"الشؤون الاجتماعية" تتفاعل مع صور الأطفال المعنفين في الباحة

لا زالت حوادث العنف التي يتعرض لها الأطفال هي أكثر الحوادث تفاعلاً وتعاطفاً من قبل المجتمع السعودي، ليس لأن المعنفين يغتالون تلك البراءة فحسب، بل لأن العنف الذي يتعرض له الأطفال يُخلف الكثير من الآثار البدنية والنفسية والتي قد تستمر معهم طوال حياتهم.
 
ولقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أيام انتشار صور لمجموعة من الأطفال يتعرضون للعنف الأسري الواضح بظهور أثار هذا العنف على أجسامهم بطريقة مؤلمة،وتسببت تلك الصور بإثارة موجة من الغضب الممزوج بالتعاطف من قبل جميع شرائح المجتمع السعودي!
 
وأشار العديد من متابعي مواقع التواصل ومتداولي الصور، أن هذه الصور لأطفال من عائلة واحدة تقطن في منطقة الباحة، وسط مطالبات الكثير منهم بتدخل الجهات المعنية لإنقاذ هؤلاء الأطفال المعنفين.
 
تفاعل وزارة الشؤون الاجتماعية بالباحة
بالفعل تفاعلت وزارة الشؤون الاجتماعية فرع الباحة مع هذه الصور، حيث كشف مدير عام الفرع أحمد العاصمي، لإحدى الصحف المحلية تفاصيل هذه الحادثة المؤلمة والمتمثلة في تعنيف الأطفال.
 
وأوضح العاصمي، أنهم قد تلقوا توجيهاً من وكيل الوزارة المساعد للرعاية الاجتماعية والأسرة بأهمية العمل فوراً للاطلاع على البلاغات الواردة في هذا الشأن، وبناء عليه تم استيضاح الأمر، والوقوف على حقيقته.
 
ووفقاً للتفاصيل، أشار العاصمي إلى أن البحث قادهم إلى أن عنوان الأسرة في مركز الجائزة التابع لمنطقة مكة المكرمة، وتمت الكتابة لأعضاء الحماية بالباحة والشؤون الصحية وإمارة المنطقة وتم تشكيل فريق من الأخصائيين الاجتماعيين وطبيب وطبيبة للوقوف على حالة هؤلاء الأطفال، ولقد تم التواصل مع شرطة مركز الجائزة للتنسيق في إحضار الأب وأبنائه إلى مقر المركز لمقابلة فريق الحماية المشكل لهذا الغرض واتضح أن الأب يبلغ من العمر 40 عاماً ومهنته متسبب والأم مطلقة وتعاني من بعض الأمراض النفسية.
 
وتبين أن الأطفال يعيشون مع زوجة والدهم في مقر سكنه بالجائزة، واتضح من خلال الكشف الطبي المبدئي أن هناك آثار عنف في أماكن متفرقة من أجساد الأطفال، وبسؤال والدهم عن ذلك ذكر أن المتسبب في العنف زوجته (عمة الأطفال).
 
وعلى الرغم من أن فريق الحماية الاجتماعية قد قرر اصطحاب الأطفال إلى مقر الحماية الاجتماعية بالباحة إلا أنهم بدؤوا في الصراخ والرفض والتعلق بوالدهم، ومراعاة لنفسيات هؤلاء الأطفال، قرر الفريق إبقاءهم مع والدهم وأخذ التعهدات والإقرارات اللازمة عليه بالمحافظة عليهم وعدم إيذائهم وتحمله كافة المسؤولية تجاه هؤلاء الأطفال حتى يتم البت في قضيته من الجهات المعنية.
 
وبين العاصمي أنه قد تم التواصل مع جد الأطفال لأمهم لتقوم إحدى الباحثات الاجتماعيات بزيارة الأم ومعرفة ما لديها من معلومات، ولكن تبين أنها تعاني من مرض نفسي ولا تستطيع الحديث مع أحد،وكشف مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالباحة أنه سيتم إرسال فريق نسائي لمقابلة الأم وزوجة الأب والتحقيق، مشيراً إلى أن القضية قد وقعت خارج النطاق الإداري لمنطقة الباحة، لذا فقد وجّه وكيل إمارة الباحة كتابة إلى مقام إمارة منطقة مكة المكرمة باستكمال الإجراءات النظامية.