آمنة بني هاشم لـ "هي": التحدي والطموح من السمات الأساسية للمرأة الإماراتية

شابة جميلة من عائلة إماراتية تتكون من أخ وثلاث أخوات، درست الهندسة الميكانيكية، وكانت أول خريجة لهذا المساق في الجامعة الأمريكية بدبي .. عشقت رياضة الفروسية كثيرا، ودفعها طموحها وحبها للمغامرة إلى المشاركة في برنامج مسار غودولفين في نسخته الأولى لتتحول إلى فارسة محترفة ورائدة أعمال في المستقبل، وتطمح الآن إلى أن تصبح فارسة أولمبية، وأن تمثل الدولة عالميا.

"هي" التقت الفارسة والمهندسة آمنة بنت عدنان بني هاشم، وكان معها الحوار الآتي:

 

-درستِ الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأمريكية في دبي، وكنت من أوائل الخريجين فيها، لماذا اخترتِ هذا التخصص؟

حبي للسيارات هو الذي دفعني إلى دراسة الهندسة الميكانيكية، فحركة الأشياء تستهويني. ودراسة توافق الحركة مع الوقت والسرعة موجودة في أشياء كثيرة في حياتنا، ولهذا السبب اتجهت نحو الهندسة.

ـ تستهويك كثيرا رياضة الفروسية وكل ما يتعلق بالخيل حتى أصبحت أسلوبا لحياتك، وتتدربين ستة أيام في الأسبوع .. أخبرينا كيف بدأ عشقك الكبير لهذه الرياضة؟

حرص أبي على أن أمارس الرياضة منذ صغري، فأعطاني الفرصة لممارسة رياضات عدة مثل كرة القدم والسباحة والتزلج والرماية، وكنت بعيدة تماما عن رياضة ركوب الخيل، إلى أن جاء يوم وأخذتني والدتي لخوض هذه التجربة التي لم تفارقني ذكراها، وانقطعت بعدها لفترة طويلة، فلم يكن أحد من أهلي مهتما بهذه الرياضة، وعندما بلغت الثامنة عشرة بدأت تراودني الرغبة مجددا للعودة لرياضة الخيل، ولم تكن بدايتي معها سهلة، فلم أكن أمتلك جوادا خاصا بي، وكنت أنتظر لأتدرب على الخيول المتوفرة، وهو ما عرضني للكثير من الإصابات. كما أن خوف والدي عليّ وحبه لي جعلاه يتردد في البداية في تشجيعي على احتراف هذه الرياضة، إلا أن تصميمي وإصراري على ممارسة هذه الرياضة بشكل يومي غيّرا رأيه، وهو الآن فخور بي.

  أخبرينا أكثر عن أفكارك ومشاعرك تجاه هذه الرياضة، وبماذا تفكرين عندما تمتطين الخيل؟

 الخيل عشقي الذي لا ينتهي، فأنا الآن واثقة من جعل هذه الرياضة مجرى أساسيا لحياتي، الخيل مصدر سعادتي في الحياة، وأعتبر نفسي محظوظة في كل لحظة أمتطي فيها الخيل، وأشكر الله أنه أنعم علي بهذا الحب والعشق.

ما أهم شيء تعلمتِه من هذه الرياضة؟

 تعلمت المثابرة وتحدي الظروف مهما كانت قاسية. كما أن هذه الرياضة جعلتني أتعرف إلى ذاتي بشكل أوضح.

احتراف رياضة ركوب الخيل يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي ومجتمعي .. هل هذه الأمور كانت متوفرة لديك، وخاصة أنكِ شابة في مجتمع خليجي محافظ؟

التحدي والطموح من سمات المرأة الإماراتية، وقد أصبح المجتمع الآن أكثر انفتاحا، والمرأة هي المسؤولة الأولى عن هذا التغيير، لأنها هي الأم التي تربي وتنشأ الرجل، كما أن المبادرات المجتمعية وضعت الرجل داخل هذا التحدي لدعم المرأة، فأصبح يشارك ويشجع إيمانا منه بدورها الأساسي لإقامة مجتمع متوازن. وأستمد قوتي من أختيّ ريم والدانة، فهما الداعم الأول لي ماديا ومعنويا، وهما اللتان تشجعانني دائما علـى تحقيق ذاتي وأحلامي، أنا ممتنة لهما كثيرا، وبالتأكيد أتمنى أن يكون لي راعٍ رسمي باعتباري فارسة محترفة، فهذا يجعلني أركز بشكل كامل على التدريب.

عندما تعود بكِ الذاكرة إلى البدايات مَن المدربون الذين أثروا فيكِ؟

ابتدأت في مدرسة كانت أولى مدراس الخيل المخصصة للسيدات، وتملكها السيدة ريم العبار، لكن أُغلقتها فيما بعد، وكانت مدرسة مميزة، وحتى الآن لا توجد مدرسة خيل للسيدات فقط، وقد كنت محظوظة بالمدربين اللذين تدربت معهما، فالمدرب حمد الكربي دعمني في وقت صعب، ووفر لي جوادا لأتدرب بلا مقابل، نحتاج إلى أمثاله في دعم هذه الرياضة. أما مدربي السوري فادي زبيبي فهو صاحب خبرة مميزة وعلى كفاءة عالية في التدريب. أشكرهما مرة أخرى، وأنا لا أنسى فضلهما علي في إتقان هذه الرياضة. 

