عداونية الطفل تبدأ من المنزل .. كيف؟

يعيش الطفل العدواني حالة من عدم الإستقرار النفسي تدفعه إلى التصرف بعداونية مع الآخرين، وتوجد أسباب عديدة تشكل شخصية الطفل وإتسامه بالعداء للآخر، فالعدوانية ليست مرضا وراثيا ينتقل إلى الطفل بفضل عوامل الوراثة.
 
المنزل والأسرة
لاشك أبدا أن للمنزل وللأسرة دور كبير جدا في تشكيل شخصية الطفل، وتحديد طريقة التعامل التي سيتعامل بها مع الآخرين، وفي كثير من الحالات فإن عدوانية الطفل تبدأ من المنزل وبسبب الأسرة، وذلك نتيجة لبعض السلوكيات الخاطئة التي تحدث في إطار الأسرة ومنها
 
•القسوة في التربية وإتباع العصا والعقاب البدني يعدان أولى خطوات الطفل نحو العدوانية، لما تعرض له من عدوانية من قبل الأم والأب.
•عنف الأخ الأكبر ورغبته في فرض السيطرة على أخيه الأصغر وقيامه بضربه والإساءة له.
•تهديد الطفل دوما والتوعد له بأسوأ أنواع العقاب حال إرتكابه بعض التصرفات الخاطئة.
•تعريض الطفل للعنف من قبل الخادمة في حال وجدت خادمة في المنزل وإخافته بأمور كثيرة تولد مشاعر الرهبة والخوف لديه فيلجأ إلى الإنتقام حالما تتاح له الفرصة تعويضا لما تعرض له من أذى، والمشكلة أنه يفعل ما يفعل به مع أطفال آخرين لم يسيئوا إليه.
•عدم إنتباه الأم والأب إلى ما يشاهده الطفل على شاشات التلفزيون من محتوى غير ملائم له ولعمره، وتركه ضحية أمام أنواع عديدة من مشاهد العنف. 
•إنعدام الأمان لدى الطفل بسبب ما يراه من عقاب.
 
وأخيرا، على كل أب وأم أن يعيا جيدا أن سلامة الطفل النفسية تبدأ من المنزل والأسرة، وأن عليهما أن يتوخى الحذر في طريقة تعاملهما مع طفلهما، والتعرف على أساليب التربية الحديثة التي تفيد الطفل ولا تؤذيه، مع ضرورة تجنب إتباع النهج التربوي القائم على العنف والعقاب والتخويف.
 
كما يجب إشعار الطفل بالأمان بإحتضانه ليعلم أن هناك من يحميه من كل مخاوفه، وأنه آمن بالقرب من والديه.
 
ولا يخفى على أي أم أهمية مراقبة الخادمة وتقييم سلوكها مع الطفل، سواء كانت الأم في المنزل أو كانت عاملة ويمكن تحقيق ذلك من خلل وضع كاميرات مراقبة في كل مكان.
 
وبالنسبة في الحالات التي يكون فيها الأخ الأكبر مسيئا لأخيه الأصغر، فإنه يتعين على الأب والأم أن يقربا منهما وأن يرويا لهما بعض القصص التي توضح طبيعة العلاقة بين الأخوة وما يجب أن تكون عليه، والتأكيد على توطيد مشاعر الحب والإخاء بينهما.