المصممة الإماراتية يارا بن شكر لـ"هي": أحلم بأن تكون علامتي متنوعة في روحها وتصاميمها

يارا بن شكر شابة إماراتية يغمرها الحماس في عالم التصميم. بدأت رحلتها عبر دراسة تصميم الأزياء ونجحت فيه، إلا أن شغفها يقودها بقوة نحو تقديم منتجات وتصاميم متنوعة تلبي الاحتياجات المختلفة لأسلوب الحياة. لديها متجر دافئ ينبض بالطاقة الإيجابية في حي دبي للتصميم، أجرينا فيه هذا اللقاء الممتع ..

دبي: "لمى الشثري"  Lama AlShethry

لنبدأ حدثينا حول عالم الأزياء، مالذي جذبك نحوه؟

لدي اهتمام بالفن منذ الطفولة، فوالدتي فنانة، ولذا نشأت محبة للإبداع ومقدرة للحرية التي تصاحبه. عندما أقبلت على المرحلة الجامعية كانت الخيارات متعددة، لم تكن دراسة تصميم الأزياء أمرا مألوفا حينها؛ ولم أكن على علم بوجود قسم دراسة الأزياء في جامعة الشارقة. ولذا، فكرت بداية أن أدرس علم النفس، وبعد مناقشة الأمر مع والديّ اقترحا علي أن أبحث عن تخصص إبداعي له علاقة بالفنون. وبالفعل، عندما بلغني توفر قسم دراسة تصميم الأزياء عقدت العزم فورا على الانضمام إليه، فأنا أعشق العمل بيديّ. كان الأمر حديثا في ذلك الوقت، فقد كانت دفعتي هي الثانية، وتضم طالبتين فقط، بينما تضمنت الدفعة السابقة ما يقارب 7 طالبات.

كيف تصفين رحلتك حتى الآن في خلق بصمة خاصة بك؟

كل رحلة تتضمن جوانب إيجابية وسلبية، هناك دائما محطات تصعد بنا ومطبات تعرقل خطواتنا. كانت دراستي ترتكز على التصميم البحت والأزياء والخامات، ولذا فقد واجهت صعوبة في جانب الأعمال الذي كنت أجهله. هذا التحدي جعلني أتعلم كثيرا الدروس المهمة عبر تجربتي العملية التي مررت بها، والتي ربما لم أكن لأعرفها من الكتب فقط. تطور مفهوم إدارة الأعمال لدي بشكل كبير، من حيث تحديد العملاء المستهدفين ومعرفة احتياجاتهم. اخترت الابتعاد عن الشعور بالضغط لخلق "بصمة " أو "اسم "،   لأني أدركت بأن الوقت كفيل بهذا الأمر. ركزت على أسلوب التعبيرعمّا في داخلي وترجمته عبر تصاميم أزياء تروق لفئتي المستهدفة.

برأيك، ما العنصر المساعد الذي افتقدتِ وجوده في تركيبة النجاح؟

افتقدت عنصر معرفة إدارة الأعمال. على الرغم من أني حرصت على الالتحاق بدورات مكثفة في هذا المجال بعد التخرج إلا أن دراسته خلال المرحلة الجامعية كانت ستُحدث الكثير من الفرق في رحلتي. أعتقد أن الطلاب الآن منفتحون بشكل أكبر على احتياجات عالم إنشاء الأعمال، ولذا يميلون إلى التزود بالمعرفة في هذا المجال حتى إن كان عبر مصادر خارج الجامعة، فقد لا يتوفر هذا الجانب بشكل خاص في المواد الاختيارية بالجامعات.

