محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور الممثلة الأمريكية"روني مارا" Rooney Mara

حوار: "عدنان الكاتب" Adnan AlKateb 

حين أعادت دار "جيفنشي" Givenchy عام 2018 إحياء عطرها الأسطوري "لنتردي" L’Interdit الذي حطم كل القواعد لدى إطلاق نسخته الأصلية عام 1957 في إهداء إلى ملهمة الدار أيقونة الأناقة والرقي "أودري هيبورن"، وقع اختيارها على الممثلة والناشطة الأمريكية "روني مارا" Rooney Mara بعد أن جمعتهما صداقة سنين من التألق على السجادة الحمراء.. بالأدوار المتنوعة التي أدّتها، نجحت "روني مارا" صاحبة الموهبة الفنية الاستثنائية في أسر الجمهور وإعجاب النقاد فيلما تلو الآخر، مرسخة اسمها بين أهم ممثلات جيلها. ترشحت مرتين لجائزة الأوسكار، وفازت مرة بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان "كان" السينمائي المرموق. وإلى جانب عملها المبدع الشغوف، تدافع بكل قوة وشراسة عن القضايا التي تؤمن بها من تمكين الإنسان إلى حماية البيئة والحيوانات. وقد شاركت الناشطة الاجتماعية والبيئية “روني” التي تتبع نظام الغذاء النباتي الصرف، في تأسيس علامة أزياء نباتية.

تجسّد "روني مارا" بأناقتها العفوية التي شدّتها إلى تصاميم "جيفنشي" المتسمة دوما بالرقي المطلق، وجه عطر الأنوثة الجريئة "لنتردي"، منذ أن جددت الدار تركيبته الحيوية عام 2018 مع باقة أزهار عابقة بالأنوثة والقوة والحرّية ومهداة إلى المرأة التي لا تخشى الاختلاف والتفرد والدفع بالحدود في مسارها نحو تحقيق أحلامها. اجتمعت "هي" بالفنانة المبدعة والناشطة المثابرة وملهمة دار "جيفنشي"، لنتحدث أكثر عن علاقتها بالدار، وعن عطر “لنتردي” ورؤيتها للعطور، ومشاريعها ونشاطاتها، ونظام عيشها النباتي الصرف وتأثيره في جمالها.

محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور الممثلة الأمريكية"روني مارا" Rooney Mara
العطر وقوته العاطفية:

انطلق حوارنا بالحديث عن علاقتها بدار "جيفنشي" التي كانت دوما دار الأزياء المفضلة لديها، وعن الصداقة التي جمعتها بالدار الفرنسية الفاخرة قبل سنين من إعلانها وجها لها. قالت إن "جيفنشي" لطالما امتلكت قلبها ونالت إعجابها. ولهذا
السبب، رافقتها الدار في إطلالاتها على السجادة الحمراء مرة بعد مرة: “في كل مرة أرتدي من تصاميم الدار، أشعر بأنني في أوج تألقي وأناقتي. وحين أفكر في ما تمثله، أقدّر تفانيها وإخلاصها لتقديم الجمال الكلاسيكي العفوي دون المساومة على الاحتفاء بالفردية والأصالة".
وتعبّر نجمة فيلم “الفتاة ذات وشم التنين” عن مدى افتخارها بأن تكون وجه عطر “لنتردي”، وتخبرنا كم كانت لحظة مميزة حين طلبت منها الدار تمثيل هذا العطر الأسطوري المتجذر في تاريخ "جيفنشي"، والذي يلخص بهويته الجريئة مقاربة الدار في مختلف ابتكاراتها والرحلة التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم.


