بالفيديو: واقع الأطفال بين الأمهات والعاملات المنزليات!
شروق هشام
تضطر بعض الأمهات السعوديات وبالأخص العاملات منهن للاستعانة بعاملة منزلية لتخفيف الأعباء عنهن، وعلى الرغم مما يمنحه وجود الخادمة من ارتياح، إلا أن هناك بعض الآثار السلبية المتعلقة بالأطفال والتي تدفع ضريباتها الأمهات، ولا نقصد هنا حوادث العنف أو الأذى التي قد يتعرض لها الأطفال من قبل العاملات، ولكننا نقصد تلك الآثار السلبية الأخرى التي تتمثل بتعلق الطفل بالعاملة أكثر من تعلقه بأمه، لأنها الأقرب إليه!
وقد أظهر مقطع فيديو تم نشره على موقع يوتيوب أعدته منظمة حقوق العمالة الوافدة بسنغافورة، هذا الواقع المرير، إذ تم طرح عدد من الأسئلة نفسها على العاملات والأمهات بأمور تخص أطفالهن، وعرفت 74% من العاملات إجابات صحيحة أكثر من الأمهات!
وأشار المقطع إلى أن عدد العاملات في السعودية يزيد عن 500 ألف عاملة.
وطرح مقطع الفيديو سؤالاً يجب أن تعيه كل أم وهو:
"أليس علينا أن نقضي وقتاً أكثر مع أطفالنا"؟
الحقيقة أن تعلق الطفل وبالأخص في السنوات الأولى من عمره يكون موجهاً نحو من يلبي احتياجاته الأساسية ومن يشعره بالعطف والحنان والطمأنينة، لذا فإن احتمالية تعلق الطفل بالمربية أو العاملة المنزلية تزداد كلما ابتعدت الأم عن تلبية هذه الاحتياجات، ومن هنا تبدأ الأمهات بالتذمر من علاقة الطفل بالعاملة المنزلية.
ولأن مشكلة تعلق الأطفال بالعاملة يمكنها أن تكون أكثر توسعاً وتعقيدا مما نعتقد، كان لا بد من التعرف أكثر على الأسباب التي تحوّل علاقة الطفل بالعاملة المنزلية إلى تعلٌّق!
إستشارت "هي" الاخصائية الاجتماعية جيهان توفيق، حول هذه المشكلة، فقالت: "بداية لا بد للأم التي تضطرها ظروفها لاستقدام عاملة أن تتوقع بأن أطفالها وخاصة من هم أقل من ست سنوات، معرضون لأكثر من مشكلة تربوية نتيجة تعدد مرجعيات التربية خصوصاً وأن العاملة المنزلية غالباً ما تكون من ثقافة أخرى، وتأتي في مقدمة هذه المشاكل تعلق الأطفال بالعاملة".
وأوضحت أن من أهم أسباب تعلق الطفل بالعاملة المنزلية:
-عدم وجود بديل من داخل الأسرة للمساعدة في تربية الأطفال في حال كانت الأم كثيرة الانشغال.
-وجود مشكلات سلوكية وانفعالية لدى الطفل ما يهيّئه للتعلق بالعاملة بشكل أكبر.
-افتقاد الطفل للشعور بالحماية والحنان الكافيين من الأم أو الوالدين فيحاول استعطاف العاملة وجعلها بديلاً عن الأم.
-وكذلك شعور العاملات وخصوصاً المتزوجات بالحاجة إلى تعويض افتقادهن لابنائهن فيظهرن عطفاً مبالغاً فيه تجاه الأطفال مما يوحي للطفل بأن هذه المربية أكثر حناناً من الأم، وقد تعتقد الكثير من العاملات بأن الحماية الزائدة للطفل والتعامل معه بأمومة يرضي مستقدمها.
أما عن كيّفية تخطّي الأم لهذه المشكلة، وطرق تفادي آثارها والوقاية منها، فقد أكدت الاستشارية على أهمية النقاط التالية:
- في حال وجود الأم مع أبنائها، فعليها أن تلبي لهم طلباتهم الأساسية حتى وإن تعاونت العاملة في إعدادها، إلا أنه يجب أن تبقى هي مصدر توفيرها بنظر الطفل، وأن تفهم العاملة بأن وظيفتها تقتصر على الدور الرعائي في غياب الأم والمساعدة فيما يتطلب الجهد أثناء وجود الأم، والأهم من هذا كله أن تتجنب الأم تنويم الأطفال مع العاملة وأن تقوم هي بنفسها بتلبية احتياجاتهم ليلا.
- الانتباه قدر الإمكان للطفل الذي يتضح عليه الميل نحو العاملة والاهتمام به من قبل الأم ليكون محط انتباهها واهتمامها بشكل خاص.
- يجب ألا يشعر الطفل بأن الأم نفسها هي أحد أفراد الأسرة المعتمدين على العاملة في تلبية احتياجاتها.
- على الأم أن تتعرف على الأسباب سواء تلك الخاصة بطبيعة تعاملها مع الطفل أو الخاصة بطبيعة الطفل أو تلك الخاصة بالعاملة، وأن تعمل على إصلاح الخلل بحذر، فمحاولة استعادة الطفل بإقناعه بأن العاملة ليست من الأسرة لن يكون له تأثير لأن الطفل يتعلق بمن يلبي احتياجاته وبمن لا يرفض له طلباً، خصوصاً إذا اقترنت تلبية الاحتياجات مع العطف والحنان.
- يجب أن تتنبه الأمهات إلى أن ما يلحظنه من خجل في علاقة الطفل معهن، فهو تعبير عن رفض الطفل التعامل مع من يسمعه الأوامر بل ومحاولة تجاهله، وعلى الأم ألاّ تفرض على الطفل ما تريده فرضاً وأن تحاول إقناعه من دون تجريح أو نقد مباشر.
وأخيراً.. يجب أن تتذكر كل أم بأن أطفالها أمانة بين يديها، وأن أسمى وأهم مهامها هي رعايتهم والاهتمام بهم.
مقطع الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=4eBEJvCyXtY