محمد فراج لـ"هي": شخصية "مؤنس" الأكثر تأثيرا في مشواري وسعادتي لا توصف بتفاعل الجمهور معها

أثبت الفنان محمد فراج هذا العام إنه  من أبرز وأهم مواهب نجوم جيله، فهو من القلائل الذين نجحوا في لفت أنظار الجمهور في دراما رمضان، بأدائه المتمكن لشخصية الشيخ "مؤنس" بمسلسل "لعبة نيوتن" ليعيش الجمهور مع واحدة من أهم وأبرز الشخصيات التي أثرت بهم هذا العام، وإلي جانب "مؤنس" الذي حصد اهتمام وتركيز الجمهور، قدم فراج أيضًا شخصية كريم الدمنهوري بمسلسل "ضد الكسر"، ووصفه الجمهور بسببها بالرجل الخائن في دراما رمضان، كما استطاع تقديم نماذج مُختلفة، كان لها ظهور مميز بمشاركته بدور الإرهابي بمسلسل"الاختيار 2"، وأستاذ التمثيل في "خلي بالك من زيزي".

وفي حوار خاص لـ"هي" يتحدث محمد فراج عن تفاصيل شخصية الشيخ "مؤنس"، وعن أبرز ما يميز هذه الشخصية، و مدى تأثر الجمهور بها، وأيضًا يتحدث عن "كريم" في "ضد الكسر"، وسبب ظهوره كضيف شرف في"الاختيار2"، و"خلي بالك من زيزي".

"الشيخ مؤنس" هو الشخصية الأكثر تأثيرًا في الجمهور في رمضان هذا العام.. فحدثنا كيف جاءت بداية خطوات هذه الشخصية؟

في البداية تحدث معي المُخرج تامر محسن، وتحديدًا في النصف الأخير من عام 2019، وفور مكالمته وحديثه معي  نحيت جانبا أي أمر أنشغل به جانبًا من أجل هذا الرجل، ليس فقط لأنه صاحب فضل كبير علي لكن لرغبتي الشديدة في العمل معه، فهذا الرجل لا يعمل كثيرًا، ومسلسل "هذا المساء" والذي شاركت في بطولته عام 2017 هو أخر أعماله، لذلك أفتقد العمل معه، وجاء بعد ذلك الاجتماع الأول مع أبطال العمل  منى زكي، ومحمد ممدوح، وتحدثنا في التفاصيل الخاصة بالمسلسل، وأتذكر تمامًا كافة التفاصيل الخاصة بهذا اللقاء، وأول صورة قُمنا بالتقاطها، فأنا عاشق لـ"لعبة نيوتن"، الذي كان شاهدًا على الكثير من الأيام الصعبة، وأيام أخرى رائعة.

وما هو انطباعك الأول حول شخصية "مؤنس" والتي أثارت الجدل مع بداية عرض الحلقات؟
    
كان الأمر في بدايته بمثابة تخيل لشخصية "مؤنس"، على صعيد الشكل الخارجي وكل ما يرتبط به، وهذه هي المرة الأولى التي أقترب فيها لمثل هذه الشخصية المثيرة للاهتمام، وقام تامر محسن بشرح الملامح الداخلية والخارجية والجوانب الأساسية الخاصة بها، وأيضًا تحدثنا وتناقشنا عنها كثيرًا، حتى اتضحت الصورة، وبدأت العمل على الجوانب التي يجب علي إتقانها كممثل، مثل قراءة القرآن الكريم وفقًا للشريحة التي ينتمي لها "مؤنس"، وكذلك مخارج الألفاظ، ولغة الجسد الخاصة به، والهدوء والسلام النفسي في بعض جوانب الشخصية، وأيضًا الجانب الحاد والعصبي الذي يخرج منه في بعض الأوقات الأخرى.

لكن هل هناك شخص قُمت باستحضار منه بعض التفاصيل الخاصة بـ"مؤنس"؟

هناك علامات خاصة بكل شخصية، وليس بالضرورة أن استحضر الشخصية من شخص آخر، سوى في بعض الجوانب الخاصة بالشريحة التي ينتمي لها، مثل طريقة شرب الماء على ثلاث مرات أو طريقة قراءة القرآن، وطريقته في الدعاء والخشوع في الصلاة والمناجاة، ففي مثل هذه الأمور هو ليس شخصا عاديا، بل أخذ الكثير من الوقت في التفقه في الدين وقراءة الكُتب والدراسة، لذلك طريقته مُختلفة، وتدربت على كل هذه الأمور، التي خرجت بأدائي وإحساسي وليس تقليدًا لأي شخص.

