فيلم "Spider-Man: No Way Home".. مارفل تقدم التحية لكل نسخ سبايدرمان

رحلة طويلة ومازالت مستمرة تخوضها افلام عالم مارفل السينمائي منذ عام 2008 بفيلم Iron Man وحتى الآن، أي بعد مرور 13 عام من انطلاقه، مع عرض فيلم Spider-Man: No Way Home والذي تحول بعد أيام من بداية عرضه إلى ظاهرة ملفتة ليس فقط في المنطقة العربية ولكن في العالم بأكمله.

الاقبال الجماهيري الكبير على الفيلم يتخطى فكرة الاهتمام بفيلم لمجرد عنوانه أو أسماء أبطاله أو حتى كونه ينتمى لعالم ضخم وناجح يضمن نجاحه بالضرورة، هذا الشكل من الاهتمام يتراجع عادة بعد مرور أيام من العرض، إذ لم يكن الفيلم جيدًا من الناحية الفنية، لكن Spider-Man: No Way Home كان منتظرًا قبل عرضه، ولم يكتفي منه الجمهور مع بداية عرضه، وجودة عناصر هذا الفيلم الفنية هي السبب الرئيسي في هذه الظاهرة.

منذ 13 عامًا انطلقت شخصية توني ستارك من خلال فيلم Iron Man، وهو الفيلم الأول في هذا العالم وخطوته الأولى في النجاح الذي تلاه مرحلة إنتاج ثانيه بدأت من فيلم Iron Man 3 عام 2013، والثالثه بدأت عام 2016 بفيلم Captain America: Civil War الذي احتلت من خلاله أيضًا شخصية توني جزء أساسي من أحداثه، لكن هذه المرحلة انتهت ومعها انتهت الشخصية الأهم في السلسلة وذلك من خلال فيلم Avengers: Endgame عام 2019، هذه الشخصية كان لها عظيم الأثر بشكل خاص داخل أحداث هذا العالم على شخصية بيتر باركر/ سبايدرمان، وهو الداعم الأساسي له ومن تبناه عمليًا.

Spider-Man: No Way Home
Spider-Man: No Way Home

تأثير الشخصيات الأساسية التي بدأ معها هذا العالم تتلاشى في المرحلة الرابعة التي بدأت العام الجاري بفيلم يعيد الذكريات والحنين لشخصية أخرى رحلت وهي ناتاشا رومانوف/ بلاك ويدو، وما زال خط الحنين مستمر في أفلام هذه المرحلة فها نحن نرى حجم المأزق الذي خلفه غياب توني على سبايدرمان حيث تركه الأول لمواجهة مشاكله مع العالم فى فيلم ختام المرحلة الثالثة Spider-Man: Far From Home، واستمرت هذه الحالة في المرحلة الرابعة في واحد من اهم افلامها وهو Spider-Man: No Way Home هو والذي يعبر عنوانه بشكل مباشر عن أزمة بيتر باركر وهو يواجه المشاعر المتدفقة في مرحلة حاسمة من تكوينه ما بين كونه مراهق وتحوله رجل يقع تحت ثقل المسئولية.

ارتبط محبي عالم مارفل بشخصية سبايدرمان سواء في الرسوم المتحركة أو الروايات المصورة، ووصلت السخرية لذروتها من عالم مارفل عندما تابع الجميع معركة نيويورك فى فيلم Avengers دون أن يظهر بطل نيويورك الأشهر وهو سبايدرمان على الرغم من ظهور كل أبطال آفينجرز الكبار دونه، وكان السبب فى ذلك وقتها الخلاف القائم بين شركة سونى مالكة إستوديو كولومبيا صاحب الحقوق فى استغلال شخصية سبايدرمان من جانب إستوديو مارفل من جانب آخر، وذلك بعد تحول الأخير لصناعة عالم سينمائي مستوحى من شخصياته في الروايات المصورة.

