
المنتجة والكاتبة السعودية منى خاشقجي تكتب لـ"هي": المسرح حيّ والهوية تُروى بالخيط والصوت
أنا منتجة وكاتبة سعودية، أحمل في داخلي شغفا بجعل المسرح مساحة لقول حكاياتنا العربية، ولكن بلغة معاصرة يفهمها جمهور العالم. لم أكن يوما مهتمة بتقديم العروض لأجل الترفيه فقط، بل لأُعيد إحياء الذاكرة، وأضع الثقافة العربية، والسعودية تحديدا، في قلب المشهد الفني العالمي.
جزء كبير من رؤيتي يرتبط بالتراث، وخصوصا التراث الملبوس. لهذا، أسست مع مجموعة من المهتمين مبادرة "منسوجات"، التي تعنى بجمع الأزياء التراثية السعودية وتوثيقها وعرضها. اليوم، نملك أكثر من 800 قطعة نادرة عُرضت في جدة والرياض ولندن، ولدينا حاليا معرض في مركز "إثراء" يضم 25 زيا من مختلف مناطق المملكة، مصحوبة بمحتوى بصري بثلاث لغات.
أؤمـن بأن الــمــســـرح الحقيـــقـــي لا يعــيـــش على الشـــاشــات، بل ينــبـــض من الأداء الحي: من الغناء والتمثيل والموسيقى التي تُقدَّم مباشرة للجمهور. لهذا أحرص دائما على أن يكون في كل عرض أقدمه حضور حي وحيوي، لا يُستبدل بمقاطع مسجلة. في مسرحية "أم كلثوم"، على سبيل المثال، أضفت أنشودة "طلع البدر علينا"، وغنّى فريق العمل أغنية كتبها الأمير عبدالله الفيصل خصيصا لها، لتكون هويتي السعودية جزءا من العرض.
وفي "سندباد البحار"، مزجت التراث العربي برؤية عالمية، جمعت أغاني من فريد الأطرش إلى عبادي الجوهر، ودمجت الرقصات الشعـبية مع المعاصرة بمساعدة مصمم من لندن. الفكرة كانت دائما أن يكون العرض عربيا في روحه، عالميا في لغته، وأن يُشبهنا.
المسرح بالنسبة لي ليس "نصا يُقال"، بل "هوية تُجسَّد"، وأؤمن بأن السعودية تملك المواهب والبنية اللازمة لتكون قوة مسرحية قادمة. كل ما نحتاجه هو المساحة، والتشجيع، والثقة بأن ما لدينا يستحق أن يُروى ويُعرض.