حديث مجلة "هي" مع مديرة قسم الاستدامة والمجتمع في "كَفو" نبرة البوسعيدي

 دبي- "سينتيا قطار" Cynthia Kattar

تصوير: "عبدالله الرمال" Abdallah Al Rammal

تم التصوير في فندق "رافلز دبي"  The Raffles

 رغم تخصصها في المحاماة في جامعة وستمنستر، وحصولها على درجة الماجستير من جامعة إنجلترا للحقوق، لطالما اجتُذبت نبرة البوسعيدي، مديرة قسم الاستدامة والمجتمع في "كَفو"، إلى البرامج الهادفة إلى دفع ومحاربة تغيّر المناخ والحفاظ على البيئة، وكانت حريصة دائما على إحداث فرق. وبصفتها طالبة في الحقوق، سعت للمشاركة في مثل تلك الأنشطة والمبادرات في جامعتها وفي جميع أنحاء المدينة.

  ما الذي جعلك تغيّرين مسار حياتك المهنية؟

اختارني "دبي العطاء" للانضمام إليهم في رحلة عالمية إلى نيبال في أكتوبر 2018 على مدى 10 أيام ذهبنا خلالها إلى قرية داغاندي لبناء مدرسة (على بعد 3 ساعات من كاتماندو العاصمة). كانت تلك في الواقع اللحظة التي جعلتني أغيّر مسار حياتي المهنية لفعل ما أحبّه، وهو ما قادني إلى عملي الحالي. فلطالما كان جزء مني مهتمّا بأساليب تحفيز الاستدامة. ولكنني لم أكن أعتبرها مهنة في ذلك الوقت، حيث كان هدفي الحصول على شهادة في الحقوق. ولكن في داخلي، كنت أعلم دائما أن هذا هو السبيل المقدّر لي، وأنا فخورة بالعمل مديرة لقسم الاستدامة والمجتمع في "كَفو" اليوم، وهو دور ممتاز يجسّد تماما كلّ القضايا التي أنا شغوفة بها.

 

 هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن دورك كعضو في الاتفاق العالمي للأمم المتحدة؟

في إطار دورها كشركة مسؤولة، تلتزم "كّفو"بالمساهمة في تحقيق الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة بشأن العمل المناخي. وسعيا لتحقيق هذا الهدف، وباعتبارها عضوا في الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، تشارك "كّفو" في برنامج مسرّع الطموح SDG Ambition Accelerator. ويهدف هذا البرنامج إلى تحديد أهداف استدامة طموح تتماشى مع المعايير، من خلال تطوير استراتيجية تعتمد على التكنولوجيا لتحسين القياس والأداء الهادفة إلى تحقيق تلك الأهداف.

لقد انضمّت "كَفو" إلى أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتركّز على تشكيل بيئة أفضل من خلال الابتكار والتحوّل في عالم سريع التطوّر.

 

ماذا تعلّمتِ من هذا الدور؟

لقد تعلّمت أن فردا واحدا أو منظّمة واحدة يمكن أن يكون لها تأثير كبير في بيئتنا. فالآن وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج الشركات إلى تحمّل المسؤولية عن العالم من حولنا، وذلك من خلال أداء دورها للمساهمة في عالم مستدام. ومن خلال دوري بصفتي مديرة لقسم الاستدامة والمجتمع في "كَفو"، يشرفني أن أقود فريقا من الخبراء الذين يوضّحون لي كيف يمكننا استخدام خبراتنا الخاصة، وفي حالة "كَفو"، كيف نستغلّ تقنيّاتنا من أجل الخير، وكيف نستغّل مواردنا وإحساسنا بالهدف للتأثير الإيجابي وتأمين عالمنا للأجيال القادمة. ومن خلال مشروع بذور شجرة الغاف الرائد الذي بدأه مؤسس "كَفو" ومديرها التنفيذي راشد الغرير، نسهم في تحقيق ذلك الهدف باستخدام أحدث تقنيات الطائرات بلا طيار لزرع مليون بذرة شجرة غاف في بيئة صحراوية قاسية. وبالفعل، قدّم فريق البحث والتطوير لدينا حتى الآن مساهمات كبيرة في مجال زراعة الصحراء.

