Cher Dior: باقة من المجوهرات بأبهى الألوان

"لماذا نحرم الموضة والمرأة من سحر الألوان وروعتها؟". كريستيان ديور.
 
"الشغف بالألوان المفعمة بالحياة والفرح". قاسم مشترك بين المديرة الفنية لقسم المجوهرات الراقية "ديور فاين جولري" Dior Fine Jewellery "فيكتوار دو كاستيلان" Victoire de Castellane والمصمم الأيقوني Christian Dior الذي لطالما عشق الألوان المبهرة، وأتقن كيفية استعمالها بحذر ولعب دوراً جوهرياً في إعادة صياغة اللون من خلال تصاميمه المختلفة. ففي العام 1947، وفي مجموعته الأولى، استعان بالألوان الفاتحة، في زمن كانت فيه الألوان الباهتة رائجة. وفي العام 1951، قال خلال تقديم مجموعته الخريفية: "اللون هو ما يعطي الجواهر قيمتها. فتضيء الوجه وتعزز جماله". أما في سيرته الذاتية "كريستيان ديور اند آي" Christian Dior and I في العام 1956، يسأل ديور Dior: "لماذا نحرم الموضة والمرأة من سحر الألوان وروعتها؟"
 
من جهتها، سعت Victoire De Castellane منذ بدء تعاونها مع Dior، إلى ترجمة تصاميم الدار الفرنسية العريقة في المجوهرات، ومزج الأحجار الكريمة التي تزخر بالألوان الفرحة والبرّاقة، في وقت كانت فيه المجوهرات الرائجة كلاسيكية بامتياز، لتعكس من خلال المجوهرات تصاميم الدار، وهويّتها، معيدة إلى المجوهرات الأنوثة التي حرمها إياها المصممون الأقل جرأ. فدرجات "فيكتوار" البنفسجية نابعة من السوجيليت، والوردية من المورغنيت، والسمراء المصفرة من الغارنيت اليوسفي والإسبنيل، وكل درجاتها الزرقاء من ترمالين بارايبا. أحجار الأوبال التي تستخدمها تنعكس ألف انعكاس وانعكاس. وألوان أحجارها الصلبة تتمايز بدرجات كمدتها. كما لا ننسى الذهب الموجود في بعض مجوهراتها والذي تطليه وتصقله كتحف من فنّ البوب. تختار أحجارها بصبر وتأنّ، حجرًا تلو الآخر، ثمّ تنسّقها. درجات تتناغم هنا، درجات تتضارب هناك. إنّ "فيكتوار دو كاستيلان"هي  خبيرة ألوان مثل الراحل "كريستيان ديور" الذي ينعكس حبّه للألوان على مجموعات "ديور فاين جولري" وخاصة منها مجموعة "شير ديور"  Cher Dior.
 
مجموعة "عزيزة"
في إطار مواظبتها على إحياء كل ما في عالم Dior الجمالي من خلال ابتكاراتها المختلفة،  وبعد النجاح الكبير الذي حقّقته مجموعة Dear Dior "دير ديور"، ها هي "فيكتوار دو كاستيلان" Victoire De Castellane تراسل المصمّم الأيقوني مرة جديدة، من خلال ابتكار مجموعة Cher Dior، أي عزيزي "ديور" في اللغة الفرنسية، التي ضمّت 21 قطعة رائعة تنبض بأعلى درجات الرقي والرقة. 
 
استوحت مصمّمة المجوهرات "فيكتوار دو كاستيلان" المجموعة الجديدة من مشاغل الهوت كوتور التي تقع في شارع "30 أفنو مونتينيو"، وتحديداً من مشهد الخياطات اللاتي يعملن على صنع وشاح، ما ألهمها على ابتكار الهيكل الداخلي لمجموعتها، فالجهة الخلفية من كل قطعة تستعيد زخرفة الوشاح المنقط بالتفاصيل الذهبية المشغولة بدقة للحصول على النقش الأصلي. في مشاغل المجوهرات الراقية لدى "ديور"، الخبرة والبراعة استثنائيتان أيضًا. وتمامًا مثل بطانة فستان السهرة، الجهة المخفية من القطعة تحمل أيضًا المفاجآت النابعة من أرقى مستويات الفن وأعلى درجات الحرفية.
 
رسالة تقدير
يمكن لرسالة "فيكتوار" الثانية أن تبدأ بعبارة "إلى كريستيان العزيز جدًا" لما تحمله المجموعة من احترام وتقدير له. ثمّ تنتقل فيكتوار في رسالتها لتحدّث كريستيان عن شغفهما المشترك بالألوان. "الدرجات الحمراء المشرقة مثل اللون القرمزي أو الكرزي أو السقلاتي أو أحمر صندوق البريد هي ألوان مفعمة بالفرح والشباب"، هكذا كتب "كريستيان ديور" في كتابه "ليتل ديكشوناري أوف فاشون"  Little Dictionary of Fashion. ويكمل: "هناك بلا شك درجة حمراء لكل شخص". وحول اللون الأزرق يقول: "لدى اختيارك درجة زرقاء يجب رؤيتها تحت ضوء كهربائي وتحت ضوء الشمس لأنّها تتغيّر كثيرًا".
 
هذا وتتقن مصمّمة المجوهرات المبدعة موهبة المبدع الراحل في اختيار الألوان، والتوفيق بين الدرجات، وتنسيقها، وفي جعلها تتضارب أحياناً. وهي تعرف تماماً كيف تجعل الألوان تتفاعل مع بعضها البعض، فتتحوّل درجات الأقمشة الحمراء والزرقاء إلى أحجار ياقوت وصفير. كما في كل المجموعات، وخاصة في هذه المجموعة، تبرز براعة التلاعب بالألوان من خلال رقّة الأحجار، من الماس، والسبيسارتيت (الغارنيت اليوسفي اللون)، والدمنتويد، وترمالين بارايبا، إلى الياقوت، والزمرد، مرورًا بأحجار الصفير بالدرجات الصفراء الزاهية والكثيفة والزرقاء الباهتة والأرجوانية الداكنة والوردية. مجموعة من الألوان الغنية التي كانت أحياناً متضاربة وأحياناً متدرجة وأحياناً أخرى متفجرة كألعاب نارية.
 
أخيراً لا يسعنا سوى القول أنّ ابتكارات "فيكتوار دو كاستيلان" وتحديداً مجموعة Cher Dior الأخيرة هي خلّاقة ودقيقة بامتياز، تجسّد هوية دار Dior العريقة بكل ما للكلمة من معنى، وتعكس رقيّها.