الفنان الجزائري أحمد مداح لـ"هي" مسلسل "أولاد الحلال" دراما واقعية وصدمت من رد فعل الجمهور

تميز الفنان الجزائري أحمد مداح في تقديم دور هام في مسلسل" أولاد الحلال" الذي يعد تجربة استثنائية قدمتها الدراما الجزائرية خلال شهر رمضان، وجذبت قطاعا كبيرا من الجمهور في المغرب العربي، واستطاع أحمد مداح المخرج المسرحي والذي شارك كممثل في أكثر من عمل درامي أن يبدع في شخصية "توفيق" المركبة والتي تعاني من صراعات معقدة مع المحيطين بها، وتفضل دوما استخدام العنف للتعامل مع البشر، لدرجة جعلت الجمهور يكره تقلبات وأفعال تلك الشخصية، ويكشف أحمد مداح في حواره مع "هي" تفاصيل هذه الشخصية وكواليس مسلسل " أولاد الحلال" الذي يعد أحد أهم الأعمال الدرامية الجزائرية هذا الموسم.

نجحت في تقديم دور توفيق في مسلسل "أولاد الحلال" وجعلت الجمهور يكرهه.. فكيف كان استعدادك لهذه الشخصية؟

أولا شخصية توفيق هي شخصية معقدة وغامضة، هي نموذج عن الأشخاص الذين ترعرعوا في ظلام الشارع وعلى هامش المدينة، نموذج غالبا ما نراه في مجتمعنا والذي نعاني منه الأمرين، فبعدما اجتمعنا مع المخرج والمنتج وتكلمنا كثيرا عن ملامح الشخصية ومحاولة تقديم صورة معبرة عن هذه الشريحة، وبعد القراءة الأولى والثانية للسيناريو حاولت جاهدا تقريب الشخصية من الواقع مبتعدا عن النمطية في تجسيد هذا النوع من الأدوار، وبعد العرض صدمت برد فعل الجمهور الذي قارن شخصيتي الحقيقية بـ"توفيق".

توفيق وزوجته

هاجم البعض المسلسل ورأوا أنه يقدم صورة سيئة عن المجتمع في وهران..هل تتفق مع هذا؟

الهجوم الذي تعرض له المسلسل من البعض أعتبره لا أساس له من ناحية المنطق أو من الناحية الاجتماعية، فنحن قدمنا عملا دراميا اجتماعيا خلال الموسم الرمضاني ولم نقدم تقريرا عن مدينة وهران، فـ"حي الدرب" هو نموذج عن الأحياء الشعبية المهمشة، والقصة لا تنحصر في حي بعينه ، وما عشناه أيام التصوير بـ"حي الدرب" شخصيا أعتبره أفضل تجربة، ويعود الفضل في نجاح العمل إلى سكان الحي الذين رحبوا بنا وأكرمونا فاختلطنا بهم وشعرنا بمعاناتهم وآلامهم، ويعتبر هذا من أسرار جذب الجمهور الذي رأى في العمل نموذجا واقعيا للحياة في الأحياء الشعبية.

هل هناك أسبابا أخرى ساهمت في نجاح المسلسل؟

أعتقد أن هناك أسبابا أخرى أبرزها طاقم المسلسل بدءا بالتقنيين مرورا  بجهة الإنتاج وكذلك المشرفين على الجانب الفني، فكان التحدي من أول يوم هو تقديم عمل درامي على الوجه الأمثل، فكانت الفكرة رائعة لأيمن جوادي وصاغتها كاتبة السيناريو مع الرائع عبد القادر جريو "بطل المسلسل"، وكان العمل متعبا ومنهكا مع المخرج المايسترو نصر الدين سهيلي، ويكمن سر النجاح أيضا في الأداء البارع الذي قدمه الممثلون حيث عشنا أجواءا رائعة فيما بيننا أيام التصوير وكأننا عائلة واحدة.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

البعض يعتبر نهاية المسلسل مختصرة وغير مكتملة .. هل يوجد  جزء ثان للعمل؟

بالنسبة للنهاية تبقى خيارا فنيا ربما يرجع إلى التأخر في تصوير الحلقات الأخيرة حتى العشر الأواخر من رمضان مما أثر على تصوير النهاية، لكن الفريق بذل كل الجهد ليعطي أحسن ما لديه، رغم كل الضغوطات التي مر بها العمل بما فيها الأصداء التي نالها المسلسل والتي تزيد من الضغط النفسي على الفنان، ولا اعلم هل من الممكن تقديم جزء ثان للمسلسل أم لا حيث يعود الأمر إلى جهة الإنتاج وحدها.

