المرشدة السعودية حورية الشيخ لـ"هي": الحب الصادق لمساعدة الآخرين لا يضعف

جدة - "شروق هشام" Shorouq Hisham

تصوير: "مختار شاهين" Mokhtar Chahine

موقع التصوير - زاوية 97 في حي جدة التاريخي

يعد المجتمع السعودي مجتمعاً غنياً بنماذج إيجابية لنساء سعوديات ناجحات ومتميزات بمختلف المجالات، وخاصة تلك المجالات التي تسهم في تنمية وتطوير المجتمع. التقينا عبر صفحات "هي" بالسعودية حورية الشيخ اختصاصية تحليل الشخصيات وجلسات "الكوتشنج" ومؤسسة "منصة رشد للاستشارات والتدريب الشخصي". حدثتنا حورية الشيخ عن أهمية هذا المجال وتأثيراته المتنوعة والتي لا ترتبط بذات الإنسان وحده، وإنما تنعكس أيضاً على المجتمع ككل، في إطار تأكيدها بأن "الحب الصادق لمساعدة الآخرين لا يضعف.. والشغف المتصاعد للمعرفة لا يتوقف".


بدايةً عرفينا عن نفسكِ.
الإجابة عن هذا السؤال أرقتني كثيرا، لأن معرفة واستكشاف الذات ليسا بالمسألة السهلة، المقربون يعرفون أني "حورية" الثلاثينية، والأم المنفصلة لأجمل ابنتين "دعاء ودرة"، المدربة الحاصلة على ماجستير التدريب وبكالوريوس الأدب الإنجليزي، ولكن لم تنل إعجابي يوما الطريقة التقليدية، فعملت جاهدة خلال ثلاث سنوات متتالية عندما بدأ العد العكسي عام 2014 للبحث عن ذاتي، والتي وجدتها بفضل الله، وأعرفها بأنها "أنثى بروح طفلة، وقلب مراهقة، وعقل سيدة فاضلة تربت على يد رجل عظيم"، ويسعدني زيارة موقعي الشخصي houreia.com للتعرف إلي أكثر.

ما الذي جعلكِ تختارين مجال تحليل الشخصيات على الرغم من عدم انتشاره؟
فعلا أحد الأسباب أنه ليس واسع الانتشار، فالإنسان بطبعه يعتقد أنه يعلم ذاته ويفهمها ولا يحتاج إلى مرشد، وهذا يعود لـ "الأنا" الذي لا يسمح له بالاعتراف بحاجته، إضافة إلى حبي للتميز والتفرد بالتخصص والريادة في عملي، وشخصيتي أيضا ذات طابع تحليلي وتحب قراءة ما وراء العوالم الخفية وما بين السطور، فمجال تحليل الشخصيات يشبع شغفي وفضولي لمعرفة المزيد عن النفس البشرية، وهو اللبنة الأولى في رحلة "الكوتشنج" مع عملائي لتمكينهم من أنفسهم، وإبراز نقاط قوتهم وتحقيق رؤيتهم لأنفسهم وأهدافهم بمعرفة رسالتهم في الحياة، وهو الأمر الصعب الذي يتطلب جهدا ومتابعة بشكل مستمر.
هل تعتقدين أن كل شخص بحاجة أو سيحتاج إلى "كوتش" في مرحلة من مراحل حياته؟
أؤمن بحاجة الإنسان مهما بلغ من العلم والمعرفة إلى مرشد يضيء طريقه ليرى خارج الصندوق، ولنا في أنبياء الله ورسله قدوة في هذا الموضوع، فقصة سيدنا موسى مع الخضر عليهما السلام، تُبين تعجب موسى وعدم صبره على تصرفات الخضر الذي تحلى بالرحمة والصبر خلال رحلتهما، وهذا هو "الكوتشنج" كمسمى حديث لعملية الإرشاد، وهي التي ألهمتني لإيجاد اسم لمنصة الاستشارات والتدريب الشخصي (رشد)، وكتابة فلسفتها. أسستِ "منصة رشد للاستشارات والتدريب الشخصي"، حدثينا عن الهدف منها. بصراحة منذ تخرجي عام 2013 وأنا أبحث عن عمل، إلا أن بعض متطلبات الحصول على وظيفة وحتى الأعراف الاجتماعية أجبرتني على البحث عن فرص أخرى، ودفعتني لإيجاد فرصة بعمل مشروع والاستفادة من الموارد المتاحة والوضع الاجتماعي الجديد للمرأة في ظل رؤية 2030 ، فأسست "منصة رشد"، وهي وليدة ثلاث ركائز أساسية: تخصصي في مجال التعليم عن بعد والتدريب الإلكتروني، وشغفي في مجال تحليل الشخصيات والكوتشنج، وأخيرا احتياجي السابق للتدريب والاستشارات خلال مراحل حياتي المختلفة.
ما الخدمات التي تقدمها "منصة رشد"؟ وهل تستهدف فئات معينة من فئات المجتمع؟
أسست rushdplatform.com حديثا لتكون مرجعا للجميع، لذلك حرصنا على أن ننوع مجالات الاستشارات وجلسات الإرشاد "الكوتشنج"، وأضفنا خدمات تحليل الشخصيات والتدريب ومجموعات الرشد، وبالتأكيد لم ننسَ الخدمات المجتمعية القادمة لإثراء مجتمعنا نحو صحة نفسية ممتازة كنوع من التكافل الاجتماعي لتحقيق مبادئ الجودة في الحياة الاجتماعية بحلول عام 2030 .
ما أهم العقبات التي واجهت المنصة في بداية انطلاقها؟ وكيف تمكنتِ من التغلب عليها؟
التحديات مستمرة ونحتاج إلى الصبر وقوة الإرادة للتغلب عليها، فأكبر تحدياتي توفير رأس المال، وخاصة أن أغلب إجراءات الحاضنات وصناديق دعم رواد الأعمال تتطلب وقتا، فاضطررت إلى أخذ قروض شخصية، وكان الضمان الوحيد بعد الله هو راتبي المخصص من دولتي العظيمة، وما زلت أعمل على سداد الديون، وتوفير موارد مالية للمشروع من دون مخاطر كبيرة تُعيق تحقيق أهدافي. وكان التحدي غير المتوقع توفير مرشدين ذوي خبرة ومتمكنين من التكنولوجيا، حيث لا يشعر أغلبهم بالارتياح في تقديم الاستشارات بالطرق الحديثة. وكذلك إقناع فريق العمل بجدوى المشروع، لكون عملهم معتمداً على حصص من الأرباح السنوية لم يكن بالأمر السهل ما لم يكن شغفهم وطموحهم معي مشتركاً.