يرى البعض أن "مؤنس" هو نموذج لتحقيق رغباته والتحايل على كافة الأمور تحت ستار الدين.. فهل تتفق مع هذا الرأي؟

أتفق، لكنه لا يفعل ذلك طوال الوقت،  فهناك بعض المواقف التي حدثت واستشهد بالأحاديث والسنن الخاصة بالدين، بما تتفق مع تحقيق رغباته مثل رغبته في ارتداء "هنا" للحجاب، وكذلك أي أمر يرغب في تحقيقه، فبداخله وازع ديني يستند عليه في علاقته بأشقائه ووالده وهنا، ويتبع هذا الأسلوب في حياته الشخصية بشكل أكبر من حياته العملية فهو بالنهاية رجل أعمال ورجل حكومة، وهذا يجعله يستند في بعض الجوانب على الدين من أجل تحقيق رغباته.

هناك من تعاطف مع "مؤنس" وهناك من يصفه بالشيطان بسبب تصرفاته.. لكن كيف ترى أنت "مؤنس" من وجهة نظرك؟

أرى إنه ليس بالشخص الطيب وليس أيضًا بالشخص الشرير كما يصوره البعض، فهو شخص  طبيعي يحب ويفرح ويغضب ويشعر بالغيرة على حبيبته، ولديه جانب ديني أثر على شخصيته بحكم تربيته ونشأته، وأصبحت هذه هي طريقة تعامله مع البشر، لذلك سنجد هناك من أحب "مؤنس" ووجده قريب من قلبه، وهناك من يكرهه، وتتغير الأمور وفقًا للمواقف، فهو ملاك في بعض المواقف وشيطان في البعض الآخر.

هناك كلمات جاءت على لسان "مؤنس" وتعلق بها الجمهور مثل  "أنا لا أطيق الانتظار" و"فك كرب مسلمة" و"اتق الله" ..فما رأيك بارتباط الجمهور بها؟

بالفعل حدث ذلك مع كل موقف وكل جملة يقولها "مؤنس"، وأشعر بشيء مُختلف تجاه هذه الشخصية مع الجمهور، فأدواري السابقة كان لها تأثير مع الجمهور، لكن مع "مؤنس" يحدث هذا التأثير بشكل أكبر وأكثر نضجًا وتأثيرًا معهم، لذلك أنا طائر من الفرحة لما أراه من تأثير الشخصية والعمل مع الجمهور.


أحدث المسلسل حالة من الجدل القانوني والفقهي خاصة فيما يتعلق بحالة الطلاق والزواج التي حدثت بالعمل.. فما رأيك فيما حدث ؟

قرأت  عددا من الأخبار والتي تتحدث عن رأي الأفتاء في هذه الواقعة، وسعدت للغاية  أن ما قدمه العمل جذب الرأي العام والجمهور لهذه الدرجة من الاهتمام، وهذا دليل على إنجذاب الجمهور لما حدث، ومن وجهة نظري الشخصية وكأحد صناع "لعبة نيوتن"، أرى أن هذا المسلسل هو أكثر عمل خاطب وتحدث مع مشاعر وعقل الجمهور، والدليل على ذلك حالة الصخب الجماهيري والإعلامي وأيضًا آراء رجال الدين في الحالات التي تحدث عنها العمل، فالجميع اجتمع على حب هذا المسلسل ومناقشته، وهناك من أحب الشخصيات فقام برسمها، ومن علق عليها بتعليقات ساخرة، وأيضًا هناك عدد كبير من النجوم الذين عبروا عن شدة إعجابهم بالعمل، وتواصلوا معي مثل هنا شيحة، وبشرى، وهشام ماجد، وشيكو، وتامر حبيب، وأيضًا سفير مصر بلبنان، والكثير من الأسماء التي تتحدث معي بشكل يومي.

هناك الكثير من المشاهد التي تحدث عنها الجمهور.. لكن ما هو المشهد الأبرز بالنسبة لك ؟

90% من المشاهد في هذا العمل هي "ماستر سين"، وهناك مشاهد لا يتوقعها الجمهور لكنها كانت الأصعب، ففي أول ظهور لي في المسلسل هناك مشاهد لم أتحدث بها تمامًا وكانت الأصعب، مثل مشاهد السجن في بداية المسلسل، وجميع  المشاهد مهمة، فلا يوجد مشهد واحد ليس له أهمية.