هل يوجد تشابه بين الحارة الجزائرية وباقي الحارات في الدول العربية؟

بالطبع يوجد تشابها كبيرا بين الحارات العربية فنستطيع القول أننا نتقاسم نفس المراجع ونفس الهم وحتى نفس الظلم، وتجمعنا أيضا عادات وتقاليد وقيم تجعل الحارة في كل البلاد العربية واحدة.

نسلسل "اولاد الحلال"

هل تتوقع انتشار دراما المغرب العربي عربيا خلال السنوات القادمة أكثر من ذلك؟

أتمنى للدراما المغربية وللدراما الجزائرية خاصة أن تروج وتنتشر عربيا، ولكن يبقى هذا مرهونا بالمنتجين والجهات المشرفة التي تبيع أعمالها، فنحن نتمنى كسب سوق جديدة وترويج الثقافة الجزائرية واللهجة والبيئة، وأمل في توزيع أعمالنا عربيا ولكن باللهجة الأصلية، فمجتمعنا العربي يبقى غنيا بلهجاته وتعداد ثقافاته وتقاليده وهذا يعتبر مكسبا وليس العكس فأنا شخصيا أشاهد أعمالا سورية ولبنانية ومصرية وقادر على فهم جميع اللهجات ولذلك كل عمل يعطيك نكهة مميزة بلغته الأصلية.

ما هي الأعمال الدرامية التي شاهدتها خلال رمضان؟ وهل تتمنى المشاركة في الدراما العربية؟

لم أتابع الكثير من الأعمال العربية خلال رمضان، ولكنني شاهدت مسلسل" الهيبة 3" وبعض حلقات مسلسل " خمسة ونص" خصوصا أن مسلسل "الهيبة" قد لفت انتباهي منذ الموسم الأول لعرضه، ولا أمانع خوض تجارب مع الدراما السورية أو اللبنانية و المصرية والخليجية فهذا يعتبر تحدي قادر إن شاء الله على النجاح فيه.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

هل ترى أن المسرح الجزائري يحتاج إلى اهتمام أكبر في الجزائر؟

لقد تخرجت من المعهد العالي لمهن فنون العرض السمعي البصري، وعملت الكثير والكثير في المسرح سواء كممثل مرورا بكاتب ثم مساعد مخرج ثم أخرجت العديد من المسرحيات، فالمسرح متنفس بالنسبة لي وإلهامي إلا أننا لكي لا أعمم لدينا مشكلة تواصل، التي ظهرت من التسعينات بين المسرح و جمهوره، حتى أصبح الأول مخصص لطبقة معينة وهناك الكثير من التجارب التي حاولت ترميم هذه العلاقة بين المسرح و الجمهور،وعلى الرغم من افتتاح الكثير من المسارح بالجزائر، لكن يبقى إصلاح العلاقة بين الجمهور والمسرح هي الهدف الأهم خصوصا أن الأخير هو أبو الفنون.

أحمد المداح ومسلسل"الرايس قورصو"

هل تعاني من صعوبة مع المخرجين خلال العمل كممثل بما أنك مارست مهنة الإخراج؟

فيما يخص معاملتي مع المخرج فأنا أقدم عملي كممثل فقط فلا اعتبر نفسي مخرجا بقدر ما أبذل كل طاقتي لتقديم ما يطلبه المخرج فأنا أسير وفق  نظرته وتحت إشرافه، وليس لدي أي مشكلة في علاقتي مع المخرجين بل بالعكس أحاول جاهدا العمل وفق نظرة المخرج.

توفيق في "اولاد الحلال"

هل توجد أزمة إخراجية تستدعي الاستناد إلى مخرجين غير جزائريين؟

لا أعتقد أن هناك مشكلة مخرجين في الجزائر فهناك العديد والكثير من المخرجين الشباب الذين لديهم طاقات ومواهب وبراعة جد راقية فنيا، القضية قد تكمن في المنتجين فلابد من إعطاء الفرص ومنح الثقة لهؤلاء الشباب.