أشارت العديد من الدراسات الحديثة إلى أن حجم الإقبال على الدورات بشكل عام عبر المنصات الإلكترونية يتصاعد بشكل متسارع في منطقة الشرق الأوسط، ما رأيكِ في ذلك؟
أول خطوة عملت عليها "دراسة منصات التدريب العربية باستخدام أدوات التحليل الرقمي"، وأثبتت النتائج صحة هذه الدراسات، خاصة أن وعي الناس ورغبتهم في التطور في ازدياد، الا أن أغلب المنصات تفتقد بعض الأمور، كتفعيل دور الإرشاد، وهو الحلقة المفقودة وقد لا تجد الاهتمام الكبير، وهنا التحدي، أن "أبدأ من حيث انتهى الآخرون"، وأقدم ميزة تنافسية مختلفة على الرغم من قوه المنصات تسويقيا، وحصول أغلبها على دعم الحكومات.
هل يعد إقبال العملاء للاستفادة من خدمات المنصة مرضيا من وجهة نظركِ؟
ذكرت قبل قليل أن التحدي الأكبر قد يكون في تميزنا في مجال "الكوتشنج"، ولكن سقف توقعاتنا عالٍ، فنعمل على خطة تسويقية للانتشار بشكل أفضل وخدمة شريحة كبيرة من الجمهور السعودي والعربي بإذن الله.
هل من الممكن أن تتوسع مجالات المنصة مستقبلا؟ وما الرؤية المستقبلية لخدماتها؟

نسعى لمتابعة كل جديد في مجال تصميم المنصات وتقديم الخدمات بناء على احتياج المستفيدين، ونتطلع إلى تقديم خدماتنا للعالم الغربي، لذلك نعمل بـ "همة" حتى تصل مملكتنا إلى "القمة".
بشكل عام ما رأيكِ في النهضة العامة التي أحاطت بالمرأة السعودية وما وصلت إليه في مختلف المجالات خلال السنوات الأخيرة؟
المرأة السعودية ستكون من أقوى النساء في العالم العربي والغربي بحلول عام 2030 ، ونهضتها هذه ليست وليدة الصدفة، هي أحد أهم مخرجات رؤية المملكة، فعلى المرأة مساعدة نفسها والاستفادة من الموارد والإمكانات المتاحة لتمكنها من ذاتها، وتحقق طموحاتها، وألا تستسلم للأعراف الاجتماعية وتضعف أمام الظروف.
ما طموحاتكِ المستقبلية؟
طموحاتي لا حدود لها، المنصة خطوة لنجاحات كبيرة، والقادم مذهل بإذن الله، انتظروا تطبيق تحليل الشخصيات وغيرها من الأفكار الرائدة.