 

يزداد الوعي المتعلّق بالاستدامة قوّة وانتشارا في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. ما رأيك حول تلك المسألة؟

بالفعل، والفضل في ذلك يعود إلى قيادتنا الرشيدة التي تسعى دائما لما فيه خير المواطنين والمقيمين والأمّة والعالم. إذ يحتلّ العمل المناخي مكانة عالية في جدول أعمال الحكومة، وخطّة التنمية العمرانية لدبي 2040 التي أُعلن عنها حديثا ركّزت كثيرا على إنشاء محميات طبيعية، وتحسين جودة الحياة، وهو مثال آخر على ذلك. كما أننا نرى مؤسسات كبيرة ذات سمعة طيبة مثل ماجد الفطيم وموانئ دبي العالمية، وهما أيضا ضمن برنامج SDG Ambition Accelerator، تُشارك في إحداث فرق من خلال منح الأولوية لدورها كشركات مسؤولة في إحداث تأثير إيجابي في بيئتنا. وآمل أن أرى هذا الاتجاه يتنامى ويزداد قوّة، بحيث يتقدّم مزيد من قادة الأعمال والمنظّمات لأداء دورهم في تأمين مستقبل عالمنا.

 

 هل لك أن تخبرينا عن دورك في "كَفو"؟

في "كَفو"، استحدث منصبي مديرة لقسم الاستدامة والمجتمع للتركيز فقط على توجيه" كَفو" نحو المساهمة في مستقبل مستدام. وفي العام الماضي، أطلقنا تعهّد "كَفو" للاستدامة، وهو استراتيجيتنا والتزامنا كشركة بأن نصبح شركة محايدة للكربون، ويعدّ مشروع بذور شجرة الغاف الرائد ركيزة أساسية لهذه الاستراتيجية. كما عملنا على مواءمة أنفسنا كذلك مع الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة - العمل المناخي. وأنا أعمل أيضا مع الفريق في شراكات مهمة أخرى ومبادرات الموظفين داخليّا لتعزيز التزامنا.

 

ما نصائحك للأفراد لكي يعيشوا حياة موافقة للبيئة؟

قبل كل شيء، أعتقد أننا نحتاج إلى الوعي والانضباط. فنحن الأفراد، نحتاج إلى أن نكون مدركين لأفعالنا، وأن نتمهّل ونتأمّل في تأثير أفعالنا. وثانيا، علينا أن نتحلّى بالانضباط اللازم لفعل ما هو مناسب للبيئة، أكان ذلك عملا صغيرا مثل فصل النفايات في صناديق قمامة مختلفة، وإعادة التدوير حيثما أمكن، أو حمل حقيبة مشترياتك الخاصة إلى البقالة، بدلا من استعمال أكياس بلاستيكية متعددة. أعتقد أن هاتين الصفتين يمكن أن تساعدا الأفراد على أداء دورهم في المساهمة في مستقبل مستدام.

 

برأيك من أهمّ الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعمل من أجل الاستدامة؟

أعتقد أن "ماجد الفطيم" و"بيئة" تأتيان في المقدّمة، وذلك نظرا لأن "ماجد الفطيم" كانت أول مجموعة في الشرق الأوسط تتبنّى استراتيجية "الصافي الإيجابي"، وأنا شديدة الإعجاب بهدفها المتمثل في تقليل استهلاك المياه للمجموعة، وانبعاثات الكربون، إلى حدّ أنها تعيد إلى البيئة أكثر مما تستهلك، ما سيؤدي إلى وجود بصمة إيجابية لشركاتها بحلول عام 2040. أما "بيئة"، فمن خلال دورها كشركة معروفة ورائدة في مجال الإدارة البيئية، اكتشفت أساليب للاستفادة من فوائد الطاقة النظيفة من خلال توليد الطاقة الشمسية، وزيادة الكفاءة في تحويل النفايات إلى طاقة.

 

 ما الذي يحفّزك؟

لا شك أن العمل في مؤسسة ذات هدف واضح، ألا وهو جعل الحياة أفضل من خلال تحديد الراحة في الحركة، هو حافز قوي. وذلك معناه أيضا أن كل واحد منّا يطمح باستمرار إلى تحقيق رؤية وهدف أكبر من المنظمة نفسها، وإحداث تأثير فعليّ في عالمنا. إضافة طبعا إلى شغفي الخاص بالعمل تجاه مستقبل مستدام.

 

ما مشاريعكم المستقبلية؟

في الوقت الحالي، نخطو خطوات كبيرة في رحلة البحث والتطوير لمشروع بذور شجرة الغاف، بما في ذلك دخول مرحلة الزراعة في الصحراء بواسطة الطائرات بلا طيّار. لدينا طموحات كبيرة لهذا المشروع، ونحن متحمّسون لمشاركة مراحل تقدّمنا، وكل إنجاز نحقّقه في هذا الإطار. نحن أيضا نتعاون مع العديد من الكيانات الحكومية والخاصة في برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات والموظفين، مثل مبادرات الزراعة.