انضممتِ إلى برنامج مسار غودولفين في دورته الأولى، وأمضيت تسعة أشهر من الدراسة والتدريب العملي على فنون ومهارات الفروسية .. كيف كانت بداية انتسابك إلى البرنامج؟

طموحي وحبي للمغامرة دفعاني للانتساب إلى البرنامج بعدما حفزتني صديقة، لي تعلم مدى عشقي وحبي للفروسية، على الانضمام إلى برنامج مسار غودولفين في دورته الأولى، وقضيت تسعة أشهر من الدراسة والتدريب العملي على مختلف فنون ومهارات الفروسية، وذلك على مرحلتين: الأولى في دبي، والثانية في بريطانيا.

قضيت مدة شهرين في المدرسة البريطانية لسباق الخيل the British Racing School التي أسسها صاحب السمو الملكي أمير ويلز، وهي من أعرق المدارس الإنجليزية للتدريب ضمن برنامج مسار .. ماذا تعلمتِ فيها؟

نعم، بعد أن خضعت لدورة تدريبية في دبي التحقت بعدها بالمدرسة البريطانية، في البداية خصصت المدرسة لكل فارس جوادا وكان اسم جوادي "مك كراكن" MC Cracken، الخطوة الأولى كانت تجربة سباق جواد السبق الآلي المتخصص للتدريب على سباقات السرعة. كما تعلمنا فيها أيضا تنظيف الإسطبل، وإطعام الحصان، وإجراء تمارين رياضية له، إضافة إلى التدرب على الفحص الطبي للحصان كقياس نبضه. ومن المدهش والمفيد الدروس التثقيفية والتشريحية عن الخيول بشكل عملي من خلال جلب أعضاء منها للتشريح (قلب، رئة، كبد) لفهم فيسيولوجية الخيول بطريقة علمية مفصلة. كما تعلمنا أيضا تنظيف أسنان الخيول لأنها مهمة وتؤثر في أدائه، وكان قص شعر الخيل، وتصفيفه من أمتع الأمور. كما أتيحت لنا فرصة رائعة للذهاب إلى المزاد العالمي للخيول Tallerslls العريق الذي أُسس سنة 1766.

ما الأشياء الأكثر حماسا في هذه البرنامج؟

حضور السباقات العالمية كسباق الجينيز الإنجليزي الذي تبلغ قيمة جائزته 500 ألف جينه في مضمار نيو ماركت العريق الذي كان تجربة لا تنسى على الإطلاق. وأيضا حضور سباق كأس دبي العالمي المبهر بكل تفاصيله.

التقيت أهم أبطال الرياضة لسباق الخيل، وقد وثقتِ هذه التجربة على صفحتك في إنستغرام، فكانت لكِ صورة لافتة مع أسطورة سباقات السرعة البطل العالمي فرانكي دتيوري، وكانت السعادة واضحة في هذه الصورة، ما كان سؤالك له عند هذا اللقاء؟

سألته: سيد فرانكي ما الذي يستهويك في سباقات السرعة؟ فرد قائلا: الفوز، وضحكنا بعدها.

هل لديك جواد مفضل؟ وكيف تصفين لنا علاقة الفرس بالفارس؟

ڤكتوريس، هو جوادي المفضل، تعلمت منه الكثير وأعطاني الكثير، أعتبره جزءا مني. وعلاقة الفرس بالفارس كالعاشقين، فيجب أن يمنحا بعضهما كامل الثقة، فهي علاقة وطيدة ومتينة ولدتها الحاجة إلى بعضهم البعض، لينجزا سويا المهمة للوصول إلى الفوز.

ما الذي تحرصين عليه في حميتك الغذائية؟

لا أتبع حمية معينة، أنا معتدلة في غذائي. وأهم الأشياء التي أحرص عليها هو النوم الكافي لأكون على جاهزية عالية عند ركوب الخيل.

ما أهمية الأناقة لكِ؟ وكيف تنتقين أزياءك؟

لا وقت لدي للتسوق، فأختاي ريم والدانة تضلعان بهذه المهمة، وتختاران لي ما أحب، وهما لا تتوانيان عن إهدائي الكثير من الأشياء.

 تقولين إن أجمل أوقاتك هي التي تقضينها مع الخيل، لكن كيف يمكن لهذا الطموح والتحدي أن يترجما على أرض الواقع؟

سأتدرب وأتدرب لأصل إلى هدفي، وهدفي هو الأولمبياد. أريد أن أبني حياة أفتخر بأنني حَييتُها، أؤمن بأن التغيرات الكبيرة تبدأ بخطوة، وأنا بدأت.

آمنة ما أمنيتك؟

أتمنى أن يكون لي راعٍ رسمي لي باعتباري فارسة قفز حواجز إماراتية، وأن تتاح لي الفرصة في المستقبل لأنقل خبرتي، وأدرب أصحاب الهمم على هذه الرياضة. وأرفع يوما علم الامارات عاليا بعد تحقيق نصر عالمي.

ما وقع كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "نحن لا نمكن المرأة، نحن نمكن المجتمع" عليكِ بوصفك فارسة وشابة إماراتية عربية؟

هذه الكلمات تزيدني إصرارا على متابعة التحدي وهذه فرصة لأشجع كل امرأة وفتاة على أن تأخذ دورها وتحقق ما تصبو إليه، فالدعم موجود ومتاح، ولا عذر لنا. كما أشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على برنامج مسار غودلفين الذي منه انطلقت في عالم الاحتراف.