ما سبب تحقيق "لعبة نيوتن" هذا النجاح الكبير من وجهة نظرك ؟

الإخلاص في العمل، أخلص الجميع وكل العناصر المشاركة به في هذا المسلسل، ولم يبخل أي شخص في بذل أي مجهود به، ومر الجميع بأيام صعبة للغاية، بداية من مجهود المُخرج تامر محسن في هذا المشروع مُنذ عام 2019، وتحمله للمجهود والقلق والتوتر على كل ما يخص العمل، وأيضًا أيام صعبة في السفر مرات كثيرة للتصوير في مدينة الفيوم المصرية، ثم بعد انتهاء التصوير، تحمله لمراحل المونتاج والموسيقى، وتفاصيل كثيرة حتى الأيام الأخيرة من العرض، وأيضًا أود أن أتوجه بالشكر لمنى زكي فهي عنوان للإخلاص في العمل، وصديق العمر محمد ممدوح، فهو من أقوى وأهم ممثلي جيله، وأيضًا الكبير سيد رجب، فأنا مدين لكل هؤلاء بهذا النجاح الكبير. 

تشارك أيضًا بشخصية كريم الدمنهوري في مسلسل "ضد الكسر" فما الذي شجعك لخوض هذه التجربة؟

في بداية الأمر كنت سأشارك في رمضان هذا العام بـ"لعبة نيوتن"، وبعض الأعمال التي سأظهر بها كضيف شرف، لكنِ وجدت اتصالاً من المُنتج الكبير جمال العدل، وبعد عدد من الإتصالات بيننا، وافقت على هذا العمل، وفكرت أن "مؤنس" و"كريم" شخصيتين لا تشابه بينهما، ووجدت إنه لا توجد أزمة في ذلك خاصة مع اختلافهما شكلاً ومضمونًا، على كافة المستويات.

حقق  "كريم" أيضًا نجاحًا مع الجمهور الذي وصفه إنه يمثل تناقضات الرجل كما هو في الواقع ..فما رأيك في ذلك ؟

بالفعل علق الجمهور على تصرفات "كريم" ووجده البعض إنه شخص متناقض، وأيضًا استمتع بآراء الجمهور حول هذه الشخصية، وحديثهم عن تصرفاته، وما يسعدني هو تقديم شخصيتين مختلفتين تمامًا، واستمتعت بأداء كلاً منهما، ونجحا بشكل كبير مع الجمهور في رمضان هذا العام، و"ضد الكسر" يحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، وأصبح ضمن القائمة الأعلى مشاهدة عبر منصة "شاهد".

رغم انشغالك الشديد شاركت بشخصية الإرهابي "شاكر" ضمن أحداث مسلسل "الاختيار2".. فلماذا؟

هذا العمل هام للغاية، فهو مسلسل وطني ونتحدث عن مواقف وأبطال الشهداء الذين لهم أهمية كبيرة في حياتنا وحياة البلد، ولأي ممثل شرف كبير المشاركة بمشهد واحد به، وهذا عمل بطولي من خلال الدراما، وعمل هام في تاريخ أحمد مكي، وكريم عبد العزيز الذي تشرفت بالعمل معه بعد 10 سنوات من تعاونا بفيلم "فاصل ونعود"، وبيننا تفاهم كبير، وسعدت كثيرًا بردود الأفعال التي حدثت في المشهد الذي جمعنا في الحلقة الأولى، ومخرج العمل بيتر ميمي متميز ويخلص في عمله طوال الوقت، وعندما تحدث معي، وافقت على الفور قبل معرفتي بطبيعة الدور.

وماذا عن ظهورك كضيف شرف بشخصية أستاذ تمثيل بمسلسل "خلي بالك من زيزي" ؟

تعاونت مع كل صناع هذا العمل في مسلسل "قابيل" عام 2019، وأحب واستمتع بالعمل مع أمينة خليل ومحمد ممدوح، وعندما أجد الفرصة للظهور بشكل مُختلف أفعل ذلك بدون تردد، وهذا ما وجدته في "أحمد" أستاذ التمثيل، وأحمد الله على كل الشخصيات التي قدمتها هذا العام والتي تركت بصمة مع الجمهور.