك" التي قالت إن أكثر ما شدّها إليها هو تأثيرها الصادم. بوصول نهاية السبعينيات، كانت "فيفيين ويستوود" تُعتبر رمزا للثقافة البريطانية الطليعية وشخصية أساسية في حركة البانك، فلعبت دورا مهمّا في صياغة الهوية البصرية لهذه الثقافة الفرعية عبر ابتكار تصاميم جريئة وخارجة عن المألوف ومتأثرة إلى حد بعيد بجماليات حركة البانك التي رفضت القيم السائدة، واحتفلت بالفردية والتمرّد. لكنها أثّرت أيضا في صيحات قطاع الأزياء بأكمله، ولم ينعكس أسلوبها الانتقائي المتنوع على تصاميمها فقط، بل أيضا على إطلالتها الشخصية. نقشة الطرطان التي تحتفي بالهوية البريطانية كانت رمزها الفريد، فيما احتلّت الطبقات المتعددة والأحجام الكبيرة مكانة رئيسة في إظهار العناصر التاريخية التي ألهمتها؛ وكل هذه المكونات اجتمعت بانسجام في أسلوب إنجليزي بالفعل، أسلوب لن ننساه أبدا.

"فيفيين ويستوود" VIVIENNE WESTWOOD
"فيفيين ويستوود" VIVIENNE WESTWOOD
"فيفيين ويستوود" VIVIENNE WESTWOOD
"فيفيين ويستوود" VIVIENNE WESTWOOD

لكل من هؤلاء الأيقونات الأربع السابقات والحاليات اتصال عميق بجذورها، واعتزاز بالتعبير عن تراثها، وهو ما ينعكس على أزيائها. ولدينا نحن المستهلكين أيضا قصص خاصة عن تراثنا ومعتقداتنا، ومن أقوى طرق التعبير عنها هي أزياؤنا. كبيرة كانت أم صغيرة، إن التحية إلى ثقافتنا ومقاربة التعبير عنها في غاية الأهمية.