ماذا تعرفين عن مرض الذئبة الحمامية الجهازية

بعض الأمراض شائعة ومعروفة منذ آلاف السنين، نعلم بها وبتنا حتى نعرف أسبابها وأعراضها وطرق علاجها. في حين أن هناك بعض الأمراض الأخرى التي قد يمر العمر بنا دون السماع بها أبداً، وفجأة تظهر عند أحد الأشخاص ويتملكنا الفضول للإستعلام عنها.

وهذا ما حدث معي عندما فاجئتني إحدى الصديقات بسؤالها عن مرض الذئبة الحمامية الجهازية SLE والذي جاءت نتيجته مرتفعة لديها جراء طلب الطبيب منها إجراء بعض الفحوصات لتبيان أسباب شعورها الدائم بالتعب والعصبية.

قامت صديقتي بالتحري عن هذا المرض، وكذلك فعلتُ أنا، في محاولة مني لمساعدتها على فهم ملابساته وطرق علاجه والوقاية من مضاعفاته. فوجدتُ المعلومات التالية التي أوردها في موضوعي هذا اليوم، على آمل أن تساعدك في التعرف على هذا المرض وتحذير بعض من  تعرفينهم منه في حال توافرت لديهم بعض أعراضه.

لكن يبقى من المهم استشارة الطبيب دوماً لمعرفة المزيد عن مرض الذئبة الحمامية الجهازية وغيره من الأمراض قليلة الحدوث أو التي لا نسمع عنها مراراً.

ما هو مرض الذئبة الحمامية الجهازية

ظهور طفح جلدي على الوجه بشكل فراشة احد اعراض الذئبة الحمامية الجهازية
ظهور طفح جلدي على الوجه بشكل فراشة احد اعراض الذئبة الحمامية الجهازية

وفقاً لمعلومات حصلنا عليها من موقع "ويب طب"، فإن الجهاز المناعي في الجسم يقوم بمهمة رئيسية هي محاربة العدوى والبكتيريا الخطيرة للحفاظ على صحة الجسم. لكن أمراض المناعة الذاتية تحدث عندما يُهاجم الجهاز المناعي الجسم، كونه يخلط بينه وبين الأجسام الغريبة. وهناك العديد من أمراض المناعة الذاتية منها الذئبة الحمامية الجهازية SLE.

ويُعد مرض الذئبة الحمامية الجهازية أكثر أنواع الذئبة شيوعاً، التي غالبًا ما يُشير الناس إلى مرض الذئبة الحمراء عندما يقولون الذئبة. ومرض الذئبة الحمراء هو مرضٌ مزمن يمُكن أن تتفاقم فيه الأعراض خلال مراحله المختلفة، والتي قد تتناوب مع فترات من الأعراض الخفيفة. ويستطيع معظم المصابين بمرض الذئبة الحمراء أن يعيشوا حياة طبيعية مع العلاج.

وبالعودة لمرض الذئبة الحمامية الجهازية، فإنه شائع عند الأطفال، وفي معظم الحالات يبدأ مرض الذئبة خلال سنوات المراهقة للطفل حيث يكون متوسط ​​العمر هو 12 في مرحلة البلوغ تحديدًا. ويُرجح أن يكون السبب في ذلك عائداً لارتباط الذئبة مع الهرمونات التناسلية التي تزداد في الجسم أثناء مرحلة البلوغ.

أسباب وعوامل خطر الذئبة الحمامية الجهازية

لم ينجح الخبراء في تحديد السبب الرئيسي وراء الإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية حتى الساعة، لكن عوامل عدة يمكن أن تلعب دوراً في زيادة الإصابة بهذا المرض.

ومن هذه العوامل أو الأسباب:

تناول بعض الادوية الموصوفة من الطبيب للتخفيف من اعراض الذئبة الحمامية الجهازية
تناول بعض الادوية الموصوفة من الطبيب للتخفيف من اعراض الذئبة الحمامية الجهازية
  • العامل الجيني: مرض الذئبة غير مرتبط بنوع جين معين، ولكن معظم مرضى الذئبة الحمامية الجهازية قد يكونون يُعانون من أمراض مناعة ذاتية أخرى.
  • العامل البيئي: قد تتسبب بعض المؤثرات البيئية في زيادة خطر الإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية، مثل التعرض الكثيف للأشعة فوق البنفسجية، التعرض للتوتر أو الإصابة والفيروسات، وتناول بعض أنواع الأدوية.
  • العامل الجنسي والهرموني: النساء هنَ أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية، وقد تعاني بعضهنَ من أعراض حادة لهذا المرض خلال فترة الحمل والحيض. وهو ما دفع بعض المهنيين الطبيين للإعتقاد بأن هرمون الإستروجين الأنثوي قد يكون سبباً في الإصابة بمرض الذئبة الحمراء،  لكن هذه النظرية ما زالت بحاجة للمزيد من البحث لإثباتها.

