عبد العزيز الرشيدي لموقع "هي": أسعى لنشر التوعية القانونية للمساهمة في تطوير المجتمع

عبد العزيز الرشيدي، مبتعث سعودي لنيل شهادة الدكتوراه في تخصص حوكمة الشركات (Corporate Governance) في جامعة University of Sussex)) في المملكة المتحدة. مهتم بالبحث والنشر العلمي وخصوصاً في مجال حوكمة الشركات العائلية. حصل على درجة الماجستير في تخصص القانون التجاري الدولي من University of Reading)) في المملكة المتحدة. هو عضو في الهيئة السعودية للمحامين، وعمل لفترة في منشأة قانونية قبل أن تتسنى له فرصة الابتعاث لتتويج مشواره الدراسي بشهادة الدكتوراه.  يسعى عبد العزيز لنشر الثقافة والتوعية القانونية وجاهداً لتقديم جميع ما يملك من علم قد يساهم في تطوير وتنمية المجتمع.

حدثنا عّن تجربتك الدراسية في لندن؟

 الدراسات العليا في المملكة المتحدة فريدة من نوعها وأخص دراسة الماجستير، تعتبر الدراسة في مرحلة

الماجستير تجربة مختلفة عن غيرها من إذ آنها تعتمد على المهارات البحثية أكثر من غيرها، مثل كتابة

 البحوث الأكاديمية على عكس الجامعات في الدول الأخرى التي قد تعتمد بشكل كبير على الاختبارات بدلاً من تقديم البحوث. تعلمت الكثير خلال مرحلة الماجستير، وخصوصاً في مجال البحث العلمي إذ أن الطالب هو المسؤول الأول عن تطوير مهاراته البحثية من خلال حضور ورشات العمل التي تقوم بها الجامعات ومحاولة الاستفادة من تجارب زملائه السابقين.

خبرنا أكثر عن التخصص الذي تدرسه؟

حالياً أحضٌر درجة الدكتوراه في تخصص حوكمة الشركات (Corporate Governance) فيUniversity of Sussex)). يعتبر تخصص حوكمة الشركات تخصصا جديدا مقارنته بالتخصصات الأخرى، ومواكبا مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أحد ركائزها هو تطوير المنظومة التشريعية، اتجهت لهذا التخصص ساعياً لتقديم اقتراحات وتوصيات لتطوير الأنظمة المتعلقة بحوكمة الشركات السعودية ولائحتها لكي تكون ممتثلةً للمعايير الدولية.

كما أن الاهتمام بالمنظومة التشريعية هو أحد اهم الأسباب الرئيسية التي تجلب المستثمرين الأجانب للاستثمار في المملكة العربية السعودية.

النصيحة التي تقدمها للطلبة اللي يحبون يدرسون هذا التخصص؟ 

أحد أهم النقاط التي يتوجب على طالب القانون التركيز عليها هي التمكن من اللغة القانونية الإنجليزية. حيث أن تخصص القانون في الدول العربية غالباً يٌدرّس باللغة العربية وعندما يأتي الطالب لدراسة القانون في المملكة المتحدة قد يواجه صعوبة في فهم المصطلحات القانونية. لذلك أنصح جميع طلاب القانون بالتركيز على تطوير لغتهم القانونية خلال دراستهم لمرحلة اللغة الإنجليزية. كما أنصح جميع الطلبة بالتواصل مع زملائهم السابقين، في مجال دراستهم للاستفادة منهم وتفادي جميع الأخطاء التي قد وقعوا فيها خلال مرحلتهم الدراسية. وأخيرا، أحب أن أضيف أن كل مبتعث له تجربة في مرحلته الدراسية، لذلك أنصح جميع الطلبة المقبلين على مرحلة دراسية جديدة بأن لا يقيسون التجارب السابقة على أنفسهم لأن كل شخص له قدرات ومهارات مختلفة وعليهم التوكل على الله وحسن الظن بالله ثم بأنفسهم.

 كيف أثرت تجربة الابتعاث عليك؟

 لا شك أن الابتعاد عن الوطن والأهل والأصدقاء أمراً ليس بالسهل، ولكن عندما يتذكر الطالب بأنها مرحلة انتقالية وسوف تنتهي، يبدأ سعي الطالب بالاستفادة من هذه التجربة ويستغل الوقت الذي يكون فيه بعيد عن الأهل والأصدقاء بتطوير نفسه ونقل الفوائد التي يكتسبها من هذه التجربة لوطنه.

الأنشطة الجانبية إلى جانب الدراسة؟ هل من مشاركات ثقافيه تحب المشاركة بها؟ 

تتواجد نوادي للطلبة السعوديين في غالبية المدن البريطانية، وأنا عضو مشارك في عضوية النادي السعودي في مدينة برايتون. تهدف الأندية إلى تقديم المساعدة للطلاب الجدد ومحاولة القيام ببعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي غالباً ما تسعى إلى نشر ثقافة المجمع السعودي.

كيف تحاول الاستفادة من التجربة الدراسية في بلد الاغتراب؟

الدراسة في الخارج ليست فقط من أجل الحصول على لغة أو درجة علمية، بل هي تجربة عظيمة ومليئة بالفوائد التي لابد على الطالب أن يستفيد منها. إلى جانب التطوير العلمي أسعى دائماً بالتعرف على مجتمعات وثقافات أخرى، من خلال الالتقاء بأشخاص من مختلف البلدان وتكوين علاقات مع هؤلاء الأشخاص.

كيف تتأقلم مع بلد الابتعاث؟ ماذا استفدت؟ التواصل الاجتماعي. مع أقرانك من الطلبة وفرصه التواصل مع بقية الجاليات العربية؟

فيما يتعلق بالتأقلم في بلد الابتعاث، أرى أن في البدايات يُفضل أن يتعرف الطالب على أشخاص من نفس ثقافته سواء كانوا طلاب أو جالية عربية. هذا الأمر سوف يساعدهم في المرحلة الأولى في بلد الابتعاث على تخفيف الصدمة الثقافية التي قد يواجها بعض الطلاب وخصوصاً إن لم يسبق لهم تجربة الاغتراب من قبل.

تجربتك مع جائحة الكورونا، كيف أثرت التجربة عليكم؟ كيف تعاملتم معها؟ كيف تجدون الوضع حاليا بعد عوده الحياة إلى إيقاعها الطبيعي؟ 

في بداية أزمة الكورونا كان الأمر مخيفا نوعاً ما في بريطانيا حيث كان عدد الحالات كبير جداً، ولكن مع الأخذ بالاحترازات الوقائية والبقاء على التواصل مع الزملاء الذين كانوا متواجدين في المدينة اجتزنا هذه المرحلة بسلام. بالنسبة للوضع الحالي في المملكة المتحدة، الأمر أشبه بما يكون طبيعي جداً وعادت الحياة الطبيعية إلى مجاريها. كمالا أنسى بأن أشيد بدور السفارة السعودية في المملكة المتحدة على قيامها في وقت الأزمة بالتكفل بإحضار الكمامات والمعقمات من المملكة العربية السعودية وتوزيعها على الأندية الطلابية حول المملكة المتحدة.