لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم

بمناسبة يوم المرأة الإماراتية.. قيادات ملهمة ترسم مستقبل الثقافة والفنون

شروق هشام

بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، الذي تحتفل به دولة الإمارات العربية المتحدة في 28 أغسطس من كل عام، يسطع حضور القيادات النسائية في المشهد الثقافي والإبداعي كقوة ملهمة تسهم في صياغة مستقبل الثقافة والفنون في الدولة، مستندة إلى رؤية طموحة ودعم وطني راسخ، ويأتي شعار هذا العام "يداً بيد نحتفي بالخمسين" ليجسد روح التكاتف الوطني والنجاح المشترك، مؤكداً أن إنجازات المرأة ليست منفصلة عن مسيرة الوطن، بل هي جزء أصيل من نهضته الثقافية والإبداعية التي تعكس طموح الإمارات نحو المستقبل.. وفي إطار ذلك لنسلط الضوء على نخبة من القيادات الملهمة اللواتي أثبتن قدرة المرأة الإماراتية على تولي مواقع ريادية ووضعن بصمات واضحة في مسيرة ومستقبل الثقافة والفنون في الإمارات.

الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم

لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم - الصورة الرئيسية
لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم

الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، تعد من أبرز النماذج النسائية الملهمة على مستوى الوطن العربي ككل، حيث تلتزم دبي للثقافة برئاستها بإثراء المشهد الثقافي في دبي، وتعزيز مكانتها مركزا عالميا للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب، هذا بالإضافة إلى الالتزام بإحياء وصون الإرث التاريخي للإمارة، وتسليط الضوء على نسيجها الثقافي المعاصر عبر سلسلة من المبادرات والمشاريع الثقافية المبتكرة، إلى جانب رعاية الأصول الثقافية والتاريخية والتراثية من متاحف ومعالم تراثية، فضلا عن مكتبات دبي العامة، سعيا لتعزيز مكانة الإمارة كمركز إبداعي عالمي وثقل محوري على الخارطة الثقافية العالمية.

وفي إطار العمل الدؤوب في هيئة الثقافة والفنون في دبي لتحقيق الرؤية الطموحة للمشهد الثقافي والإبداعي وللمجتمع الإبداعي، فلقد كان هناك العديد من المبادرات الهادفة التي انطلقت تحت رعاية الشيخة لطيفة آل مكتوم في إطار إيمانها بأن بناء الاقتصاد وازدهاره قائم على دعم الإبداع، ومن ذلك إطلاق موسم دبي الفني التي تنطوي تحته فعاليات فنية بارزة منها آرت دبي ومعرض سكة وأسبوع دبي للتصميم، والعديد من المبادرات والمعارض والمهرجانات التي تركت أثر كبير في دعم الإبداع، وكانت الشيخة لطيفة آل مكتوم قد مُنحت جائزة السيدة العربية الأولى عام 2021 من قبل هيئة المرأة العربية، نظير ما قدمته من تفانٍ ودعم لرفع الوعي الثقافي والمعرفي وزرع ثقافة القراءة في عقول الفرد لينهض بمجتمعه، وجهودها الملحوظة ومثابرتها من أجل نهضة الثقافة والإبداع في إمارة دبي والعالم العربي.

نورة بنت محمد الكعبي

نورة الكعبي
نورة الكعبي

تعد نورة بنت محمد الكعبي إحدى أبرز الشخصيات النسائية التي كان لها دور كبير في تطوير القطاعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، فقبل أن تشغل منصبها الحالي وزيرة دولة في وزارة الخارجية، شغلت سابقًا منصب وزيرة الثقافة والشباب، إلى جانب منصب وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وكذلك منصب رئيسة جامعة زايد، والمفوض العام لجناح الإمارات في إكسبو 2020 دبي، وترأست اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ومجلس إدارة مركز أبوظبي الوطني للمعارض، إضافةً إلى مناصب أخرى شملت منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام ورئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي twofour54 التي ساهمت أيضًا في تأسيسها بهدف تلبية احتياجات المجتمع الإبداعي في الدولة.

وساهمت نورة الكعبي من خلال مناصبها المتنوعة في إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي كان لها الدور الأكبر في تطوير القطاعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات وتعزيز علاقاتها مع مختلف الدول، منها إطلاق البرنامج الوطني لدعم المبدعين العاملين بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد- 19، والاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية بهدف النهوض بالقطاع وتحفيزه ليكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية بالدولة، ولقد حصلت على العديد من التكريمات والتقديرات ومن أبرزها حصولها على وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة فارس، ووسام الاستحقاق الفرنسي برتبة فارس تقديرًا لجهودها في تطوير العلاقات بين دولة الإمارات وفرنسا وتشجيع التبادل الثقافي والإبداعي فيما بينهما.

