"كاثرين رينييه" Catherine Renier الرئيس التنفيذي لـ"جيجر لوكولتر" :Jaeger Le Coultre Reverso هي أفضل تعبير عن رقي الدار وخبرتها

تحتفل دار "جيجر لوكولتر" Jaeger Le Coultre هذا العام بمرور تسعين عاما على ابتكار ساعة "ريفيرسو" Reverso الأيقونية. ففي عام 1931 صممت هذه الساعة أصلا لتقاوم ظروف ميادين رياضة البولو القاسية، فصنعت بقفص يمكن قلبه على وجهه الآخر، وقد استوحيت معالمها الأنيقة من طراز الأرت ديكو الزخرفي. طورتها الدار عبر التسعين عاما، فقدمتها بأكثر من خمسين آلية حركة مختلفة دون أن تفقد هويتها، كما أن وجه الساعة الآخر أصبح خلفية تعبير إبداعي، حيث يمكن أن تزيّن بطلاء المينا والنقوش والأحجار الكريمة.

تتويجا لهذا الاحتفال، خصت دار "جيجر لوكولتر" Jaeger LeCoultre هذه المجموعة الأيقونية بإصدارات جديدة كشفت عنها في معرض "الساعات والعجائب" Watches & Wonders الافتراضي. فقدمت مجموعة واسعة أتت شاهدة على حرفية الدار وتمرسها في صناعة الساعات الراقية، كان أبرزها ساعة "ريفيرسو هيبريس ميكانيكا كاليبر Reverso Hybris Mechanica "185 Calibre 185 وهي أول ساعة بأربعة أوجه، وتحتوي على إحدى عشرة وظيفة. كما شهدت ساعات "بريشس فلاورز" Precious Flowers الاستثنائية على مهارة الدار العريقة في صناعة الساعات وحرفيتها الفنية وبراعتها في صياغة المجوهرات.

"هي" التقت ب"كاثرين رينييه" Catherine Renier ، الرئيس التنفيذي للدار، لتذهب معها في جولة في عالم "ريفيرسو" Reverso الجميل.

وصفتِ مصنع الدار في "لو سنتييه" بأنه "صندوق العجائب" في إحدى المقابلات الصحفية، وقلتِ إنه مصدر إلهام لكم. كيف ساعد ذلك في دفع وتطوير تميزكم؟

للإجابة عن هذا السؤال تجب العودة إلى الروح المؤسسة للدار. فعندما أنشأت عام 1833 ، كان الغرض جمع عدد من الحرفيين المميزين تحت سقف واحد للتعاون والابتكار ولحل التحديات في صناعة الساعات بأسلس الطرق. ومنذ ذلك الحين فإن روح التعاضد وجمع الخبرات الفنية في مكان واحد هي هويتنا. وقد اكتسبنا عبر السنوات خبرة ثرية في مجال صناعة الساعات على جميع المستويات، فنحن نجمع اليوم أكثر من 180 حرفة فنية تحت سقف واحد، تمكننا من تصنيع ساعاتنا بالكامل، بدءا من صنع المكونات الدقيقة ووصولا إلى تركيب الساعة. أضرب مثلا الساعة الرباعية "ريفيرسو هيبريس ميكانيكا كاليبر ،Reverso Hybris Mechanica Calibre 185 "185 التي كشفنا عنها في معرض "الساعات والعجائب"، فقد صنعنا كل قطعة وتفصيل فيها في الدار، بما في ذلك حسابات مقياس الدورة القمرية التي نفذها خبراء التطوير.

إن خبرة الدار بالدقة والتوربيون والتعقيدات الساعاتية المرتبطة بالسماء، هي في أساس العملية الإبداعية عندنا، ونحن محظوظون أيضا في أن تكون لدينا في الدار ورشة الحرف اليدوية النادرة التي تنجز جميع خطوات تزيين الساعات، من الطلاء بالمينا والترصيع بالجواهر، والرسم المصغر، والنقش والحفر والغيوشيه. وفي عودة إلى مجموعة "ريفيرسو" Reverso ، واجه "جاك لوكولتر" الذي ترأس المصنع في الثلاثينيات من القرن الماضي تحديا، وهو أن يبتكر ساعة تقاوم ظروف ميادين رياضة البولو القاسية. يمكنك تخيل كيف تعاون جميع العاملين في الدار من مطوري الساعات وصانعي العلب وصانعي الحركات وفكروا في إيجاد حل، وكان في صناعة ساعة بعلبة يمكن قلبها على محورها لحماية زجاج الساعة. وهكذا ولدت ساعة "ريفيرسو" من روح التعاون والابتكار وجمع كل هذه الخبرات تحت سقف واحد.

