المقارنة مع الاخرين: فخ قاتل للطموح و الانجازات

عادة ما يستبد الحسد و الغيرة بنا من الاخرين في كل الاشياء، صغيرها و كبيرها، و هذه عادة فطرية تاتي نتيجة اسباب عديدة تجعلنا نقع في فخ المقارنة و التحسر عما لدينا و ما لدى الاخرين.

المقارنة تبدا من النجاح في العمل الى الزواج و انجاب الاطفال و الى ما هنالك من امور حياتية بسيطة و مهمة، و مع تنامي دور مواقع التواصل الاجتماعي في ايامنا هذه، ازدادت حدة المقارنة و باتت تهدد استقرار الناس النفسي و الحياتي و حتى المهني.
 
و لم يخطئ المثل الذي قال "من راقب الناس مات هما" اذ ان المقارنة مع الاخرين و مراقبة حياتهم و نجاحاتهم يمكن ان تتحول لفخ يقودنا الى الفشل و الاحباط. كما انها تكشف الشخص الضعيف من القوي و المتمكن.

كيف؟ اليك الجواب.

المقارنة مع الاخرين لا تدل على قوة الشخصية بل على ضعفها و هشاشتها و انكسارها امام انجازات الاخرين. ان كنت قوية و صاحبة شخصية مستقرة و قادرة، لن تستطيع براثن المقارنة من النيل منك.

و المقارنة تجعلنا فريسة الهواجس و القلق و الحزن و الاكتئاب و الحسرة و النقمة على اوضاعنا، ما يجعلنا لا نقوم باي عمل او مبادرة يمكن ان ننجز من خلالها اكثر ما نحسد الاخرين على انجازه.

اذن، فالمقارنة ضياع للفرص، و قوقعة في الحاضر دون التفكير بالمستقبل و التخطيط لغد افضل. كما انها دوامة لا تنتهي، و لا يمكن الخروج منها بسهولة ما لم نقوى على الضعف الموجود فينا و نتحرك قدما بعيدا عن الحسد و المقارنة مع الاخرين.

ناحية سلبية اخرى في المقارنة تتمثل في ظلم الذات و جلدها طوال الوقت و لومها على الوضع الذي نعيشه، في حين انه بالامكان تقوية الذات و دفعها للقيام بالافضل ليس بمقارنتها مع الاخرين و انما بالبحث عن مكامن قوتها و تعزيزها.

اعلمي يا عزيزتي ان لكل منا نصيبه في الحياة، و ان لكل منا ميزاته و صفاته التي تجعله ناجحا و مثمرا في عمله. لذا ابحثي عن مكامن القوة في ميزاتك و اعملي على تطويرها و توظيفها في شان سيعود عليك بالمنفعة بدل من الوقوع في فخ المقارنة الذي سيصيبك بالاحباط و يقتل كل امكانية لك بالانجاز و التفوق.