"بريزم" علامة سعودية تقتحم ساحة الأزياء بقصة خلف كل تصميم

تهيمن سلاسل ضخمة وعلامات تجارية كبرى على صناعة الملابس، لكن الشركات الناشئة تصنع اسمًا خاصًا بها من خلال تقديم تصاميم فريدة فاتحتاً بذلك أبواب تجارة التجزئة للمصممين المحليين الناشئين، فقط هذه الشركات الصغيرة قادرة على التخصيص والتمييز على وجه التحديد لتلبية احتياجاتك بمنتجات فريدة من نوعها.

البداية في يوم الثلاثاء

يتم إطلاق شركات أزياء جديدة كل يوم في ظل التطور السريع الذي يشهده مجال صناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية، أما عن "بريزم" العلامة التجارية التي هي من بنات أفكار رهف محمد التي تنحدر من مدينة صغيرة في شرق المملكة العربية السعودية... كان يوم الثلاثاء بالتحديد هو الفارق في بداياتها، حيث كانت جامعة رهف التي تخصصت في التسويق تقيم بازاراً مصغراً في يوم الثلاثاء من كل أسبوع لتعرض الطالبات فيه مواهبهن التي تحولت إلى أعمال تجارية وألهمت رهف وأشعلت في رأسها افكاراً تقودها إلى كواليس صناعة هذه الأعمال التي صُنعت من الصفر فقررت أن تتخذ خطوة و تصنع شيئاً بنفسها من الصفر أيضاً.

بدأت رهف محمد تبحث عن العلامات التجارية المحلية لتستزيد علماً وخبرة قبل أن تخطو خطواتها الأولى وألهمتها آلاء بلخي صاحبة علامة فيونكة في رحلتها...  ومن هنا، لم تستطع رهف كبح رغبتها في صنع منتج مختلف من العدم، في 2017 وبرأس مال يبلغ 200 ريال سعودي فقط اقترضتها من والدتها، صنعت أول تصميم لها بعدد قطعتين فقط والمفاجأة أنها بيعت! !

خسارة بطعم الفوز

استمر شعور التأثر في كل مرة تنتج فيها رهف تصميم و يتم شرائه إلى أن أصبح الوضع أكثر جدّية بالنسبة لرهف و قررت العمل على علامتها بريزم وأنتجت أول مجموعة تصاميم، لكن هذه الشعلة لم تستمر كثيراً حيث أدارت هذا العمل لمدة 3 سنوات بلا أي دخل بل بخسارة مالية بأضعاف رأس المال الذي بدأت به وبصعوبات لوجستية كونها تقطن في مدينة صغيرة، وكانت تتراكم عليها الديون لكنها كانت "أحلى ديون في حياتها" كما وصفتها، لأنها كانت سعيدة جداً ومستمتعة برحلتها الجديدة وما تتعلمه من خلالها لاكتسابها خبرات جديدة بحكم تولّيها كل ما يخصّ مشروعها من ناحية التسويق ، التصميم ، المالية والتصوير أيضاً.

بداية جديدة..

في 2021 كان لبريزم بداية جديدة بعد أن كشفت عن مفهوم جديد للتصميم بعد أن ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في إيصالها الى شخص مهتم ببريزم كعلامة تجارية وأصبح شريكها و بدأ بريزم من جديد بالوشاح الذي نجح في إحداث ضجّة في أوساط المهتمين بإقتناء القطع الفريدة من نوعها.

بين الشمس والغسق تجد ضالّتها

ترى رهف أن أحد نقاط قوة بريزم هي بيع المحتوى الذي تحمله القطع، فقالت عن مجموعة شمس انها شخصياً تحب شعور الشمس و دفئها وعند تصميمها للمجموعة قررت إعطاء القطع عمق آخر بعرض شعور الشمس للبيع عبر تصاميم مجموعة شمس ومن بين جميع تصاميم بريزم، تيشرت شمس هو الأقرب لقلب رهف.

في حديث رهف مع "هي" عن مجموعة غسق التي تَلت مجموعة شمس، أرادت رهف أن تجسّد فترة الدفء المُعلنة عن نهاية فصل الشتاء باختيارها لأقمشة و ألوان هادئة تعبيراً بذلك عن الشعور الذي ننتظره من الشمس بعد كل شتاء.

دور رواية القصص في تصاميم بريزم

تعتمد رهف في تصاميها على رواية القصص وهذا ما رأيناه في مجموعة الشتاء رحلة الألف ليلة فهي مهتمة بالثقافات المختلفة بشكل عام وكما قالت ايضاً انها تولي اهتماماً كبيراً لقيمة الإنسان وما يشعر به ويتعايش معه والأثر الذي تتركه به العوامل المختلفة لتترجم هذا الأثر على شكل قطعة فنية من صنعها، كما توقّفت عن صنع بعض التصاميم التي بدأت بها في 2017 لأنها كانت تجارية نوعاً ما و لم تعد تناسب مفهوم بريزم بعد تغيّر توجّهه و بحثه عن قصص ذات معنى وراء كل تصميم.

رهف، تتطلّع لتغطي المزيد من الأساليب في صناعة الأزياء حيث قالت بأنها ستخرج عن مسار الكاجوال قليلاً لتتجه الى التصاميم الأكثر أناقة و التي تُعطي مساحة أكبر في التطريز.

جُرم..مساحة تسع الجميع

في رحلتها في عالم الفنون، اكتشفت رهف أنها تحب التصميم بجميع انواعه و التقى هذا الشغف بموهبة صديقتها نجلاء المحفوظ التي تمارس كتابة المحتوى، وفي فترة الاغلاق الكلي بسبب كوفيد19 أنشأت رهف و نجلاء حساب في انستغرام يحمل اسم جُرم لتمارسا شغفهما في التصميم وكتابة المحتوى بعيداً عن أي أغراض تجارية و بدأتا من فكرة " أربعون ليلة في العُزلة" و بعد ذلك، لاقى جُرم رواجاً سريعاً ولم يلبث الى ان تحوّل الى استديو لصناعة الهوية التجارية والإنتاج والتصوير والتصميم حتى انه في الرابع من نوفمبر 2021 أنتج جُرم الفيلم القصير "بتيل الورد" الذي يتناول كواليس الفن الذي يُرسم على الشاحنات ليتكيّف سائقين هذه الشاحنات مع واقعهم الحالي ويتعبر هذا الفيلم وليد العمل الجماعي الإبداعي حيث استعانت رهف و نجلاء بعدد من المواهب السعودية المبدعة لتشارك جُرم نجاحه.