رؤية نقدية ـ حفل توزيع جوائز الأوسكار 91..مخيب للآمال وبلا مفاجآت

انتهى حفل توزيع جوائز النسخة الـ 91 من الأوسكار، بصدمات، وخيبات أمل أيضا كما هو متوقع فى إخراجه وفقراته، حتى السجادة الحمراء التى سبقت الحفل وامتدت تغطيتها التليفزيونية لأكثر من ساعتين لم تكن تصريحات النجوم كافية لجذب الإنتباه، وبغياب وجود مقدم للحفل والإعتماد على مقدمى الجوائز فقط ومقدمى للفقرات تحول الحفل برمته لسلسلة من الملل والتكرار، الحقيقة أن هذا الملل كسرته بعض اللحظات الملفتة، لكن فى المجمل السلبيات كان الأكثر.

السياسة كانت تحكم كل التفاصيل، إقحامها بشكل أو بأخر سواء فى تصريحات النجوم على السجادة الحمراء تسللت بعض الكلمات فى المحاولات المستميته لصناعة نكات تضحك الجمهور، لكن الظاهرة الأكثر وضوحا هو تكثيف وجود مقدمى الجوائز من أصحاب الأصول الأفريقية فى محاولة لتلافى الانتقادات التى تلاحق إدارة الأكاديمية منذ فترة ليست بقليلة، الأمر الذى نتج عنه تحيز وميل سافر ناحية الأفرو- أمريكيين، ظهر ذلك بوضوح فى منح الفائزين من أصحاب البشرة الملونة مساحة أكبر فى خطب قبول الجوائز عن نظرائهم من أصحاب البشرة البيضاء، تصاعد صوت الموسيقى وصولا لقطع الصوت وإظلام المسرح على الفائزين بأوسكار أفضل مكياج وتصفيف شعر عن فيلم Vice جريج كانوم ، كيت بيسكو ، باتريشيا ديهانى فى مقابل إتاحة خطب قبول أطول لسبايك لى مخرج فيلم BlackKklansman عند قبوله جائزة أفضل سيناريو مقتبس، وأفضل ملابس لروث كارتر وهانا بيتشلر عن تصميم الإنتاج لفيلم Black Panther.

ماهرشالا

بعيدًا عن الحفل المخيب للآمال وسيطرة الأفرو- أمريكيين على الكثير من التفاصيل، الآ أن الجوائز نفسها حملت مفاجأت أبرزها حصول فيلمBohemian Rhapsody على أربع جوائز من أصل خمس جوائز كان مرشح لها، تتضمن فوز بطلة رامى مالك بالتمثال الذهبى كأفضل ممثل متفوقًا على كريستان بيل المستحق للفوز عن دوره فى فيلم Vice فمع المقارنة نجد أن أداء رامى يميل أكثر لتقليد فريدى ميركورى فى مقابل الجهد الأكبر فى التحضير والأداء الذى بذله كريستيان على شخصية ديك تشينى.

رامي مالك

فيلم Roma ومخرجه ألفونسو كوارون شكلا معًا حالة خاصة فى منافسات هذا كون الفيلم غير ناطق بالانجليزية وإنتاج مشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك ومن توزيع نتفلكس وعرض بشكل محدود فى الولايات المتحدة ليدخل ضمن زمرة الأفلام المنافسة على الأوسكار، فمن بين 10 جوائز رشح لها فاز بـ 3 لكنها فى الفئات الأولى، حصد جائزة أفضل فيلم اجنبى، تصوير، إخراج، اى انه بالمقاييس الفعلية هزم كل الأفلام التى ينافسها فى الفئات على جودتها الفنية العالية، حيث أن الفئات الثلاثة التى فاز بها تمثل أفضل انتاج السنة ، وفوزه على سبيل المثال لم يمنح أى فرصه أخرى لـ Cold War وShoplifters أو مخرج الأول بافل بافليكوفسكي، بخلاف منافسته الشديدة فى فئة أفضل فيلم التى حازها فيلم Green Book الذى أستحق اللقب فهو بالتأكيد أفضل من BlackKklansman اذا ما قورنا بالفنيات.

green book

بخلاف ذلك لم تكن هناك مفاجات بل أكثر إحباطات لغياب أفلام هامه من الفوز بجوائز مستحقة فى فئاتها لصالح افلام أخرى حصدت التماثيل الذهبية لظروف سياسية كالعادة، ولم تكن هناك لحظة مؤثرة وصادقة سوى لحظة إعلان فوز أوليفيا كولمان بلقب أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم The Favourite . فرحتها كانت طبيعية وخطبة قبول الجائزة أيضًا كانت تلقائية وخفيفة الظل. 

أوليفيا كولمان