للدار أسلوب يتميز بالأناقة والتركيز على البراعة التقنية. كيف تعكس ساعة "ريفيرسو" جوهر الدار؟

بالفعل الدار صانع ساعات لديه خبرات تقنية يمكنها حل أي تحدٍّ، و"ريفيرسو" هي أفضل تعبير عن رقي "جيجر لوكولتر"، فالعلبة وأسلوب الساعة ساعدا في تشكيل كيفية تعبيرنا عن هويتنا خارج آلية الساعة. أعني بذلك أن "ريفيرسو" استلهمت من حقبة آرت ديكو، فشكل هيكل الساعة الهندسي متوازن بشكل مثالي تبعا للنسبة الذهبية، فيبدو بسيطا، لكنه في الحقيقة بالغ التعقيد. إن "ريفيرسو" أنيقة ومتوازنة، وقد أثرت في ابتكاراتنا منذ إطلاقها مع الإصرار على نقاء العلبة والتصميم.

إصدارات استثنائية

أصدرتم أربع ساعات استثنائية من مجموعة "ريفيرسو وان" مزينة بالحرف اليدوية النادرة وبإصدار محدود. فهل يمكن أن تحدثينا عنها؟

موديلات "ريفيرسو وان" الأربعة الاستثنائية هي كانفاس مثالية تعبر عن الحرف اليدوية النادرة، وهي أيضا مثال جميل على إيجاد حلول لتحديات صناعة الساعات التي ذكرناها آنفا. لأننا في هذه القطعة واجهنا تحديات، ويمكنك تخيل التحدي الصعب الذي واجهناه في صناعة الساعة الرباعية. لكننا أيضا في صناعة ساعات "بريشس فلاورز" واجهنا تحديات أخرى، وإنما من نوع مختلف. أولا جمع في تزيينها فن النقش والطلاء بالمينا وترصيع الجواهر. علما بأنه عند الطلاء بالمينا يجب أن يسخّن المينا وهذه العملية تزيد صلابة المعدن، مما يجعل عملية النقش وترصيع الجواهر أمرا مستحيلا. وهكذا كان علينا أن نستنبط طريقة مبتكرة لعملية الطلاء. ومن التحديات الأخرى التي واجهتنا هو أن التصميم في بعض الموديلات يمتد على حواف الساعة المدورة، وتوصلنا إلى طريقة سرية خاصة بنا مكنتنا من تثبيت المينا على الحواف، فلا يسقط أو يتحرك قبل أن يثبت بالحرارة المرتفعة. وما أسهم أيضا في عملية صناعة هذه القطع هو أن جميع الحرفيين، من خبراء الترصيع بالجواهر والنقش وطلاء المينا، يعملون في فريق واحد وفق روح الدار، فهم يتجاورون في المشغل، وهو ما يمكنهم من تبادل الأفكار ومناقشة الحلول لما يواجههم من مصاعب في العمل. كل ساعة ننتجها تحمل تحديات خاصة، بداية بالساعة الرباعية طبعا، ووصولا إلى هذه الساعات المصنوعة والمزينة بالحرف اليدوية النادرة. نحن نواجه هذه التحديات، وسيكون لنا بالتالي رصيد يتراكم ويزيد من قدراتنا الفنية، وهو ما يعلي من مستوانا دائما.

ما الذي ألهمكم تصميم الزهور الزخرفي في القطع الأربع؟ هل هو لغة الزهور أو أسلوب الآرت ديكو؟

للغة الزهور دورها البيّن في الإلهام، وقد اخترنا لهذه الساعات رسم زنبق الأروم والزنبق الأبيض، التي ترمز إلى النقاء والإخلاص والإعجاب والتقدير. لكن عموما يعود الإلهام إلى أنها زهور ارتبطت بفترة الثلاثينيات من القرن الماضي، فكانت أشكال زنبق أروم أو الزنبق الأبيض تزين العلب المجوهرة التي حملتها النساء في تلك الحقبة.

هل كان اختيار الحزام الجلدي الأنيق لأنه يبرز جمال الساعة؟

حزام الساعة جزء كامل من تصميم الساعة، وكان القرار مبنيا على جماليات التصميم. من اللافت كيف يمكن أن يتغير وجه الساعة وشكلها تماما أحيانا عند تغيير حزامها. وعندما نختار حزاما بالتأكيد نسعى إلى توفير أسلوب وخطة لونية نقدر أنها تزيد من جمال الساعة.

سؤال أخير.. نشرتم كتابا عن "ريفيرسو" في فبراير هذا العام. أتعتقدين أنه كان من الأفضل أن تؤجلوا إصداره كي يزف قصة الساعة الرباعية "هيبريس ميكانيكا"؟

كان هذا الأمر موضع نقاش عميق ومطول في الدار. فقد عملنا على إنتاج هذا الكتاب منذ عامين، وكنا في هذه الأثناء قد باشرنا في صناعة ساعة "هيبريس ميكانيكا"، لكننا لم نرغب أن نكشف عنها ولا كنا مستعدين بعد للحديث عنها. أُلف الكتاب في عام 2019 ، واستغرق إنتاجه وتصميمه نحو عام. أعلم أن هذا الكتاب يفتقد قصة الساعة الرباعية، ولكنه قرار مدروس، لأنه ستكون لنا دائما قصص جديدة في تاريخ "ريفيرسو". وقد تكون الساعة الرباعية مقدمة كتاب جديد.