مع بداية عالم مارفل السينمائي كانت سوني قد طرحت بالفعل 3 أفلام لشخصية سبايدرمان ما بين أعوام 2002 إلى 2007 من بطولة توبي ماجواير، ومع استقرار عالم مارفل السينمائي ونجاحه، أعادت سونى إنتاج الشخصية مرة أخرى بفيلمين طُرحوا عامي 2012 و2014 إلى أن توصل كلاهما لاتفاق يقضى بالتعاون ودخول سبايدرمان إلى عالم مارفل السينمائي لأنه كان من الواضح أن كلا الطرفين يخسر، ووقع الإختيار على توم هولاند ليكون سبايدرمان الجديد، ومع رحيل بعض الأبطال الاصليين للأفينجرز واستمرار إنتاج أفلام عالم مارفل السينمائي، أصبحت الحاجة ملحة لوجود أبطال آخرين محبوبين بنفس القدر للابطال الاصليين الراحلين عند الجمهور، وهنا يأتى دور سبايدرمان، أو النسخة المتفق عليها من قبل استوديوهات كلاً من مارفل و سوني وديزني، وهى النسخة التى اندمجت بشكل جيد فى العالم بداية من ظهوره خلال فيلم Captain America: Civil War.

عالم مارفل السينمائي بعد هذه السنوات الـ 13 و26 فيلم سينمائى ضخم الإنتاج هذا بخلاف عشرات المسلسلات، تحول لشبكة معقدة من العلاقات والتفاصيل والأحداث إذا أضفنا لذلك الكون المتعدد وما يطرحه بدوره من عشرات الاحتمالات الأخرى للشخصيات سندرك حجم المساحة الضخمة التي يغطيها عالم مارفل السينمائي، وفي هذه النقطة تحديدًا يأتى فيلم Spider-Man: No Way Home وأهميته في إبراز هذه الصفات التي اكتسبها عالم مارفل السينمائي، فهو طرح بشكل واضح وعملي فكرة الكون المتعدد ورأب الصدع الواضح فى شخصية سبايدرمان والذى آرق المتابعين عند المقارنة بين نسخة مارفل/سونى/ديزني ونسخة سونى 2002 منفردة، والمقارنة بالطبع لصالح النسخة الأخيرة التى تحمل دراما وصراع شخصي واجتماعي ومعاناة لم يشعر بها الجمهور في النسخة الأولى.

Spider-Man: No Way Home
Spider-Man: No Way Home

لذلك من عوامل نجاح Spider-Man: No Way Home هو إستغلاله لنسختى سبايدر مان 2002 و2012 مع عدد من أشهر أعدائهم، ظهور توبى ماجواير وأندرو جارفيلد بشخصياتهم مع الأعداء الذين قدمهم ألفريد مولينا وويليام دافو وجيمي فوكس لم تكن فقط مجرد تقديم تحية لمن سبق وقدم الشخصية، بل دخلوا فى نسيج الفيلم الجديد، وقدموا الدعم النفسي المطلوب لشخصية سبايدرمان وتحوله لشخصية درامية لها مشاعر عميقة على الشاشة وليس مجرد مراهق مدلل يلهو بمعدات غالية الثمن تركها له توني ستارك، كما أنه يطرح بشكل عملى إمكانية دخول واستغلال أي شخصية  أو حبكة أو تفاصيل حدثت فى أيًا من افلام ومسلسلات شخصيات مارفل في أي وقت وأي عمل حتى لو كان منتجًا خارج التعاون الثلاثي مارفل/ سوني/ ديزني، وهو ما يؤكده ظهور مات مردوك/ ديرديفيل (شارلى كوكس) بطل مسلسل Daredevil الذى سبق وانتجته منصة نتفلكس تحت مظلة مارفل قبل التعاون الحصرى مع ديزني، وهذا يعنى أن أحداث هذا المسلسل مع باقى مسلسلات ابطال نيويورك المعروفين بأسم The Defenders  تسير بالتوازى ما عالم مارفل فى مرحلته الرابعة وبالتالي استغلالهم بشخصياتهم وممثليهم ممكن حدوثه.

الكثير من التفاصيل والإشارات يرسلها الفيلم مما يجعله ليس أحد افلام المرحلة الرابعة فى إنتاجات عالم مارفل السينمائي قدر ما هو أهمها ومؤسس للعديد من التفاصيل المتعلقة بالكون المتعدد بالشكل الذى يتخطى المفهوم الذي طرحه مسلسل الرسوم المتحركة What If المنتمي لنفس العالم، وأيضًا مسلسل Luki.