لماذا يصمت الرضيع عن البكاء عندما تحمله الام و هي واقفة ؟

لماذا يصمت الطفل الرضيع عن البكاء عندما تحمله الام و هي واقفة ؟ هذا السؤال الذي تطرحه و تعاني منه معظم الأمهات خصوصا في الأيام و الأسابيع الأولى التي تلي ولادة الطفل الرضيع، حيث قد يبكي الطفل الرضيع من دون توقف، و بتعدد أسباب بكائه سواء كان جائعا أو مصاب بالمغص أو يشعر بالنعاس، إلا أنه في كل الحالات و مع اختلاف أسباب بكائه إلا أنه يصمت عندما تحمله الام و هي واقفة، و لذلك تفسير علمي، و مزايا نفسية و صحية للطفل الرضيع.

التفسير العلمي لصمت الطفل الرضيع عن البكاء عندما تحمله الام و هي واقفة

أثبتت إحدى الدراسات اليابانية الحديثة، التي أجريت في معهد "ريكين" لعلوم الدماغ في اليابان، ان حمل الام الطفل الرضيع والمشي به يعمل على تخفيض معدل نبضات قلبه بشكل كبير مما يشير الى أن الطفل الرضيع أثناء قيام الام بهذه الحركة يشعر تلقائيا بالإرتياح و الهدوء.

و أشارت الدراسة أيضا الى أن حركات الطفل الرضيع اللاإرادية في هذه الأثناء تقل و بالتالي فهو يهدأ و يتوقف عن البكاء، ناهيك عن شعوره بالأمان لدى احتضان امه له و هي تحمله و تمشي به، مقارنة مع الرضيع الذي تحمله امه و هي جالسة و الذي لوحظ أن حمله بهذه الطريقة لم ينفع في الكثير من الأوقات بتهدئته.

المزايا النفسية و الصحية لحمل الطفل الرضيع

- الطفل الرضيع بين ذراعي امه يتذكر السلام و الراحة اللذين كانا يشعر بهما في الرحم، فهو يستشعر أنفاسها و حركاتها التي اعتاد عليها، و لهذا السبب سُرعان ما يستيقظ أو يبكي فور وضعه في سريره الذي لا يتنفس و لا يتحرك.
- حمل الطفل الرضيع يساعده على التواصل مع العالم الخارجي و يُقلل من شعوره بالخوف و القلق و يقلل من معدلات بكائه لأنه يشعر بالأمان بين ذراعي أمه، فالعالم شيء مُخيف بالنسبة للطفل الرضيع، و ما يُعينه على مواجهته شعوره بالام و بلمساتها و صوتها.
- حمل الطفل الرضيع يحفز قدرته على الاستكشاف و نمو قدراته العقلية و العاطفية، ففي وضع الحمل يُمكنه رؤية كل شيء و مراقبته مع الشعور بالأمان.

الآثار السلبية لعدم حمل الطفل الرضيع عند البكاء

- يعتمد 75 % من تطور المخ لدى الطفل الرضيع على مقدار الاهتمام الذي يتلقاه، لذا فتركه يبكي وحده يُعيق تطوره نفسيا و عقليا و ينقل له شعورا بعدم الثقة و عدم الرغبة فيه، و الذي يُترجم بعد ذلك إلى عدم المرونة و التمحور حول الذات و سهولة الشعور بالملل و الإرهاق.

- ترك الطفل الرضيع يبكي يجعل البكاء عنده عادة بعكس ما هو متوقع، و بمجرد الاعتياد على البكاء، يُصبح مرهقا نفسيا و جسديا، و هو الشعور الذي سيلازمه عند الكبر، و قد يُصبح طفلا عنيدا و عدوانيا و صعب إرضائه.

- عدم الاهتمام بالطفل الرضيع من خلال حمله و الحديث إليه، يجعله يشعر بالدونية و أنه لا يستحق الاهتمام، و قد يتطور ذلك في ما بعد إلى الشعور بعدم الثقة في الآخرين و عدم الأمان و الأنانية و النرجسية أي يتمحور تفكيره حول نفسه فقط.

- عدم ملامسة الرضيع و حمله بصفة دورية يقلل من إنتاج المواد الكيميائية و الهرمونات التي تساعد على شعوره بالسعادة.