العطر يملك قدرة كبيرة على تحريك المشاعر. ما الروائح والعطور التي تحرك فيك مشاعر معينة أو توقظ ذكريات مميزة من حياتك؟
إن العطور والروائح بالنسبة إلي من أقوى الأشياء التي تحفظ الذكريات. تكثر الروائح التي تعيد إلى ذهني أقوى الذكريات، مثل كرات العث في بيت جدّي القديم، ورائحة الخيول والأبقار والحظائر، والرائحة التي تنتشر في البيوت القديمة حين يشتد حر الصيف. هناك أيضا العطر الذي كان يضعه الشاب الذي أحببته لأول مرة، حين كنت في الخامسة عشرة من عمري، احتفظت بقارورة صغيرة منه لأشمه باستمرار، وسيبقى بالنسبة إلي أريج الحب الأول. كما أن شذا فصول الطبيعة يحيي ذكريات عاطفية في ذهني. أحب مثلا فصل الخريف للغاية، لكن رائحة الساحل الشرقي في الولايات المتحدة عند بداية الخريف تشعرني بإحساس مرعب ومقلق، إذ تجعلني أفكر في أن العودة إلى المدرسة قريبة.
رسائل تؤمن بها: بدأت "روني مارا" مسيرتها المهنية مع الأفلام المستقلة، وما زالت حتى اليوم تختار في أحيان كثيرة أن تلعب أدوارها في هذه الأفلام التي يتم إنتاجها خارج إطار الاستوديوهات الضخمة والشركات الكبرى. ولدى سؤالها عن سبب ذلك، قالت إنها في الواقع لا تتبع نهج تفكير معين في اختيار هذه الأفلام، بل إنها تعمل على المشاريع التي تشدّها برسائلها وترضي موهبتها الفنية.
لعبت خلال مسيرتها الحافلة بالنجاح أدوارا متنوعة جدا استطاعت في كل منها إقناع الجمهور بواقعية الدور الذي تؤديه، وتعتبر أن شخصيتها الحساسة والمتعاطفة والصادقة المشاعر تساعدها على وضع نفسها مكان الشخصية التي تمثلها في السيناريو.
أخبرتنا أنها تعمل حاليا على فيلم بعنوان "نساء يتحدثن" Women Talking من كتابة وإخراج "سارا بولي"، لكنها لم تستطع اختيار فيلم معين حين سألناها عن أبرز الأفلام الأخيرة التي مثلت فيها: "أخذت إجازة لثلاث سنوات قبل العمل على الفيلم الأخير الذي انتهينا للتو من تصويره. بصراحة، أشعر بأن كل هذه الفترة تمر في ذهني كصورة مشوشة". إلى جانب التمثيل، الأهم بالنسبة إليها هو النضال من أجل حقوق الحيوانات. يلهمها عمل "جين غودال" العالمة البريطانية المتخصصة في الأنثروبولوجيا، وتقول إنها تقدّر كل الناشطين لأنهم "يكرسون حياتهم لتحقيق العدالة".


كيف تتعاملين مع الأضواء؟
أدرك أن الشهرة تمنحني منبرا استثنائيا. وأنا ممتنة على فرصة استخدام الاهتمام الذي أحظى به من أجل التحدث عن الأمور التي تهمني. لكني لا أظن أنه من واجب الفنانين أن يكونوا قدوات.

عافية متكاملة: حبها للحيوانات دفعها إلى اختيار أسلوب العيش النباتي الصرف، من غذائها حتى مستحضرات الجمال الطبيعية التي تستعملها، والذي لمست تأثيره في كل ناحية
في حياتها، وتعتبره السبب في صحة بشرتها ورونقها.
"أحب الحيوانات، لطالما أحببتها. لن أقبل يوما بأن أؤذي أو أقتل حيوانا. لذلك كان من البديهي والمنطقي أن أصبح نباتية وأن أتبع بعد ذلك نظام الغذاء النباتي الصرف. فكيف أشتري اللحوم من محل البقالة أو المطعم وأتناولها إن لم أكن مستعدة لقتل حيوان بنفسي؟ وكيف نقبل أن تكون أفلامنا المفضلة وقصص أطفالنا وأغانيهم عن الحيوانات، ونحن نأكلها على العشاء؟ الأمر غير منطقي أبدا. ومن ناحية أخرى، فإن نمط العيش النباتي يجعلني أشعر بصحة جسدية أفضل، وأعرف أنه يعود بالكثير من الفوائد على كوكبنا".


كيف تعتنين بجمالك ورشاقتك؟
أرى الجمال من وجهة نظر شمولية متكاملة، فأستعمل أولا بعض الزيوت والمنتجات الطبيعية التي ترافقني دوما، لكن طريقة عيشي وعنايتي بصحتي وعافيتي تنعكسان على مظهري أيضا. وأقصد بذلك النوم الجيد والكافي، والطعام الصحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إضافة إلى بعض الهوايات الأخرى مثل اليوغا والمشي الجبلي. أخيرا، ألامس تأثير الصحة الروحية والعاطفية على شكل الإنسان الخارجي أيضا، وأشعر شخصيا بأنني أزداد جمالا حين أكون ممتنة وراضية ومتعاطفة مع ذاتي ومع غيري.