رئيسة التحرير مي بدر تكتب: صوت نابع من القلب والعقل

رئيسة التحرير مي بدر تكتب: "صوت نابع من القلب والعقل"

مي بدر

في هذا العدد قررت وأسرة التحرير أن ننحني احتـــرامــا لجيـلنـا العربي من الشباب والشابات. لا لنُفسر خطواتــهــم، بل لننصت.. لا لنقوّم خياراتهم، بل لنتأمل شجاعتهم.

التقينا بالكثير منهم، واخترنا مجموعة كبيرة لتتصدر الأغلفة الثلاثة، وتركنا لكل منهم أن يعبّر عن رؤيــة متفــرّدة، ويشكّل شــرارة لا تنطفــئ في مشهد يتغير كل يوم. فمن منصّات الفن والتأثير، إلى ســـاحـــات الجــمــال، والهُوية، والإبداع، رصدنا كيف يعيد هذا الجيل صياغة القواعد لا ليفرض سلطته، بل ليخلق لنفسه مساحة حقيقية.

لي لي حلمي

"لي لي حلمي" على سبيل المثال، لا تكتفي برسم العالم كما تراه، بل تلونه كما تتمناه.. تقول من خلال لوحاتها ومشاريعها الفنية: "هذه أنا، بلا تبرير ولا خوف".

"لي لي" لا تنـتــظــر من أحـد أن يمنـحها تعريفا، فهي تصنعه بنفسها.

أما مــريم بوقــديـــدة، فهــي تقـدم لنا نفسها نجمة غير قابلة للتكرار، وتلمع، لا كصورة نمطية للجمال، بل كــصـوت أصيـــل وفـــيّ لحقـيــقـتــه وبعيد عن السطحية.

مــريم بوقــديـــدة
مــريم بوقــديـــدة

أتمنى على هذا الجيل ألا يسعى لإرضاء الصور النمطية، بل أن يكسرها. وألا يخجل من أن تكون هُويّته خليطا من الجذور والابتكار، من التقاليد والجرأة. كما أتمنى ألا يعتبر الإبداع حالة مؤقتة، بل نمط حياة، وأن يعيد تعريف الإلهام من خلال ذاته، وتجاربه، ومن خلال إخفاقاته قبل نجاحاته. وهذا بالتحديد ما يجعل قصته تستحق أن تُروى. وأنصحه بألا ينتظر الضوء، بل أن يصنعه. وألا يخاف من أن تكــون حيــاتـــه مكشــوفــة، لأن الشفافية بالنسبـــة لنــا جميــعـا ليست ضعفا، بل شكلا من أشكــال القـوة والحــريـــة. وأتمنى من كل قلبي أن يكــون هـذا الجيــل قــوة الحــاضـر والمستقبل، وأن يقود التـغيـيـــر اليوم، لا غدا. وأن يسير واثقا، وإن تعثر، وأن يستفيد من التكنولوجيا إلى أبعد الحدود، وأن يعلم أن منصات التواصل باتت مرآة للذات، وأن يستعــملها منبرا تعبيريا عميقا، وأن يكون كــل منــشور، وكــل عمل، وكل حركة وكل صورة وكل كلمة، إعلان وجود، وصـوتـــا نابعا من القلب والعقل ليصل إلينا جميعا.

مجلة هي

نصيحتي لكل الشابات والشباب: لا تبحثوا عن القـبــول في عيـــون الآخرين، بل ابحثوا عن حقيقتكم في مرآة أنفسكم. لا تسمحوا لأحد أن يختصر شغفكم في قالب.. وكونوا أوفياء لأنفسكم.. لا تخشوا من أن تكونوا مختلفين، ولا من أن تكــونــــوا حسّـــاسين، أو متناقضين، أو حتــــى تائــهيـن لبعض الـوقـــت. ففي هذا التقلّب يكمن النضج، ومن الحيرة يولد الإبداع. لا تتنازلوا عن شغــفــكم من أجل المعايير، ولا تطفئوا نوركم ليتناسب مع عـتــمـــة الآخرين.. اصنــعــوا جــمـالــكم بطـريقـتـكم، وعبّروا عن هُويتكم بلغتكم. وتذكّروا أن التقاليد ليست قيدا، بل منطلقا لابتكار جديد.