ياسمين هيميرلي لـ موقع "هي": أشعر بالمجوهرات تجري في دمي ونتعاون بالإبداع في دار Hemmerle

لا يمكن لشخص مهتم بالمجوهرات العالمية العريقة أن لا يعرف دار  هيميرلي Hemmerle للمجوهرات الفاخرة والتي يمتد تاريخها العائلي عبر أربعة أجيال.

ولدت علامة Hemmerle الألمانية عام 1893 على يد الأخوين جوزيف وأنتون هيميرلي وتخصصت في البداية في صنع الميداليات والقطع حسب الطلب، وكانت العائلة الملكية البافارية أبرز العملاء لديهم.

تحتفل الدار عام 2018  بمرور 125 عاما على تأسيسها ويديرها اليوم الزوجان ستيفن وسيلفيلي هيميرلي بالتعاون مع ابنهما كريستيان وزوجته ياسمين المصرية الأصل والتي ولدت وترعرت في القاهرة. يعرف عن الدار التزامها بالأصالة والحرفية اليدوية الدقيقة.

 أجرينا هذا اللقاء المشوق مع ياسمين هيميرلي للحديث عن مجوهرات Hemmerle 

ما هو أكثر أمر تعشقينه في المجوهرات؟

أعشق أن المجوهرات شخصية للغاية وهي تعبير عن الهوية والذات. تغير الوقت ولم يعد ارتداء المجوهرات حكرا على المناسبات بل نختار ما نرتديه منها من الصباح إلى المساء، حتى أنها تصبح جزء لا يتجزا منا.

صممت علامة هيميرلي  Hemmerleمجموعة رائعة من وحي تراث مصر بعد زيارتهم لعائلتك هناك، كيف ترين تأثير هذا المزيج المختلف بين خلفيتك وخلفية كريستيان على تصاميم الدار؟

نحن محظوظون كعائلة بأننا نتشارك نفس الرؤية والتوجه لدار هيميرلي Hemmerle. نعمل معا بشكل متعاون وإبداعي ونفكر في ابتكار قطع جديدة حيث نساهم جميعنا في عملية التصميم. عائلتنا تضم جيلين مختلفين مما يعني أن الخبرات والمعرفة  مختلفتين قليلا، ولذا نعمل على دمج التقليد والتراث الخاص بالعلامة مع العصرية والابتكار.

الحقيقة هي أن مجوهرات Hemmerle كان لها اهتمام قوي بمصر حتى قبل انضمامي إلى العائلة، فالمجوهرات لها مكانة خاصة في الحضارة المصرية ولم يقتصر دورها على الزينة فقط بل تم استخدامها كرمز للحماية أيضا. التمائم في المجوهرات المصرية والتي كانت ضمن رموزهم وقصصهم المذهلة شكلت مفهوم البساطة والتصميم الخالد مما جعلها مصدر وحي للكثير من المصممين.

ماهي قطعتك المفضلة من مجوهرات هيميرلي Hemmerle؟

ليس لدي قطعة مفضلة. أتذكر بشكل واضح كل القطع التي نصنعها. فنحن نعيش معها في ورشة العمل لمدة شهور وأحيانا سنوات، ولذا تصبح تقريبا جزءا منا حيث نرى تطورها منذ البداية حتى النهاية. كل قطعة من هيميرلي هي فريدة من نوعها ولن يكون من العدل أبدا أن أفضل قطعة على أخرى.

في بداية زواجي من كريستيان صنع لي سوار  Hemmerle Harmony Bangle من خشب الزيتون والنحاس والألماس البني.

منذ عقد من الزمان وحتى الآن وهي ملازمة لي بشكل يومي تقريبا حتى أصبحت مثل جلد ثان لي، فهي قطعة مريحة للغاية وأستطيع أن أمارس كل ما أريد وأنا أرتدريها .. أذهب إلى الملعب و المكتب و مناسبات العشاء وهي على يدي. أشعر بأني عارية دونها.

كيف تصفين العلاقة بين المرأة العربية والمجوهرات؟

لا أود أن أقوم بالتعميم فيما يخص النساء في الشرق الأوسط، إلا أنه بالحديث عن نفسي كفتاة مصرية نشأت في القاهرة أشعر بأن المجوهرات تجري في دمي.

كلا جدتي كانتا عاشقتين للمجوهرات، إحداهما كانت ترتدي مجوهرات من تصاميم زوجها والأخرى كانت مهتمة بجمع المجوهرات الأثرية والكلاسيكية.

كنت أرى المجوهرات حولي في كل مكان خلال نشأتي سواء في القرى النائية على شكل أساور كثيرة متراصة أو على نساء المدن أثناء مناسبات العشاء. المجوهرات روح حية في حضارتنا.

كفرد من عائلة هيميرلي .. من هي المراة التي ترتدي مجوهرات Hemmerle؟

قد تكون أي امراة! لدينا عملاء من حول العالم ومن مختلف الأعمار.

لعل الصفة المشتركة بينهم هي أنهن نساء واثقات من أنفسهن يملكن أعين تقدر الأصالة ولهن اهتمام قوي  بالحرفية اليدوية والجودة العالية.

نرى تصاميم مجوهرات هيميرلي Hemmerle في المزادات العالمية الفاخرة .. حدثينا عن هذا الأمر؟

بدأت قطع Hmmerle  بالبروز في المزادات العالمية منذ 5 سنوات ونحن فخورون جدا بالنجاح الذي تحققه. عدد القطع الذي يصل إلى السوق الثانوي للمجوهرات لا يزال محدودا ومعظمها يعود إلى حقبة التسعينيات وبداية الألفية.

نطمح دائما إلى تصميم قطع خالدة ولذا يسعدنا أن نرى مجوهراتنا السابقة لا تزال محط اهتمام.

عندما نجد منزلا جديدا لإحدى قطع مجوهرات Hemmerle يصعب علينا أن نتصور بأنها لن تبقى مع مالكها إلى الأبد، إلا أننا في النهاية نفضل أن يتم ارتداء مجوهراتنا على أن تبقى سجينة صندوق الممتلكات الثمينة. ولذا، نسعد بكونها تذهب إلى شخص آخر يقدرها ويرتديها.

ماهي أحلامك المستقبلية فيما يتعلق بمجوهرات Hemmerle؟

أحلم بأن نستمر في الإبداع مع المحافظة على تراثنا واحترامه. تعتبر المجوهرات على نطاق واسع حاليا جزءا من عالم الفنون.

لدينا الفرصة الآن كمصممين للتواجد ضمن منصات كانت في وقت سابق مساحة للفنون التقليدية مثل البينالي والمعارض والمعاهد والمؤسسات الفنية الكبرى لكي نتواصل مع زوارها من خلال تصاميمنا.

نأمل أن نستمر بوضع بصمتنا المتميزة و هويتنا الفريدة التي عرفت بها دار هيميرلي Hemmerle.