أعراض ومضاعفات مرض الذئبة الحمامية الجهازية

كما ذكرتُ في المقدمة، فإن التعب والعصبية الزائدة يمكن أن يكونا من أعراض الإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية، فضلاً عن أعراض أخرى يساعد الفحص الطبي وبعض الإختبارات في تأكيد ارتباطها بهذا المرض.

ومن أبرز أعراض مرض الذئبة الحمامية الجهازية:

  • ألم وتضخم المفاصل.
  • طفح في الخدود والأنف على شكل فراشة.
  • فقر الدم.
  • تساقط الشعر.
  • مشاكل في تخثر الدم.
  • تحول الأصابع للون الأبيض أو الأزرق وتنميل عند البرد، وهو ما يُعرف بظاهرة رينود (Raynaud's disease).

فيما تعتمد الأعراض الأخرى على الجزء الذي يُهاجمه المرض من الجسم، مثل الجهاز الهضمي، أو القلب، أو الجلد.

وفي حال عدم الكشف المبكر عن هذا المرض وعلاجه، فإن مرض الذئبة الحمامية الجهازية يمكن أن يُسبَب المضاعفات التالية:

  • تخثر الدم والتهاب الأوعية الدموية.
  • حدوث التهاب في شغاف القلب.
  • احتمال حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • تغيرات سلوكية.
  • الإصابة بنوبة صرع.
  • التهاب في أنسجة الرئة.
  • التهاب الكلى وانخفاض في وظائفها، مع احتمال الإصابة بالفشل الكلوي.

تشخيص وعلاج مرض الذئبة الحمامية الجهازية

مرض الذئبة الحمامية الجهازية هو احد امراض المناعة الذاتية
مرض الذئبة الحمامية الجهازية هو احد امراض المناعة الذاتية

يجب أن يكون هناك ما بين 4 – 11 علامة شائعة للمرض ليتم تشخيص الإصابة بمرض الذئبة، مع الإشارة إلى أن كل الأشخاص المصابين بمرض الذئبة تقريباً لديهم اختبار إيجابي للأجسام المضادة للنواة  (ANA - antinuclear antibodies). ومع ذلك فإن وجود نتيجة إيجابية وحدها لا تعني أن لدى المريض مرض الذئبة.

غالباً ما يتم إجراء مجموعة من التحاليل والفحوصات للكشف عن الإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية إضافة للفحص الجسدي الذي يقوم به الطبيب. ومن هذه الفحوصات، فحص تعداد الدم الكامل، التصوير بالأشعة السينية للصدر، فحص البول، فحص وظائف الكلى، تحليل سرعة ترسب كريات الدم الحمراء، فحص وظائف الكبد، تحليل العامل الروماتويد، أخذ خزعة من الكلى، وفحوصات تصويرية للدماغ، والرئتين، والمفاصل، والعضلات، والقلب.

وفيما يخص العلاج، فإن الهدف الرئيسي منه هو السيطرة على الأعراض خاصة الشديدة منها وتجنب مضاعفاته على القلب والرئتين والكلى والأعضاء الأخرى، لأن مرض الذئبة الحمراء ليس له علاج للأسف.

ويتم العلاج عن طريق أخذ مضادات الالتهاب اللاستيرويدية لعلاج ألم المفاصل، جرعة منخفضة من الكورتيكوستيرويد لعلاج أعراض التهاب الجلد والمفاصل، الهيدروكسيكلوروكوين وهو في الأساس علاجٌ لمرض الملاريا، ولكنه يُستخدم في علاج الذئبة الحمامية الجهازية. إضافة إلى الميثوتركسيت الذي يُستخدم للتخفيف من جرعة الكورتيكوسترويد المستخدمة، والبيليموماب وهو دواء بيولوجي يُستخدم في حالات معينة وخاصة.

واشتداد الذئبة الحمامية الجهازية قد يتطلب بروتوكلاً مختلفاً أو إضافياً من هذه العلاجات، منها وصف جرعة عالية من الكورتيكوسترويد، أدوية لتثبيط جهاز المناعة يتم استخدمها في حال عدم الاستجابة للكورتيكوسترويد، أو عدم القدرة على استخدامه بسبب أعراضه الجانبية.

فضلاً عن وصف مميعات الدم، مثل الوارفارين في حال حدوث مشاكل في تخثر الدم.

كيفية الوقاية من مرض الذئبة الحمامية الجهازية

يمكن البدء منذ مرحلة مبكرة، بالوقاية من الإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية والتحكم بالمرض في مرحلة لاحقة.

وتعتمد طرق الوقاية من مرض الذئبة الحمامية الجهازية على النقاط الآتية:

  1. عدم التعرض بشكل كثيف لأشعة الشمس.
  2. ارتداء ملابس واقية من الشمس وملابس واقية عند خروج الطفل من المنزل للمساعدة في حماية الجلد.
  3. الحصول على قسط كافٍ من النوم بين 7 - 9 ساعات كل ليلة.
  4. تناول الأدوية على النحو الموصوف من قبل الطبيب المختص.