
أول مهندسة طيران إماراتية الدكتورة سعاد الشامسي لـ"هي": قصتي دليل على أن الأحلام لا حدود لها
في يوم المرأة الإماراتية الذي خُصص للاحتفاء بإنجازات المرأة الإماراتية، تبرز قصص ملهمة تنسج معاني الريادة والشجاعة وتضيء دروب المستقبل. ومن بين هذه القصص، تتألق مسيرة الدكتورة والمهندسة سعاد الشامسي، أول مهندسة طيران إماراتية ومستشارة طيران في الدولة وأول باحثة عربية في علوم الطيران. رحلة بدأت بحلمٍ تحدّى المألوف، وتحولت إلى علامة فارقة في تاريخ تمكين المرأة الإماراتية، إذ كسرت الحواجز وفتحت الأبواب أمام جيل كامل من الشابات.
في هذه المقابلة الخاصة مع "هي" نتعرف إلى شغف الدكتورة سعاد الشامسي وفلسفتها في القوة والرقي، وإرثها الذي تسعى إلى تركه للأجيال القادمة. قصة استثنائية تلخص معنى الطموح بلا حدود، وتكشف أن السماء ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسارات جديدة.
بدأت رحلتكِ بحلمٍ تحدّى التوقعات، ما هي اللحظة التي أدركتِ فيها أنكِ خُلقتِ لتسلكي طريقًا مختلفًا؟ وكيف وجدتِ الثقة للسير فيه؟
أدركت أنني أسلك طريقًا مختلفًا عندما وجدت نفسي منجذبة إلى مجال لم يكن معروفًا للنساء من قبل. الثقة جاءت من إيماني العميق بأن الحلم يستحق المغامرة، وأن كل تحدٍّ هو فرصة لإثبات الذات
يُعرف مجال الطيران بالدقة والأداء العالي، تمامًا كما هو الحال في عالم السيارات الفاخرة ما الدور الذي لعبه الانتباه للتفاصيل والانضباط في تطوركِ المهني والشخصي؟
الانتباه للتفاصيل والانضباط هما الأساس في عملي؛ فهما ما يمنحني القدرة على مواجهة المواقف المعقدة بهدوء، ويساعدانني أيضًا على تنظيم حياتي الشخصية بشكل متوازن.
كثيرًا ما يُشار إليكِ بأنكِ رائدة وأنيقة في آنٍ واحد. كيف تُعرّفين القوة؟ وكيف توازنين بينها وبين الرقي؟
القوة بالنسبة لي هي القدرة على اتخاذ قرارات صعبة دون أن أفقد إنسانيتي. أما الرقي، فهو الطريقة التي أُقدّم بها نفسي وأحترم بها الآخرين، وأحاول دائمًا أن أوازن بين الأمرين.
بصفتكِ أول مهندسة طيران إماراتية، فتحتِ الأبواب أمام الكثيرات. ما الإرث الذي تتمنين تركه؟ وكيف ترين تأثيركِ في تشكيل مستقبل الأجيال القادمة؟
أتمنى أن يكون إرثي هو فتح الأبواب أمام الجيل القادم، وأن تكون قصتي دليلاً على أن الأحلام لا حدود لها، وأن النساء قادرات على رسم مستقبل مختلف للأمة.
الإرشاد والتوجيه كانا من المحاور الأساسية في مسيرتكِ. ما النصيحة التي تقدمينها للشابات الإماراتيات اللواتي يسعين للنجاح في مجالات لم تُصمم لهن في الأصل؟
نصيحتي للشابات: لا تدعنَ المعايير التقليدية تحدّ من طموحاتكن، فالمجالات لا تُصمّم لجنس معيّن، بل تُصنع للعقول الجريئة والإصرار.
يوم المرأة الإماراتية هو احتفال بالهوية، والتقدم، والقوة. ماذا يعني لكِ هذا اليوم على المستوى الشخصي؟ وما الرسالة التي تودين توجيهها للنساء الإماراتيات؟
هو يوم اعتزاز وفخر، يوم نحتفل فيه بما وصلنا إليه وبما هو قادم. رسالتي للنساء الإماراتيات: أنتنّ شريكات في بناء المستقبل، وصوتكنّ قوة لا تُقدّر بثمن.
بعيدًا عن مقصورات الطائرات ومهابطها – من هي سعاد؟ حدثينا عن طقوسكِ اليومية، أو شغفكِ، أو لحظات السكون التي تمنحكِ التوازن.
أنا إنسانة بسيطة، أجد توازني في القراءة والرياضة والوقت مع العائلة. لحظات السكون بالنسبة لي هي مفتاح الاستمرارية.
في الطيران كما في صناعة السيارات الفاخرة، لا معنى للأداء دون غاية. ما الذي لا يزال يحفزكِ ويدفعكِ للأمام رغم كل ما أنجزتِه؟
ما يحفزني هو الرغبة في أن أترك أثرًا أكبر مما حققته حتى الآن، وأن أكون مصدر إلهام لكل من يعتقد أن الطريق مسدود أمامه.
إذا كانت قصتكِ سيارة من بنتلي، أي طراز ستكون؟ ولماذا؟
سأكون Flying Spur لأنها تمثل القوة والأناقة معًا، وتجمع بين السرعة والثبات، تمامًا كما أسعى أن أكون.
لقد أمضيتِ حياتكِ في كسر الحواجز في مجالي الهندسة والقيادة. لو كنتِ خلف مقود سيارة بنتلي على طريق مفتوح، إلى أين ستتوجهين؟
سأتوجه إلى آفاق جديدة، حيث لا حدود للطموح، تمامًا كما كانت رحلتي في الطيران دائمًا نحو الأمام.