جينات العائلة المالكة .. قرون من التمرد من الملك هنري الثامن إلى الأمير هاري مرورا بالأميرة مارغريت

للعائلة المالكة البريطانية تاريخ طويل من تمرد أفرادها على القواعد الملكية الصارمة، ويبدوا أن أفرادها يورثوا لبعضهم جينات التمرد عبر القرون، من الملك هنري الثامن إلى الأمير هاري.

الملك هنري الثامن

الملك هنري السادس

كان الملك هنري الثامن جذابًا متعلمًا بارعًا في الخطابة، ويعتبره البعض أكثر الحكام الذين جلسوا على عرش بريطانيا ذكاءًا وحضورًا، ولكنه كان متمردًا على الكنيسة الكاثوليكية، عندما رفضت إلغاء زواجه من زوجته كاثرين أراغون بعد أن فشلت في إنجاب وريث ذكر للعرش، والتي أنجبت له الأميرة ماري فقط، وعندما رفض البابا مرارًا الموافقة على طلبه قطع هنري العلاقات رسميًا بالكنيسة في روما في عام 1534.

الملك إدوارد الثامن

الملك إدوارد الثامن وواليس سمبسون

تنازل الملك إدوارد الثامن صاحب الجماهيرية الشعبية الكبيرة عن عرش المملكة المتحدة متحديا التقاليد الملكية العريقة في عام 1936، وذلك من أجل أن يتزوج من سيدة أمريكية سبق لها الزواج قبل ذلك، وكان وقع في حبها وهي واليس سمبسون.

قرار تنازل الملك عن الحكم أحدث ضجة إعلامية وسياسية ضخمة، وهو القرار الذي جعل من الأميرة إليزابيث حينذاك ولية للعهد ثم ملكة في عام 1952.

الأميرة مارغريت

سٌميت الأميرة مارغريت الشقيقة الصغرى للملكة إليزابيث بالأميرة المتمردة، فكان والدها يدللها كثيرا، واعتادت أن تفعل كل ما يحلو لها من حضور حفلات راقصة، وتمردت على البروتوكول الملكي، وتسببت في إحراج العائلة المالكة البريطانية في أكثر من مناسبة.

بدأت مغامرات الأميرة مارغريت في سن مبكر، إذ كانت في الـ 18 من عمرها، عندما أحبت كابتن بيتر تاونسند والذي كان يكبرها بـ 16 عاما، وكان متزوج ولديه أولاد، وعندما حصل على الطلاق من زوجته عام 1953، فكان عليها أن تختار بينه وبين المزايا التي تحظى بها كأميرة بريطانية، لذلك تراجعت عن الفكرة.

وتزوجت بعد ذلك من المصور أنتوني آرمسترونغ جونز، وفي عام 1976، ثم أعلنا الزوجان انفصالهما، وطُلقا رسميًا بعدها بعامين، وأصبحت مارغريت أول من أسس للطلاق في العائلة المالكة البريطانية في العصر الحديث.

الأمير تشارلز

الأمير تشارلز والأميرة ديانا

يبدوا أن جينات التمرد في العائلة المالكة البريطانية تتوارث من جيل إلى جيل، بدأت ملامح التمرد لدى الأمير تشارلز بعد زواجه من الأميرة ديانا، إذ تزوجا عام 1981، وأصبح الثنائي الملكي من أشهر ثنائيات العالم، وبدوا وكأنهم أسعد زوجين في العالم، ولكن الصورة الوردية اختفت، وكانت كلمة السر هي كاميلا.

أمير ويلز وكاميلا باركر

التقى الأمير تشارلز بكاميلا في أوائل السبعينيات ونشأت بينهما صداقة قوية تحولت إلى حب، ولكن بعد ذلك انفصلت عنه وتزوجت من ضابط جيش بريطاني ورزقت منه بطفلين لكن صلتها بالأمير تشارلز ظلت مستمرة بعد زواجها حتى ظهرت مرة أخرى بعد زواجه من الأميرة ديانا.

وأصبحت علاقتهما السرية مثار حديث الجميع، وأعترف الأمير تشارلز بخيانته للأميرة ديانا مع كاميلا عام 1994، في حدث هز الرأي العام البريطاني وتزامن في نفس الوقت مع طلاق كاميلا من زوجها عام 1995.

 وبعد مرور عشر سنوات تزوج الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا من كاميلا.

الأمير هاري

يعتبر الأمير هاري ابن الأمير تشارلز والأميرة ديانا، أحدث متمردي العائلة المالكة البريطانية، إذ قرر منذ بداية هذا العام التخلي عن كل واجباته الملكية، وبدء حياته هو وزوجته ميغان ماركل وابنهما آرتشي بعيدا عن الأضواء.

تحدي الأمير هاري وميغان للعائلة الملكية سيكلفهما ماديا وسياسيا، لكنهما أعلنا مسبقا أنهما لا يريدان الاعتماد ماليا على أي من أموال العائلة الملكية وأنهما سيسعيان للاستقلال ماديا.