المصممة وفاء بالأسود لـ "هي": أعكس الشخصية الإماراتية الجريئة من دون التخلي عن روح التحفّظ

إطلاق علامة تجارية لأمر صعب للغاية وخطوة جريئة تتطلب العديد من التضحيات. لكن وفاء بالأسود، وهي مصممة إمارتية محترفة، آمنت بشغفها لتحقق حلمها في الموضة. أطلقت علامتها التجارية تحت اسمها "وفاء بالأسود" في العام 2015 واستطاعت أن تترك بصمتها المتمثّلة بالبساطة المبتكرة. تتمحور علامة وفاء بالأسود حول التقدم الحضاري وتحاول دائماً إبراز التفاصيل الحرفية المنبثقة من تاريخ بلدها الذي تفتخر فيه. لطالما استوحت من مختلف الأشياء والأشخاص من حولها لكن دولة الإمارات هي مصدر إلهامها الأول. وبالمقابل فإن وفاء بالأسود تحاول أن تؤمن الثقة والأناقة الجريئة لكل من يرتدي تصاميمها. وكان لا بد لنا أن نقوم بهذه المقابلة معها على موقعنا لنتعرف عليها أكثر.  
 

تتمحور علامتك التجارية حول "التطور الحضاري". هل يمكنك إخبارنا المزيد عن هذا الأمر؟

أحرص دائماً على أن أعكس من خلال تصاميمي، الشخصية الإمارتية الجريئة والشغوفة من دون التخلي عن روح التحفّظ. فأنا أبحث دائماً عن الإبداع، والإبتكار والتميّز وكنت دائماً أستوحي من طموحات دولتنا وقيادتها التي غالباً ما تكون حدودها السماء. وينعكس ذلك في تصاميمي التي أعبر من خلالها عن طموحي في أن أكون بالصدارة وفي أن أكون مميزة ومبدعة. أبتكر تصاميمي اليوم للمرأة العاملة المعاصرة المفعمة بالحركة والحياة، والتي تعبّر دائماً عن قوّتها وسعادتها.

 

لاحظنا أن القطع التي تقدمينها غالباً ما تكون مصمّمة وفق باليت ذات ألوان جريئة مفعمة بالحياة، فهل ذلك جزء من هويتك؟

تعكس تصاميمي بحثي عن التفرّد، والتميّز والإبداع وهذه الامور تريدها المرأة القوية والعاطفية والحالمة، أي المرأة التى ترى الموضة على أنها وسيلة مميزة لتعبر من خلالها عن رأيها. وشعاري الذي أؤمن به فيما يتعلق بهذا الموضوع هو: "امتلكي أسلوبك الخاص، فملابسك تعبر عنك."

إذاً، نشأتك قد أثرت على تصاميمك؟

كما ذكرت مسبقاً، تعكس تصاميمي البيئة التي ولدت وكبرتُ فيها وأنا ابنة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقدم لكل من يعيش على أرضها الحرية المطلقة في الإبتكار. لقد جعل هذا الأمر من علامتي التجارية، علامة أكثر مرونة بفضل قدرتي على التطوير والتحسين والتفرد في الوقت نفسه وذلك من خلال ابتكار هوية في عالم الموضة تتماشى مع تراثنا وحاضرنا.

 

قلت ذات مرة: "كل شيء يكمُن في التفاصيل". ما هي المواد المفضلة لديك والتي تحبين استخدامها أثناء ابتكارك للتصاميم؟

 أنا لا أقيد نفسي في التعامل مع مواد معينة، لكنني أحرص دائماً على إبراز التفاصيل بحيث أن الإبداع يكمن فيها. وهذا الأمر واضح تماماً لأنني أستخدم في تصاميمي ألوان جريئة مفعمة بالحياة تجعل كل من يرتديها مصدر جمال يلفت الأنظار وثقة بالنفس والتفرّد. وفي تصاميمي، أعتمد على زخرفات الكون الذي من حولنا وأحاول دمجها بطريقة مختلفة ومبتكرة تساعدني في تسليط الضوء على هذه التفاصيل.

 

ما هو أصعب أمر واجهته عندما قرّرت إطلاق علامتك التجارية تحت اسم "وفاء بالأسود"؟

اتخاذ القرار والقيام بالخطوة، كان أصعب ما وجهت بحيث أن تخصصي الجامعي في هندسة الكومبيوتر ليس له علاقة على الإطلاق بالموضة والتصميم. لكن شغفي هو الدافع الأكبر الذي شجعني على مواجهة هذه الصعوبات واتخاذ هذه الخطوة عن طريق التدريب المستمر ومن خلال التعلم على ابتكار تصاميم بأسلوب مميز ومذهل يرضي مختلف الأذواق ويتماشى مع الموضة إن كانت عصرية أو تقليدية. وسأتسجل في برنامج الماجيستير في روما لأنه سيؤمن لي الإستكشاف المعرفي والابداعي وسيطلعني على أحدث اتجاهات الموضة، وذلك من خلال منظور فريد من نوعه ورؤية واسعة الأفق لتكوين فكرة عما سأكون عليه في المستقبل.

من أين تحصلين على كل هذا الإلهام؟

دولة الإمارات العربية المتحدة هي بالتأكيد مصدر إلهامي بسحرها الذي يتكون من مزيج من العصرية بأدق تفاصيلها، بالإضافة إلى دمج حضارات وثقافات العالم بأكمله والتراث العربي الأصيل الذي نجده في كل تفاصيل حياتنا وهويتنا - أي في الهندسة المعمارية البسيطة لكن المبتكرة، في الطبيعة الخلابة، في السواحل والجبال... شكّل كل هذا الوئام المتكامل المصدر الأصلي والحقيقي لهوية علامتي التجارية.

 

برأيك، ما الذي تبحث عنه النساء في الموضة مع بداية فصلي الخريف والشتاء؟

الأمر الذي تبحث عنه المرأة لموسم الخريف والشتاء 2022 -2023 هو الفرح من خلال اعتماد ألوان ناعمة مزينة بلمسة من العصرية والجودة والإبتكار التي تعكس الأنوثة والجرأة في آنٍ واحدٍ. أحاول دائماً ابتكار تصاميم مناسبة للنساء في مكان العمل، وكذلك في عشاء رسمي فاخر.

 

الفساتين التي تصممينها هي أشبة بالقفطان. ما هو الأمر الذي يجعل هذه التصاميم مميزة إلى هذا الحد؟

القفطان هو مصدر الفخامة والأناقة في العديد من المناسبات. بالإضافة إلى أصالته وسحره، نجح القفطان في لفت انتباه الآخرين وتسليط الضوء عليه في مختلف المناسبات والإحتفالات، كما استطاع التنافس مع الأزياء الكلاسيكية-العصرية لدرجة أنه أصبح في أيامنا هذه القطعة المميزة والبارزة في عالم الموضة والأزياء.