ابتهجي .. طفلكِ العنيد يمتلك قدرات عقلية هائلة!

العناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الأطفال، حيث يرفض الطفل ما يؤمر به أو يصر على تصرف ما، ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، ولأن الطفل العنيد والعصبيّ من أصعب أنواع الأطفال الذين يمكن التعامل معهم، فالكثير من الأمهات تبتئسن وتشتكين من عدم قدرتهن على التفاهم مع هذا النوع من الأطفال.

ولكن من الواجب على أم الطفل العنيد ألا تبتئس بل عليها أن تبتهج وتتفاءل لأن طفلها العنيد يمتلك قدرات ومميزات عقلية هائلة! 

الدراسات الخاصة بعلم نفس الطفل
أكد مستشار العلاج النفسي الدكتور أحمد هارون، أن العديد من الدراسات التي أجريت في مجال علم نفس الطفل، أثبتت القدرات العقلية الهائلة التي يتمتع بها الطفل العنيد، كما أثبتت عجز الوالدين عن الاستفادة من تلك القدرات والإمكانيات.

وبين أن الطفل العنيد يعلم تماماً متى وكيف ومع من يمارس العند، فهو طفل ذكى ولماح، يستطيع فهم ما بين المواقف والربط بينها، ولكنه قد يخالف التعليمات التي تُطلب منه بسبب الوالدين الذين لم يحسنوا استغلال ذكائه.

ونوه الدكتور هارون إلى أن عدم استغلال هذا الذكاء الموجود لدى الطفل من قبل الوالدين بشكل إيجابي هو ما يخلق مشكلة سلبية لديهم كالعناد، وقد يصاحبها مجموعة من المشاكل النفسية السلبية الأخرى.

القدرات العقلية التي يتميز بها الطفل العنيد
يمتلك الطفل العنيد العديد من المميزات التي تؤكد تمتعه بقدرات عقلية هائلة بخلاف أمثاله من الأطفال، ولقد أوجزت أهم هذه المميزات المستشارة النفسية سارة محمد حسن، من خلال النقاط التالية:

-  القدرة على الاحتمال:
الطفل العنيد لا تؤثر فيه الإغراءات التي تؤثر غالبا في غيره من الأطفال، كذلك لا يمكن تهديده بسهولة حيث أنه يجعل الكبار في حالة عجز وانفعال فيصدر عنهم تهديدات جوفاء يعرف الطفل العنيد أنها جوفاء وغير ممكنة التحقيق.

- القدرة على وضع الأهل موضع الاختبار:
عندما يكون الطفل العنيد ثابت الجنان يقترح اقتراحات مجنونة وغير منطقية، نجد الأهل يفقدون السيطرة على انفعالهم ويبدؤوا في إطلاق التهديدات التي لن تنفذ، ما يضع الأهل والأم تحديدا في حرج فلا هي قادرة على تنفيذ التهديد ولا هي قادرة على التصرف في الموقف بما يرفع عنها الحرج!

- القدرة على السيطرة: 
يستطيع الطفل العنيد أن يتحمل عاصفة من الغضب دون أن تهتز له شعرة، ويمتلك الرغبة في السيطرة بل أنه يستمتع بذلك، ويشعر بالسيطرة على الكبار عندما يستفزهم ويدفعهم دفعا لفقدان أعصابهم والصراخ، بتأكده من النجاح ببلوغ مآربه والسيطرة على انفعالات الكبار وتحريكها، بحيث يبدو للناظر أحيانا أن الشخص الكبير لعبة في يد الطفل يتحكم في انفعالاته.

- الثقة في قدراته:
يمارس الطفل العنيد أساليب تثبت ثقته في قدراته بالحصول على ما يرغب بأساليب الضغط المروعة التي يمارسها ضد الأهل من بكاء بصوت عال، أو ممارسة العناد إلى أقصى حدوده، أو إشعارهم بالذنب وغيرها، وتعد تلك الأساليب مهارات يمارسها هذا الطفل العنيد بأسلوب قوي.

- الذكاء الاجتماعي:
يمتلك هؤلاء الأطفال ذكاء اجتماعي حاد يساعدهم على ملاحظة ردود الأفعال وتوقعها واستغلالها، ويتفهمون شخصية من حولهم بذكاء. 

وأخيرا..
لا بد أن تدرك الأم أن معاملة الطفل العنيد ليست بالأمر السهل، فهي تتطلب الحكمة والصبر، وعدم اليأس أو الاستسلام للأمر الواقع، ويفضل أن تعتمد في أسلوب تعامله معه على تجنب إرغامه على الطاعة، واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف. 

ويجمع علماء التربية على ضرورة استغلال قدرات الطفل العنيد العقلية، وأهمية الألعاب بالنسبة له للمساعدة في تنمية قدراته وحواسه، بل ومشاركته أيضا في هذه الألعاب التي لن تسهم فقط في تنمية وتوجيه ذكاء الطفل الحاد فحسب، بل ستخلق هذه المشاركة نوعا من التفاعل الودي بين الأم والطفل، ما يجعل الأم أكثر قربا منه، ويجعل كلمتها ذات أهمية لديه، حيث يشعر الطفل عند استفزاز هذه الأم أنه سيفقد ميزة هامة وهي علاقته الجيدة معها.