حوار مع Marie-Chantal ولية عهد اليونان.. الأميرة والمصممة

فالنتينا مارياني Valentina Mariani

من أعز وأجمل ذكريات طفولتها رحلة سافرت فيها إلى بالي مع عائلتها. في ذلك الحين، لم تكن جزيرة بالي هي بالي التي نعرفها اليوم. والدها استأجر لوالدتها دراجة صغيرة، وكانت هي في سن الثالثة أو الرابعة تمضي أيامها في الركوب حول حقول الأرز. كانت الفنادق قليلة، وتتذكر كيف تعرفت إلى كل تلك الثقافات الرائعة. الأميرة "ماري - شانتال" ولية عهد اليونان تعيش وتعمل حاليا في لندن، حيث ولدت. هي زوجة "بافلوس" ولي عهد اليونان. حين لا تكون منهمكة بالتزامات ملكية، تعمل على "ماري- شانتال" Marie-Chantal ، وهي علامة ملابس أطفال عالمية أسستها سنة 2000 .
هي أم لخمسة أطفال، وأيضا عضو في مؤسسة Royal Academy Trust المشرفة على الأكاديمية الملكية للفنون في لندن، ومديرة مجلس إدارة مجموعة DFS Group Ltd.

سافرت كثيرا في طفولتك، هل تحبين السفر؟ وهل من ذكرى محددة مرتبطة بمدينة عشت فيها؟
ترعرعت في هونغ كونغ، ولذلك كنا نسافر كثيرا كل عيد فصح وكل صيف. وكنا نمضي إجازات عيد الميلاد في مسقط رأسنا. أمضينا مواسم الصيف في بالي وهاواي، قبل أن نزور جدّينا في أواخر الصيف في منطقة كيب كود. السفر طبيعي جدا بالنسبة إلينا بصفتنا عائلة، وقد فعلنا الأمر نفسه مع أولادنا الخمسة. هونغ كونغ ما زالت وجهة مفضلة عزيزة على قلبي.

ولدت وتزوجت في لندن، ما علاقتك بهذه المدينة؟
انتقلنا إلى لندن حين كانت أوليمبيا في سن السادسة، والصبيان بعمر أربع سنوات وسنتين. قررنا الانتقال لأننا أردنا تربية أوروبية للأولاد، وأن يكونوا قريبين من جدّيهم. ثم أنجبنا ولدين، وأحببنا كثيرا حياتنا في منطقة تشيلسي اللندنية. حالما صارت أوليمبيا جاهزة للجامعة، واختارت الولايات المتحدة، قررنا جميعا العودة إلى نيويورك. كنا سعداء جدا بهذا القرار، لكننا ما زلنا نزور لندن كثيرا لأن شركتي موجودة هناك. بصفتك أمّا وامرأة عاملة وأميرة،
كيف توازنين بين عائلتك وعملك والتزاماتك الملكية؟

بعد أن كبر أولادي، وبما أننا نعيش كلنا في نيويورك، صرت أملك المزيد من الوقت الذي يمكنني تكريسه لشركتي ولتطوير الموقع الإلكتروني والعلامة التجارية في الولايات المتحدة. 

هل زواجك من عضو عائلة ملكية غيّر مشاريع حياتك وطموحاتك؟
أنا محظوظة بأن بافلوس رجل أعمال، ويملك مقاربة عصرية وحديثة جدا في الطريقة التي يريد بها عيش حياته وإدارتها. لديه جانب إنساني خيري، وهو أيضا مدير رائع للموارد المالية. لطالما شجعني على السعي خلف تحقيق أحلامي.
ما كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرتك المهنية؟
أن أسمع من الناس أنني "ماري - شانتال" صاحبة العلامة التجارية، بدلا من الأميرة!

في حسابك على إنستغرام الكثير من صورك مع أولادك.  كيف تصفين علاقتك بهم؟

نحن عموما مرتاحون مع عالم التواصل الاجتماعي، لكنني أحاول إبقاء ولديّ الأصغر سنا بعيدين عن المشاركة بالكثافة التي يشارك بها أشقاؤهما الأكبر، إلى أن يفهما العواقب التي قد تنتج أحيانا عنها. ابنتك الكبرى في سن ال 22 فقط، وقد عملت لدى "ديور".

