الجسم بعد الولادة .. هل يعود الى ما كان عليه قبل الحمل؟

تنتاب السيدات المتزوجات نوبات قلق و توتر من مرحلة ما بعد الولادة ، و قد تدخل الأم حديثة الولادة في دوامة من الشك و عدم الثقة بالنفس بسبب التغييرات البيولوجية الطبيعية التي تطرأ على جسدها من بعد شهور الحمل الطويلة و عملية الولادة سواء كانت طبيعية أم قيصرية ، و قد تنحدر الأفكار بها إلى مرحلة كآبة معروفة طبيا تدعى "كآبة ما بعد الولادة" ،  لكن هل يعود الجسم كما كان قبل الولادة ؟ الجواب يعود ، و بنسبة كبيرة إن تمت العناية بصورة فائقة بالجسم  و الحالة النفسية.

أكثر المشاكل التي تواجه المرأة الأم بجسمها بعد الولادة

تتغير هرمونات الجسم بشكل طبيعي أثناء الحمل و الولادة ، مما ينجم عنها الكثير من الظواهر الطبيعية على جسم الأم ، منها تبدل أوقات الدورة الشهرية ، و نقص في الشعر الزائد على الجسم وقد تلاحظ الأم تساقطا للشعر الطبيعي نتيجة اختلاف الهرمونات أيضا ، و تغيير المزاج و تقلبه بسهولة ، خاصة مع تواجد مسؤولية كبيرة تكمن في العناية بالطفل الوليد . 

أما التغير الواضح للعيان فهو كبر البطن التدريجي و الذي يختلف من جسم لآخر بحسب اعتبارات وراثية و جسمية ، و كذلك كبر الأثداء أستعدادا للرضاعة ، و ورم الأرجل خاصة بالأيام الاولى من بعد الولادة ، و قد تصاب المرأة بأرتفاع سكر الدم الولادي أثناء الحمل الذي يختفي بعد الولادة او يبقى ملازما لها إن لم تعتن بصحتها جيدا . 

عادات صحية سليمة وضرورية للأم بعد الولادة

-العناية الصحية

يصاب الجسم بالأنيميا من بعد الولادة ، لذا يجب توفر غذاء صحي و محسوب لتوفير القدر الكافي من المواد الغذائية المفيدة مع تجنب زيادة السعرات الحرارية للبدء بخسارة الوزن التدريجي الذي يمنح الجسم حيويته و استعادته لشكله الطبيعي قبل الولادة مع ممارسة يومية للرياضة.

-العناية الجمالية

تبدأ العناية الجمالية بالجسم باستمرار دهن البطن و الثديين بزيت اللوز أو الكريمات المقاومة للتشققات بالجسم مع تمدده بسبب الحمل ، إضافة إلى العناية بالجسم يأتي العناية بالبشرة و الشعر باستخدام زيوت و تناول فيتامينات يوصي بها الطبيب المتابع لحالة الأم أثناء و بعد الولادة .

-العناية النفسية

الولادة تضع الأم بمواجهة تغييرات جذرية في حياتها، فهي تخشى الفشل و ترغب بالعناية بطفلها بأحسن وجه ، وقد تكون هذه المسؤولية كبيرة على الأم الصغيرة ، لذا تحتاج إلى استشارات عائلية و نفسية تخفف عنها هذه المشاعر و تبرز لها الجوانب المضيئة من ولادتها للملاك الصغير . 

عادات الأمهات و الجدات للعناية بالجسم أثناء فترة النفاس 

تختلف العادات التي تلتزم بها الأمهات و الجدات و يطبقنها على الأمهات الجديدات (النفسات ، أي في فترة النفاس  التي تنتهي بعد 40 يوما من الولادة ) ، و لكل بلد عاداته الشعبية المتوارثة للأم النفسة كل بطريقته، مثلا في مصر ، ترعى الأم "النفسة" جيدا و تدلل و تقدم لها أطعمة و مشروبات معينة مثل شراب القرفة والحلبة المغلية الكراوية و المغات الخاص بهذه المناسبة ، حيث يشعرها بالدفء، كما تخصص لها وجبات من اللحوم و الطيور و الأرانب لتغذية جسدها جيدا، و لا تقوم من سريرها أو تخرج من المنزل أو أن تقوم بأعمالها المنزلية حتى تنتهي على الاقل فترة الأسبوع من بعد الحمل .  

أما في المغرب فتحرص الأم الحديثة على ربط بطنها بقطعة قماش لتعود كما كانت منبسطة ، و كذلك في دول الخليج و اليمن ، تربط بطن الأم بحبل أسود من شعر الماعز يسمى الضفير للصغط على البطن و إخراج ما تبقى فيها من دم النفاس. أما في السودان فتعامل الأم النفسة بعناية فائقة مثل الأميرة، فتجهز لها العطور السودانية و البخور و بعد الولادة تشرب المديدة (وهي شراب مكون من الحلبة و الحليب )، و تمارس طقوس التدخين التي تجلس فيه الأم على جرة مدخنة بأنواع البخور ، الغرض منها شد المنطقة الحساسة و البرد بالجسم. 

أمهات مشاهير حافظن على لياقتهن بعد الولادة

من أشهر الأمهات اللواتي ظهرن للإعلام بعد الولادة مباشرة بإطلالة مبهرة ، من حيث لياقة الجسم و الصحة النفسية هن الأميرة سلمى و الأميرة كيت و الأميرة ديانا و الملكة رانيا ، و لك أن تحكمي إن كان بإمكانك العودة لما كنت عليه بهيئتك قبل الولادة أم لا .