ما نصيحتك لفئة الشباب المقبلين على دراسة مجالات إبداعية؟

لا بد من توسيع دائرة الإدراك والمعرفة، أوصيهم بالقراءة ومشاهدة الأفلام الوثائقية المتوفرة على نيتفلكس ويوتيوب وغيرها من الوسائل المتاحة. أقدم هذه النصيحة من تجربتي الشخصية، فقد كنت أركز بشكل كبير على دراسة تصميم الأزياء فقط! إلى أن أدركت في وقت ما، بأنه يمكنني أن أقدم شيئا للأزياء من خلال مجالات أخرى. علينا دائما أن نبحث لنلبي احتياجات العملاء بمختلف الطرق. هذا التغير في التفكير هو الذي قادني لتصميم حقيبة Gemini التي نالت رواجا كبيرا، لأنها تلبي احتياجات توضيب منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات الجمال والإكسسوارات المختلفة بشكل أنيق وعملي خلال السفر. من السهل في وقتنا الحالي أن نلتقي بمواهب منوعة وفنانين في مجالات مختلفة تفتح لنا أبواب تعاونات ناجحة ربما لم يسبق لنا طرقها أو الخوض فيها من قبل. علينا أن نتحرك باستمرار لتطوير أنفسنا، لأن ذلك تنتج عنه أفكار متجددة تجري ترجمتها بالتعاون مع الفريق الناجح سواء من مصورين أو مختصين بمواقع التواصل الاجتماعي أو مصممي "ستايل" Stylists إلى منتج مميز وعمل له بصمة واضحة يتلقاه العميل باهتمام.

هل تحرصين على معرفة رأي عملائك أو المحيطين بك؟ وما تأثير ذلك في عملك؟

من المهم للغاية بالنسبة لي أن أسمع آراء العملاء والمحيطين بي حول عملي والتصاميم التي أقدمها. مشروعي بمنزلة طفلي، ولذا لا أنكر أنه يصعب علي أحيانا تقبل النقد الذي يتعرض إليه، وقد آخذه على محمل شخصي! ولكني أذكر نفسي دائما بأهمية استقبال النقد بطريقة إيجابية لتحسين نقاط الضعف، سواء فيما يتعلق بطبيعة التصاميم أو جلسات التصوير أو غير ذلك. مما لاشك فيه أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك، ولذا لا بد من التركيز على جوانب النقد التي تطور من المنتج وتحسنه مع الحفاظ على هويته الأصلية.

ما الذي يعبر عن أسلوبك الشخصي في تصميم الأزياء؟

أعشق التنوع، سواء الثقافي أو العرقي أو الديني، ويشدني كثيرا الاختلاف في الأشكال والأحجام والألوان. ولذا، أحاول أن أعبر بشكل متوازن عن هذا الشغف الداخلي عبر تصاميمي وجلسات التصوير الخاصة بالمجموعات.

ما الجانب الأكثر إمتاعا لديك في رحلة تصميم الأزياء؟

أستمتع كثيرا بعمل الرسومات الأولية، ومن ثم تنفيذ العينة الأولى. ولا أنام قريرة العين حتى أنتهي من جلسة التصوير للمجموعة، وأرى النتيجة المرجوة. تنقسم المتعة إلى ثلاث مراحل، إلا أن السعادة تغمرني حقا حين أرى العينة الأولى بشكل حي أمام ناظري. بالطبع، تخضع العينة إلى بعض التعديلات هنا وهناك، ويرافق ذلك توتر بسيط إلا أن الحماس لرؤيتها يطغى على أي شعور آخر.

ما حلمك الأكبر في عالم التصميم؟

أحلم بأن تكون علامتي متنوعة في روحها وتصاميمها، وألا ترتكز فقط على الأزياء. أحلم بأن يجد الجميع فيها شيئا يلائمه بشكل أو بآخر. أود تقديم منتجات للجنسين تسهل حياة عملائي عبر تصاميم باستخدام الأقمشة، سواء كانت ثيابا أو حقيبة أو عباءة أو غير ذلك. أحلم بأن يكون متجري "محطة واحدة " للتسوق تلبي احتياجاتك المختلفة لأسلوب الحياة للعمل مثلا أو قبل السفر.

ما الوجهة التي تلهمك ولديها دائما شيء جديد تقدمه لك؟

نيويورك! إنها وجهتي المفضلة بلا منازع. ولذا أحرص على زيارتها كل عام. إنها مدينة عالمية بشكل مذهل. أجد فيها عالما متنوعا

من حيث الأشخاص والأنماط، سواء من حيث عروض الأزياء أو صالونات عزف الجاز، أو العروض الموسيقية، ولا أشير هنا إلى

العروض العالمية، بل المحلية أوالحميمة، إذا صح لنا القول. أرى فيها تجددا عند كل زيارة، وأعود منها بذهنٍ متقد بالأفكار الرائعة.