إضاءات شخصية

إضاءات شخصية

مجلة هي

في يوم المرأة العالمي أبارك لكل قارئات "هي"، وأهدي إليهن هذه الكلمات التي تختصر بعض التجارب التي عشتها في مراحل مختلفة من حياتي، والأهم في كل ذلك أنثى:

دعونا نعرف "وجد" في مقولة "من جدّ وجد": تربيت على مبدأ "من جد وجد"، ولكنني لم أتعلم ما الشيء الذي أريد أن أجده. وهنا نرى أنفسنا في سباق يومي ودوّامة من العمل والدأب لننظر في النهاية إلى ما نجده، ونكتشف أنه قد لا يشبهنا، أو لا يعطينا الراحة والرضى.

من الضروري لكل شخص، سواء كان امرأة أو رجلا، تعريف ما يريد أن يَجِد قبل أن يجِدَّ. ومع التجربة قد نتوصل إلى أن الصحة أهم من المال، والصداقة أهم من الحب، ودفء العائلة يغني عن ضجة الحفلات، وخطوط الابتسامة أجمل من البوتوكس، وأن الكنز الحقيقي هو راحة البال.

التكافؤ بين الجنسين يبدأ في الصغر: أكتب هذه المقالة وابنتي ذات الثانية عشرة من العمر في سيريلانكا ضمن رحلة عمل تطوعي للحفاظ على السلاحف والبيئة البحرية. أصارع شوقي لها، وخوفي عليها، وقلقي عليها عندما أرسلت لي صورة وجهها المليء بلدغات البعوض، وذلك في سبيل دعمها لتكون أقوى وأنضج وأكثر ثقة وجرأة. هنالك الكثير من الدراسات التي أثبتت أننا ننشئ أبناء قادرين على خوض المخاطر، وبنات لا يجرؤن على المخاطرة، ليس بسبب الفروقات الفسيولوجية والجسدية بين الجنسين، بل لأننا نعلم أولادنا على الجرأة، ونشجعهم منذ الصغر على اللعب في الخارج، ولا نمانع عودتهم إلى البيت بثياب مبللة بالعرق، وأرجل مكللة بالجروح والأدمية، بينما نركز إلى حد كبير في تربية بناتنا على: "اخفضي صوتك، اجلسي بطريقة معتدلة، حافظي على هدوئك، لا تضحكي، لا تلبسي، لا تنظري، ... إلخ"، ومن هنا ينشأ جيل كامل من البنات قد لا ينلن فرصتهن في الحياة لدواعي الحياء والخجل والخوف.

فلنقوِّ بناتنا، ولندعمهن ونعزز الثقة فيهن بعيدا عن كثرة "لا"، ولنعطيهن فرصا مكافئة لإخوتهن الذكور منذ الصغر، دون انتظار أن يخضن سوق العمل، لنحقق التكافؤ بين الجنسين.

في العدد القادم: للنجاح مفاهيم متعددة والفخر بالنجاح ليس غرورا..

Credits

    "مي بربر"

    May Barber

    مهندسة واستشارية وأستاذة جامعية