كيف تكتشفين شغفكِ وتحوّلينه إلى مشروع ناجح؟
من النصائح الشائعة التي قد تتلقيها عند البحث عن وظيفة هي "اتبعِ شغفك"، فالسعي وراء العمل والأفكار والمشاريع التي تُشعرك بالرضا والتحفيز يُمكن أن يُساعدك في الوصول إلى وظائف تستمتعي بها وتنجحي فيها، ورغم بساطة الفكرة، إلا أنها قد تتطلب بعض التفكير الدقيق للعثور على شغفك الحقيقي في الحياة.
وفي هذه المقالة، نناقش كيفية العثور على شغفك من خلال دراسة ماهية الشغف، والفرق بين الشغف والهوايات،وطرق لتحديد ما يثير شغفك حقًا.
ما هو الشغف؟

الشغف هو إعجاب أو رغبة قوية أو تفانٍ تجاه نشاط أو شيء أو مفهوم ما، وعندما تمارسي شغفك، قد تشعرين بالرضا والاسترخاء، وكمحترفة، فإن السعي وراء شغفك كمهنة يمكن أن يحقق لكِ إنجازًا أكبر في مساهماتك في مكان العمل، وقد تشعرين بالميل إلى السعي وراء شغفك حتى لو لم تكوني لديكِ الكثير من وقت الفراغ.
وبما أن الشغف هو أنشطة أو أفكار تُلهمك، فيمكنك التفكير في تحويله إلى مهنة، ويمكن أن يختلف الشغف بشكل كبير حسب اهتماماتك أو قيمك، وإليكِ بعض الأمثلة على الشغف الذي يمتلكه الناس:
الشغف مقابل الهوايات: ما الفرق؟
الهواية نشاط تستمتع بممارسته عندما يكون لديكِ وقت فراغ، بينما الشغف هدف أو نشاط يُحفّزك، وأحيانًا، قد تُصبحي الهوايات شغفًا، والشغف هواية، وإليك جدول يوضح الاختلافات بين الشغف والهوايات:
كيف تجدي شغفك؟
أفضل طريقة لتحديد ما يثير شغفك هي الانتباه إلى المهام والأنشطة اليومية التي تُشعرك بالحماس والتحفيز والرضا. إليك 15 طريقة لتحديد شغفك في حياتك اليومية:
-
ابحثي عن اللحظات المميزة في يومك
قد يكون هناك يوم أو وقت معين من الأسبوع تتطلعي إليه لسبب ما، وربما يكون اجتماعًا أو مهمة أو وقتًا محددًا خصصته، وقد تلاحظي أيضًا بعض المفاجآت أو الأوقات غير المتوقعة التي ينتهي بها الأمر إلى أن تكون أفضل جزء من يومك، فقط انتبهي للأشياء المهمة وغير المهمة التي قد تعتبرها ذروة يومك.
وفي حين أن العديد من هذه اللحظات المميزة قد تحدث في أثناء العمل، فقد تلاحظي أن لحظاتك المميزة تحدث خارج مكان العمل في الوقت الذي لديكِ لنفسك وأصدقائك وعائلتك، حيث إن ملاحظة مكان ومع من تحدث لحظاتك المميزة سيقربك خطوة واحدة من معرفة ما إذا كانت شغفك مرتبطًا بمهنتك أو بجوانب أخرى من الحياة.

-
انتبهي لما تُنفقي عليه وقتك ومالك
نميل إلى تركيز مواردنا، بما في ذلك الوقت والمال، على الأشياء ذات القيمة بالنسبة لنا، وانظري إلى فاتورة بطاقتك الائتمانية أو كشوف حساباتك المصرفية، وتحققي من وجود أي مواضيع مُهمة، وراقبي مواضيع الكتب والمجلات والأفلام والبودكاست التي تستمعي إليها، ودوّني ملاحظات حول كيفية قضاء وقت فراغك والأنشطة التي تُسعدك.
وأخيرًا، حددي ما إذا كان هناك نوع أو موضوع أو فكرة مُعينة تشترك فيها هواياتك واهتماماتك. قد تكون الاهتمامات التي استمرت معك على مر السنين مرتبطة بشغف أكثر من اهتمام نشأ حديثًا.
-
فكّري في المواضيع التي تُحبي تدريسها أو التحدث عنها مع الآخرين
فكّري في تفاعلاتك مع الآخرين، وما أنواع المحادثات التي تستمتعي بها أكثر؟ هل تجدي نفسك متحمسًا بشكل خاص عند الحديث عن موضوع معين؟ قد يكون من المفيد أيضًا التفكير في أي مهام أو مواضيع تميل إلى تعليم الآخرين عنها، وغالبًا ما تكون هذه هي الأشياء التي نعتبرها الأكثر أهمية بالنسبة لنا.

-
فكّري في نقاط قوتك
سيُرشدك تحديد مهاراتك الشخصية والفعلية إلى الاهتمامات والشغف المحددة التي خصصت وقتًا لتطويرها لتصبح نقاط قوة شخصية، وبدلاً من ذلك، قد تمتلك مهارة طبيعية تجعلك تشعرين بالثقة والتحفيز عند إنجاز مهام معينة.
-
تفحّص التفاصيل
وفي أثناء استكشافك للأشياء التي تجذب انتباهك بشكل طبيعي في حياتك اليومية، خصصي وقتًا للتفكير فيما يثير اهتمامك تحديدًا في تلك الأشياء.

-
استكشفي المسارات المهنية
بعد تحديد بعض مجالات اهتمامك، خصّص بعض الوقت لاستكشاف وظائف مختلفة، ويمكنك القيام بذلك من خلال تصفح مسميات الوظائف على "مسارات مهنية".
وقد تساعدك قراءة أوصاف الوظائف في العثور على الأدوار التي قد تثير اهتمامك، كما أن القراءة عن مهمة أو مسؤولية معينة قد تساعدك أيضًا في البحث عن أدوار أخرى ذات صلة قد تكون أكثر ملاءمة لكِ.

بينما يمكنك أيضًا التفكير في التحدث مع مديرك أو صاحب العمل حول مجالات اهتمامك وما اكتشفته يُحفّزك، وإذا كنتِ تُحب شركتك ولكنك تشعر بنقص الحماس في دورك، فقد يكون هناك مجال لتولي مسؤوليات إضافية تتوافق مع اهتماماتك أو الانتقال إلى وظائف ثانوية داخل الشركة.
وإذا اكتشفتِ أن شغفك ليس مسارًا مهنيًا ترغبي في اتباعه، فلا يزال بإمكانك الاستفادة مما تعلمته لتوجيه بحثك عن وظيفة، وعلى سبيل المثال، إذا لاحظتَ شغفك بقضاء الوقت في المنزل مع عائلتك، يمكنك البحث عن وظائف بجداول زمنية تسمح بذلك.
