المصممة العالمية ألبيرتا فيريتي لـ"هي": لا أتبع تيارات الموضة بل أفكر في حاجات المرأة

دبي :سينتيا قطار Cynthia Kattar

اسم " ألبيرتا فيريتي" Alberta Ferretti ، اسم مرادف للفخامة الإيطالية. استطاعت المصممة المبدعة من خلال مسيرتها المهنية الحافلة بالنجاحات أن تكون من ألمع الأسماء على ساحة الموضة الإيطالية، بفضل تصاميمها الأيقونية التي تحتضن جسم المرأة بأنوثة مطلقة، ما جعلها الدار المفضلة للكثير من النجمات العالميات. وعلى الرغم من مرور 50 عاماً على تأ سيس متجرها الأول، لا تزال تتمتّع بالشغف نفسه، فمشاريعها لا تتوقف، و أحدثها إطلاق مجموعة خاصة بأزياء الأطفال. التقيت بها مؤخراً في دبي بمناسبة افتتاح متجرها الجديد في دبي مول، لتأ سرني بعفويتها الراقية وتواضعها النادر. معها كان هذا الحوار الممتع.

كيف تقيّمين الفخامة بشكل عام؟
الفخامة بالنسبة إلي أن يعكس المرء شخصيته الحقيقية وطبيعته بأزيائه الراقية. الأزياء الفخمة يجب أن تكون مفصّلة ومقسّمة بطريقة فريدة من نوعها تليق بالمرأة.
الكثير من المشهورات تألّقن بتصاميمك. ما الإطلالة الأحب إلى قلبك؟
تشكّل إطلالات السجادة الحمراء للمشهورات تحدّيا بالنسبة إلي، لأن كل امرأة لديها شخصيتها وأسلوبها الخاص. أنا أسعى إلى ابتكار أزياء مريحة للمرأة تمنحها الثقة عندما تكون جميع الأنظار مسلّطة عليها. هناك الكثير من الإطلالات الجميلة التي خلّدت في ذاكرتي، ولكن الإطلالة الأحب إلى قلبي هي إطلالة "أوما ثورمن" Uma Thurman في عام 1993 ، لأنها كانت إطلالة السجادة الحمراء الأولى لي. أنت من النساء الأبرز اللاتي نجحن في مجال تصميم الأزياء عالميا.

هل تعتقدين أنّ المصممة يمكنها أن تفهم جسم المرأة واحتياجاتها أكثر من المصمم؟
من الناحية الإبداعية، ليس هناك فارق بين المصمم والمصممة، ولكن يختلف الأمر بالنسبة للمقاسات، فالمصممة يمكنها استيعاب المقاسات أكثر، وتتقن كيفية تسليط الضوء على جسم المرأة من خلال ابتكار قصّات مناسبة. أنا حريصة جدا على هذا الأمر. نعيش في عصر مواقع التواصل الاجتماعي. هناك دور عالمية استفادت واستغلّت هذه المواقع وأخرى بقيت حذرة
منها.

ماذا عن دار "ألبيرتا فيريتي" Alberta Ferretti؟

أصبح بإمكاننا التوجه إلى جمهور أوسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. منذ البداية كنت منفتحة كثيرا على هذه المواقع، لأنها سهّلت التواصل المباشر مع عميلاتنا. لا يمكنني أن أنكر أنّ أزياء الستريت ستايل مطلوبة جدا، لذلك أحرص على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي لاكتشاف نظرة النساء إلى تصاميمي وكيفية تنسيقهنّ أزيائي. تعاونت منذ البداية مع "كيارا فيراغني" Chiara Ferragni مدونة الموضة الإيطالية التي تجمعني بها صداقة متينة. وقد عرضت أزيائي منذ أن كان عمرها 11 عاما في عام 2001 خلال عرض خاص ومميز في فلورنسا. إطلالات الستريت ستايل والأزياء الفاخرة باتت منسجمة مع بعضها، وهذا ما أسعى إليه في تصاميمي المتنوّعة. بات يمكن ارتداء القطعة الواحدة صباحا ومساء شرط تنسيقها بأسلوب مختلف.
لو لم تكوني مصممة أزياء أي مهنة كنت ستختارين؟
كنت سأختار التصميم أيضا، ولكن ربما التصميم الداخلي على الرغم

من أنني أهمل منزلي لأنه ليس لدي متّسع من الوقت للاهتمام به.
ما النصيحة المتعلّقة بالموضة التي على كل امرأة اتّباعها؟
أنصح المرأة بفهم مقاس جسمها، واختيار تصاميم تلائم شكل جسمها. كل امرأة جميلة على طريقتها الخاصة، ولأن الأزياء تمنح المرأة الثقة بنفسها، فمن المهم جدا أن تختار أزياء مثالية على جسمها ومتناسقة. غابرييل شانيل كانت تقول إن على الفستان أن يسلّط الضوء على المرأة لا أن يخطف الأنظار عنها، وأنا أؤمن جدا بهذا القول.
إلى أي مدى تتبعين تيارات الموضة العالمية؟
أستوحي دائما مما يحيطني ومن النساء المحاطة بهنّ. أتخيّل ماذا أحب أن يرتدين بعد عام، وأبدأ بتصميم مجموعتي. لا أفكّر في تيارات الموضة بل أفكر في حاجات المرأة التي أصمم لها. نشهد ظهور مواهب محلية مبدعة في عالم تصميم الأزياء.

ما نصائحك لهذه المواهب التي تعاني الكثير من الصعوبات؟
أنصح المصممين بأن يأخذوا وقتهم وألا يستعجلوا، بهدف تأسيس دار لها هويتها الخاصة. لم يعد النجاح صعبا كما في السابق، لأنه بات باستطاعة المصممين الجدد الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص. نصيحتي لهم بأن يستفيدوا من هذه المواقع، لكن في الوقت نفسه أن يؤسسوا دارا تتمتع بأسلوب وخط واضح، والتمسّك به لأنه من السهل جدا تحقيق النجاح لفترة زمنية قصيرة، ومن ثم الفشل بين ليلة وضحاها. النجاح يتطلّب وقتا وجهدا كبيراً.
هل تنصحينهم باتباع جدول الموضة العالمي من خلال ابتكار 4 مجموعات في العام في سبيل النجاح؟

من المهم جدا اتباع الجدول العالمي للموضة، كما أنصحهم بالتدرّب عند مصممين عالميين لاكتساب خبرة عالمية والاستفادة منها في المستقبل. هناك الكثير من المصممين البارعين، لكنهم مع الأسف غير قادرين على الحفاظ  على مستوى واضح، فنجدهم يطلقون مجموعة لافتة، ثم يأتي بعدها مجموعة دون المستوى. الثبات في المستوى عنصر لا يتجزأ من النجاح. مبارك متجرك الجديد في دبي مول. أخبرينا أكثر عنه. دبي تجمع ثقافات وجنسيات مختلفة، وهذا أمر لافت جدا. لذلك أردت شخصيا أن يكون لدي متجر خاص بي في هذا المول الرائع، وأنا سعيدة جدا بافتتاح المتجر.
أخبرينا عن مجموعة الأزياء الخاصة بالأطفال التي أطلقتها مؤخرا.
أنا متحمّسة جدا لهذه المجموعة، وأعتقد أنها ستنال فعلا إعجاب الأمهات في دبي، فقد لاحظت إلى أي مدى تحب الأمهات في الشرق الأوسط تنسيق أزيائهن مع بناتهنّ.