الشيخة حور بنت سلطان القاسمي

حور القاسمي من تصوير Daniel Boud
حور القاسمي من تصوير Daniel Boud

تُعد الشيخة حور بنت سلطان القاسمي من أبرز الوجوه الثقافية والفنية في المنطقة والعالم، فهي رائدة وشخصية بارزة في مجالها، وتعتبر قوة ديناميكية في المجتمع الفني العالمي، لكونها رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، ومديرة لمعرض بينالي الشارقة، كما تشغل منصب رئيس جامعة الدراسات العالمية، وترأس القاسمي مؤسسة الشارقة للفنون التي أسستها عام 2009 بهدف تحفيز الفنون، ليس في الشارقة والإمارات العربية المتحدة فحسب، بل على المستويين الإقليمي والدولي أيضاً، كما تولت منذ عام 2002 إدارة بينالي الشارقة الذي تحول بإشرافها إلى منصة دولية مرموقة تجمع الفنانين المعاصرين والقيمين الفنيين والمنتجين الثقافيين من شتى أرجاء العالم، هذا بالإضافة لشغلها منصب رئيس مجلس إدارة "ترينالي الشارقة للعمارة".

ولقد حظيت الشيخة حور القاسمي، بالعديد من التكريمات والتقديرات على مستوى عالمي، ومن أبرزها تعيينها مديراً فنياً للدورة السادسة من "ترينالي آيتشي 2025"، لتصبح بذلك أول شخصية يتم اختيارها لهذا الدور من خارج اليابان، كما منحتها الجمهورية الفرنسية وسام "الفنون والآداب" (برتبة ضابط)، تقديراً لإسهاماتها الكبيرة في مجال الفن المعاصر وتأثيرها العميق في المشهد الفني والثقافي محلياً ودولياً، فيما أعلن "بينالي سيدني" مؤخرا عن تعيين حور القاسمي مديراً فنياً لنسخته الخامسة والعشرين، التي سوف تنعقد في الفترة ما بين 7 مارس و8 يونيو 2026، حيث ستعمل القاسمي مع مختلف المجتمعات المحلية والفنانين والأكاديميين في سيدني، بالإضافة إلى توظيف شبكة علاقاتها الدولية في عالم الفنون، لتطوير المفهوم التقييمي لهذه الدورة.

هالة بدري

هالة بدري
هالة بدري

هالة بدري هي واحدة من السيّدات الإماراتيات اللواتي أثبتن بمجهوداتهن وتفانيهن جدارة وتألقا مهنيا باهرا، فهي تشغل حاليا منصب المديرة العامة لهيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، وتملك رصيداً واسعاً من الخبرة والمعرفة والكفاءة الإدارية في قطاعات عدة تطال الإعلام والثقافة والنفط والاتصالات.

وتتميز مسيرة هالة بدري بقيادتها للعديد من المبادرات الهادفة إلى إعداد جيل جديد من الإماراتيين الذين يتمتعون برؤية استشرافية بعيدة، كما تُعد رائدة في تمكين المرأة، وتشغل مناصب بارزة في مجالس عدة مثل مجلس دبي للإعلام ومؤسسة دبي للمرأة، فضلاً عن عضويتها في مجلس دبي لمستقبل الإعلام، كما تشغل حالياً منصب الرئيس لمجلس أمناء جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي ومنصب عضو مجلس أمناء مركز الجليلة لثقافة الطفل، كما تم ندبها وتكليفها بالعمل على محتوى جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو 2020 من خلال المجلس الوطني للإعلام، حيث قامت بوضع الاستراتيجية لتجربة الزائر قبل انتقالها لهيئة الثقافة والفنون في دبي.

شيماء السويدي

شيماء السويدي
شيماء السويدي

تشغل شيماء راشد السويدي، منصب المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في "دبي للثقافة"، وتعد إحدى الشخصيات القيادية التي كرّست حياتها لخدمة الثقافة والإبداع، من خلال مسيرتها المهنية التي مثلت رحلة تطوير متواصلة غنية بالفرص والتحديات، تنقلت خلالها بين عدد من المؤسسات والهيئات في دبي وشغلت مناصب مهمة، مثل كل واحد منها تجربة ملهمة أضافت لها الكثير من الخبرة والمعرفة وأسهمت في صقل مهاراتها في مجالات التسويق، وتصميم الاستراتيجيات، وإدارة المشاريع، وغيرها.

ومثل قرار تعيينها في منصب المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في دبي للثقافة، محطة فارقة في مسيرتها، حيث فُتحت أمامها آفاقاً واسعة للتطوير، وتعزيز الروابط مع أعضاء المجتمع الإبداعي، والتفاعل مع أصحاب المواهب، واستكشاف إمكانياتهم، والمساهمة في تحقيق تطلعات دبي ورؤاها الطموحة، وترسيخ حضورها على الخريطة الثقافية العالمية، في إطار حرص دبي للثقافة عبر برامجها المختلفة على دعم مكونات هذا القطاع، ومد جسور التواصل بين أعضاء المجتمع الإبداعي في دبي، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم وخبراتهم، والاحتفاء بتجاربهم وإنتاجاتهم في مختلف المجالات الثقافية والفنية.

الصور من حسابات الشخصيات المذكورة والجهات التابعة لها.