هل تعتقدين أن أولادك سيتبعون خطاك في قطاع الأزياء؟
أو تتمنين أن يتجهوا نحو مهن أخرى؟ تخرجت أوليمبيا بشهادة في التسويق وإدارة الأعمال في قطاع التجزئة، فأتمنى أن يكون ذلك في جيناتها. فلنرَ ما سيحصل بعد ذلك.
أي نوع من الأمهات أنت؟
أتمنى أن أكون قد فعلت أفضل ما يمكنني فعله. هو عمل صعب، لكنني لطالما قلت: إن على الأم أو الأب التحلي بذهن هادئ وبطاقة هادئة، لأن الأولاد يمتصون كل شيء عبر التناصح.
ما الذي تتمنينه لمستقبل أولادك؟
أتمنى أن يكبروا مع أحلامهم الخاصة، وأن يسعوا إلى تحقيقها. قلت لهم: إنهم يستطيعون أن يصيروا ما يريدونه، لكن مع مساهمة في الإنسانية وفي كوكب الأرض الجميل.
ما الدرس الأساسي الذي علمتهم إياه؟
أن يكونوا لطفاء وطيبين، وأن يتحلوا بالتعاطف والرأفة تجاه الآخرين بغض النظر عمن يكونون، وأن يتسلحوا بالشجاعة.
هل دعم والديك وعائلتك جانب مهم من عملك وحياتك اليومية؟
العائلة كل شيء بالنسبة إلي. إنهم مصدر إلهامي، وهم من أتكل عليهم عند الحاجة. وأحب أن يرى أولادي كيف أتصرف مع والديّ وشقيقتيّ. فأتمنى أن يعلّمهم ذلك التصرف مثلي.
أنت وشقيقتاك اخترتن قطاعات فنية. هل تتشاركن شغفكن وأفكاركن حول العمل؟
شقيقتي بيا كاتبة وصانعة أفلام وثائقية، وشقيقتي الأخرى ألكساندرا تصمم مفروشات من الأكريليك. أعتقد أننا كلنا مبدعات فنيا، وأن طفولتنا واختلاطنا بثقافات متنوعة خلال نشأتنا حث مسيراتنا المهنية.
ما الجانب الأجمل من عملك؟
أحب القدرة على تقديم ملابس جميلة وسهلة الارتداء إلى العائلات الشابة. تصاميمي عادة كلاسيكية معاصرة مع تلميحات قوية إلى نشأتي وطفولتي. هي مرحة لكن قابلة للارتداء، وكلاسيكية مع لمسة مرح وتسلية.
كيف ولدت علامة "ماري- شانتال"؟ وما الذي يلهم تصاميمك؟
"ماري - شانتال تشيلدرن" Marie-Chantal Children ولدت من تجربتي في شراء ملابس أولادي. أردت ابتكار علامة تقدّم كل شيء من الملابس المريحة غير الرسمية إلى الأزياء الاحتفالية. ورأيتها فكرة رائعة أن أطرح تشكيلة مدهشة للأولاد تشمل كل ما قد يحتاج إليه الأطفال في خزاناتهم. إنها وجهة واحدة شاملة تتسوقين فيها كل شيء، من الملابس الرسمية والاحتفالية إلى الجوارب والأحذية وقمصان التي-شيرت والمعاطف.

تزوجت في فستان زفاف من "فالنتينو". من يلهمك من المصممين؟ ومن المفضلون لديك؟
أعشق عالم الموضة، ولطالما أحببته. بعض العلامات البريطانية المفضلة لدي "إردم" و"بورغو دي نور"، و"إميليا ويكستيد"، والماركة الأمريكية المفضلة لدي الجديدة هي "بروك كولكشن". تأتين من عائلة كبيرة، ولديك خمسة أولاد.

هل صممت الملابس وفي فكرك حاجات أولادك ورغباتهم حين ابتكرت علامتك؟
كانت ابنتي أوليمبيا في سن الخامسة أو السادسة حين أطلقت ماركة "ماري - شانتال". فكانت بلا شك مصدر إلهامي، وكان لدي ابن صغير السن وابن "على الطريق"، فلذلك كان من السهل أن يكونا ملهمين لي أيضا. وقد ابتكرت تصميم جناحي الملاك لولدي الثالث، لأنه ألهمني بشعره وملامحه الملائكية. بالطبع، كل الآباء يعتقدون أن طفلهم أو طفلتهم ملاك!
ما الجمال بالنسبة إليك؟ وأين تجدينه في حياتك اليومية؟ وكيف تترجمينه في مجموعتك؟
أجد أنني دائما أستوحي من الطبيعة وجمالها. تصاميمي وألواني ترابية نوعا ما في الشتاء مع لمسات وردية خلنجية أو خزامية دافئة أو ألوان تندمج بانسجام مع المزاج. المجموعات الصيفية تكون عادة تحية إلى صيف في اليونان أو كيب كود. أتخيل تفاصيل الثقوب القطنية الجميلة الصغيرة أو حتى نقشة مربعات تذكرني بشيء جميل رأيته في مكان ما. من كتاب قرأته أو نزهة مشيتها في الغابة، أضيف أشياء باستمرار إلى لوحة أفكاري.
هل من مشاريع للمستقبل؟
أنا متحمسة لمشاركتكم خبر انتهائي من تأليف كتابي حول آداب السلوك للأطفال الذي سينشر في العام المقبل.